التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أعضاء المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي، برئاسة الدكتور طارق شوقي، المشرف على الأمانة التنسيقية للمجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية. الرئيس عرض، خلال الاجتماع، نتائج زيارته إلى اليابان، فيما يتعلق بالشق الخاص بنظام التعليم الياباني، منوهاً با هتمام ذلك النظام بالجانب الأخلاقي والقيمي وغرس روح العمل الجماعي في نفوس النشء، فضلاً عن بث قِيَم التحلي بالدقة والاتقان والانضباط وإبراز الجوانب الجمالية، إضافة إلى جودة المناهج الدراسية وتعظيم دور المعلم الذي يمثل القدوة والمَثَل الأخلاقي والتعليمي للطلاب. أشار السيسي إلى المتابعة الدقيقة التي يتيحها نظام التعليم الياباني، التي تضمن استمرارية جودة النظام التعليمي وتطبيق المنظومة الأخلاقية، وأكد أهمية استفادة مصر من التجربة اليابانية في التعليم، ومتابعة نتائج زيارة اليابان، والبناء عليها وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين المصري والياباني؛ لإقامة شراكة في مجال التعليم. من جانبه، استعرض "شوقي"، عدداً من مشروعات التي يقوم المجلس بدراستها وإعدادها وتنفيذها، ومن بينها "مشروع المُعلمين أولاً"، والذي يُجرى تنفيذه بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، في إطار برنامجها لإعداد المعلمين، وبتمويل قدره 60 مليون جنيه مُقدَمة من صندوق تحيا مصر، وأوضح أن البرنامج يُعنى بتطوير أداء المعلمين والارتقاء به، وزيادة قدراتهم على إيصال المعلومات وتطوير نظم الاختبارات وتقييم الطلاب. قدم شوقي، خلال الاجتماع، تقريراً عن متابعة تنفيذ مشروع "بنك المعرفة المصري"، الذي تجاوز عدد زائريه منذ إطلاقه ثمانية ملايين زائر، وبيّن أن المشروع لا يتوقف عند حدود إتاحة المحتوى المعرفي والعلمي، لكنه يمتد ليشمل التعاون والتنسيق مع كبار الناشرين الدوليين؛ لإعداد دراسات في مختلف مجالات البحث العلمي المتنوعة وتحسين طرق تدريس الرياضيات والعلوم، إضافة إلى التنسيق الجاري مع الوزارات المعنية مثل التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، والشباب والرياضة، والثقافة؛ لتعظيم الاستفادة من مشروع بنك المعرفة المصري وتنسيق جهود مختلف مؤسسات الدولة ذات الصلة بالتعليم والبحث العلمي. تناول "شوقي" كذلك ملامح "المشروع القومي لتعليم مصري جديد"، الذي يهدف إلى تصميم نظام تعليمي جديد ومبتكر؛ لتنشئة أجيال مصرية تمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين، والقدرة على التعلم مدى الحياة، موضحاً أن هذا النظام الجديد سيُطبق بالتوازي مع تطوير النظام الحالي، الذي سيظل مستمراً ل 12عاماً، قبل أن يتم الانتقال إلى النظام الجديد بالكامل. وكلف السيسي المجلس بوضع برنامج متكامل لانتقاء ورعاية الطلاب النابغين، خاصة من أبناء القرى المصرية في الصعيد والدلتا، مشيراً إلى أنهم نواة حقيقية للنهضة العلمية والفكرية في مصر. الاجتماع تطرق إلى عدة موضوعات أخرى، بينها طرح أفكار ومقترحات تستهدف الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، لا سيما في مجال الهندسة الذي يرتبط بالعديد من القطاعات الحيوية في الدولة، مثل "النقل والإسكان والصناعة والصحة". وفي هذا السياق، وافق الرئيس على مقترح تم التوصل إليه بالتنسيق بين الكليات والمعاهد الهندسية وبين نقابة المهندسين، يقضي بضرورة حصول طلاب كليات الهندسة على تراخيص مزاولة المهنة، من خلال اختبارات في أساسيات العلوم الهندسية، قبل الحصول على شهادة التخرج الجامعية؛ لضمان جودة آدائهم، وإلمامهم بمختلف الجوانب الهندسية، بما يُساهم في إتاحة فرص عمل مناسبة لهم في مصر والخارج، واستمع إلى مقترحات لإنشاء مدينة العلوم للبحوث الالكترونية، التي تستهدف ربط مخرجات البحث العلمي بقطاع الصناعة، بما يُساهم في تحسينه وتطويره بشكل مستمر. الرئيس أكد أهمية إيلاء المجلس الاهتمام للتعليم الفني، والعمل على تطويره وفقاً لأحدث المعايير المعمول بها، وربطه بسوق العمل وإكساب الدارسين فيه المهارات العملية اللازمة للقيام بوظائفهم على الوجه الأكمل.