كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي, المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية بوضع برنامج متكامل لانتقاء ورعاية الطلاب النابغين وخاصة من أبناء القري المصرية في الصعيد والدلتا, باعتبارهم النواة الحقيقية للنهضة العلمية والفكرية في مصر. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي أمس مع أعضاء المجلس برئاسة الدكتور طارق شوقي, المشرف علي الأمانة التنسيقية للمجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية. وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرئاسي, أن الدكتور شوقي استعرض ملامح المشروع القومي لتعليم مصري جديد والذي يهدف إلي تصميم نظام تعليمي جديد ومبتكر لتنشئة أجيال مصرية تمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين والقدرة علي التعلم مدي الحياة, موضحا أن هذا النظام الجديد سيتم تطبيقه بالتوازي مع تطوير النظام الحالي والذي سيظل مستمرا لمدة12 عاما قبل أن يتم الانتقال إلي النظام الجديد بالكامل. وذكر السفير يوسف أن الاجتماع تطرق إلي عدة موضوعات أخري, من بينها طرح أفكار ومقترحات تستهدف الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين ولا سيما في مجال الهندسة الذي يرتبط بالعديد من القطاعات الحيوية في الدولة مثل النقل والإسكان والصناعة والصحة. وأشار المتحدث إلي موافقة الرئيس علي مقترح تم التوصل إليه بالتنسيق بين الكليات والمعاهد الهندسية وبين نقابة المهندسين ويقضي بضرورة حصول طلاب كليات الهندسة علي تراخيص مزاولة المهنة من خلال اختبارات في أساسيات العلوم الهندسية قبل الحصول علي شهادة التخرج الجامعية لضمان جودة أدائهم وإلمامهم بمختلف الجوانب الهندسية بما يساهم في إتاحة فرص عمل مناسبة لهم في مصر والخارج. وأفاد المتحدث بأن الرئيس عرض خلال الاجتماع نتائج زيارته إلي اليابان فيما يتعلق بالشق الخاص بنظام التعليم الياباني, منوها إلي اهتمام ذلك النظام بالجانب الأخلاقي والقيمي وغرس روح العمل الجماعي في نفوس النشء, فضلا عن بث قيم التحلي بالدقة والإتقان والانضباط وإبراز الجوانب الجمالية, بالإضافة إلي جودة المناهج الدراسية وتعظيم دور المعلم الذي يمثل القدوة والمثل الأخلاقي والتعليمي للطلاب. ونوه الرئيس إلي المتابعة الدقيقة التي يتيحها نظام التعليم الياباني والتي تضمن استمرارية جودة النظام التعليمي وتطبيق المنظومة الأخلاقية. وأكد الرئيس علي أهمية استفادة مصر من التجربة اليابانية في التعليم ومتابعة نتائج زيارته لليابان والبناء عليها وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين المصري والياباني لإقامة شراكة في مجال التعليم. وأشار المتحدث إلي أن الدكتور طارق شوقي استعرض أيضا عددا من المشروعات التي قام المجلس بدراستها وإعدادها وتنفيذها, ومن بينها مشروع المعلمين أولا والذي يجري تنفيذه بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة باليونسكو في إطار برنامجها لإعداد المعلمين, وبتمويل قدره60 مليون جنيه مقدمة من صندوق تحيا مصر. وأوضح الدكتور طارق شوقي أن البرنامج يعني بتطوير أداء المعلمين والارتقاء به وزيادة قدراتهم علي إيصال المعلومات وتطوير نظم الاختبارات وتقييم الطلاب.