«ماما ميسة» بتلك الشخصية الاجتماعية الخالدة في أذهان جمهور التليفزيون المصري والعربي بقيت الفنانة الراحلة سعاد نصر، في ذاكرة جمهورها العريض الذي عشق طبيعتها وتلقائيتها وحفة ظلها على الشاشتين الصغيرة والكبيرة. تحل اليوم ذكرى ميلاد ماما مايسة ال63، إذ ولدت في مثل هذا اليوم 12 مارس 1953 بحي شبرا، وكانت مجرد فتاة مصرية تحلم فقط أن تلتحق بعالم الصحافة دون أن تفكر مطلقًَا في عالم السينما، لكنها لم تتخيل أنها على موعد مع الشهرة والنجومية أمام عدسات الكاميرات. كان التحاقها بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بداية مشوار نجاحها الحقيقي منذ تخرجها عام 1975، وأتقنت تقديم مشهد تراجيدي بقصة "ياسين وبهية" خلال مشروع تخرجها، وهو ما أقنعها منذ تلك اللحظة إنها ممثلة تبدع في الأدوار الدرامية والتراجيديا. نجح الفنان القدير كرم مطاوع في إقناع سعاد بأنها فنانة كوميدية على عكس ما كانت تعتقد أنها لا تصلح إلا للتراجيديا، حيث يحسب له أنه أول من اكتشفها، وفي عام 1982 كانت بدايتها السينمائية من خلال مشاركتها في فيلم "الغيرة القاتلة"، توالت بعدها أدوارها السينمائية التي كان من أبرزها دورها في فيلم "هنا القاهرة"، الذي دفعها لعالم الكوميديا بدورها المميز لشخصية الصعيدية، التي تأتي برفقة زوجها لزيارة القاهرة. قدمت سعاد أشهر ثنائي مع النجم محمد صحبي، حيث أبدعا معًا في عدة أدوار سينمائية ومسرحية، وكذلك اثنين من أنجح المسلسلات التليفزيونية الكوميدية، وهما "رحلة المليون" و"يوميات ونيس" بأجزائه الخمسة، التى أحبتها جميع الأسر المصرية صغارًا وكبارًا، ارتبط الجميع بتلك الأسرة، وارتبط فريق العمل بها لتكون والدتهم الحقيقية لدرجة أنه بعد وفاتها رفض صبحي الاستعانة ببديل، وغيّر أحداث المسلسل على أن زوجته توفيت. تزوجت الفنانة سعاد مرتين، الأولى من الفنان أحمد عبد الوارث، وأنجبت منه بنتًا وولدًا، هما طارق وفيروز، لكنها انتهت بالانفصال الهادئ، وأكملت حياتها بزواجها الثاني من مهندس البترول محمد عبد المنعم، واستمرا معًا حتى وفاتها. - كان تاريخ 5 يناير من عام 2007، بمثابة تتر النهاية لحياة سعاد نصر القصيرة، التى انتهت سريعًا بسبب خطأ طبي ساذج فى أثناء تحضيرها إجراء عملية شفط دهون في أحد مستشفيات القاهرة، لكنها دخلت في غيبوبة بعد إعطائها جرعة مخدر زائدة، لكنها دخلت في حالة غيبوبة كاملة استمرت مدة عام كامل، بدلا من العملية التى أودت بحياتها بدلا من قضائها على السمنة، وكأن حلمها بالنحافة كان قرار انتحارها.