"هاحبس النبي".. آخر التصريحات التي أطلقها المستشار أحمد الزند وزير العدل، وأضافت حلقة جديدة في مسلسل تصريحاته المثيرة للجدل، منذ توليه حقيبة العدل، خلفًا للوزير محفوظ صابر المقال بسبب "تصريح مثير للجدل". تصريح الزند هذه المرة جاء خلال لقائه ببرنامج "نظرة" الذي يقدِّمه الإعلامي حمدي رزق على فضائية "صدى البلد"، مساء أمس الجمعة، فقال "المستشار": "سأحبس أي مخطئ في حق الدولة.. إذا لم يكن هؤلاء مكانهم في السجون فأين سيكون مكانهم.. أنا هاسجن أي حد حتى لو كان النبي عليه الصلاة والسلام، أستغفر الله العظيم.. سأسجن المخطئ أيًّا كانت صفته". إثارة الجدل من قبل الزند، هذه المرة، طالت إلى حد وصل إلى المطالبة بمحاكمته بتهمة "ازدراء الأديان"، فبات التساؤل هل بات يجب محاكمة الزند بعد تصريحه هذا؟ هيئة كبار العلماء محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، قال في تصريحاتٍ ل"التحرير": "المولى عزوجل وصف النبى محمدا صلى الله عليه وسلم، بالصراط المستقيم والنور الإلهي وبالسراج المنير والمعصوم من الخطأ.. ودون النظر إلى الأشخاص فمثل هذه التصريحات هي تجرؤ على الرسول ومكانته، لذلك يتعين على الحاكم وأولى الأمر وفقًا للشرع أن يحقِّق في الأمر". وأضاف: "الدستور نصَّ في مادته الثانية على أنَّ الشريعة الإسلامية مصدر السلطات، وبالتالي يستوجب أن تتم محاسبته وفقًا للقانون وأحكام الدستور، وبما أنَّ القضاء منوط به قانونيا ودستوريا تطبيق أحكام القانون والدستور، فإنَّه يجب على النائب العام أن يجرى تحقيقًا موسعًا مع الزند للوقوف على تصريحاته إعمالا لأحكام الشريعة والقانون". جامعة الأزهر قال الدكتور حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ل"التحرير": "تلفظ الزند بأنَّ الرسول أخطأ وأنَّه سيحاسبه ويحبسه أمر مرفوض ولا يليق بمكانة النبي المعصوم من الخطأ وهذه إهانة لمكانة النبي في الإسلام حتى وإن كان ذلك على سبيل المبالغة.. فالنبي أرقى وأسمى من التلفظ باسمه بهذه الطريقة". وأضاف: "وفقًا للشرع والقانون فهذا خطأ لا جدال فيه، لكن هذه الواقعة لا تعد ازدراء أديان لكونه لا يقصد إهانة النبي". المشيخة مشيخة الأزهر الشريف تعاملت مع "تصريح الزند" كأن لم يكن فرفضت التعليق على الأمر، وذكرت مصادر بالوزارة، ل"التحرير"، مفضِّلةً عدم ذكر أسمائها: "مشيخة الأزهر رفعت شعار كبر دماغك، الأمر الذى يبرهن على التناقض الشديد الذي تعيشه هذه المؤسسة، والمشيخة تجاهلت تصريحات الزند لمجاملته لكونه وزيرًا للعدل". حديث المصادر هذا دعَّمه عدم خروج أي بيانٍ أو تصريحٍ من المشيخة بعد مرور أكثر من 17 ساعة على تصريح الزند، رغمَّ أنَّ الكثير من ردود الأفعال الغاضبة خرجت في هذا الصدد. الإفتاء حاولت "التحرير" رصد تعليق دار الإفتاء على تصريح الزند، إلا أنَّ مجدي عاشور المستشار الأكاديمي للمفتي رفض التعليق متعلِّلاً بانشغاله.