مع حلول الذكرى ال 52 لرحيل عملاق الأدب العربي وأحد رواد الفكر والتنوير في مصر والوطن العربي والعالم الأديب عباس محمود العقاد، ابن مدينة أسوان والتي نشأ وتربى فيها منذ نوعمة أظافره قبل رحيله إلى القاهرة لينطلق منها إلى العالمية، ولكن الدولة تأبى حتى اليوم بعد مرور 52 عامًا على رحيله أن تكرمه بالشكل الذي يليق بهذه القامة الكبرى والتي قال عنها الزعيم سعد زغلول، أديب فحل، له قلم جبار، ورجولة كاملة، ووطنية صافية، واطلاع واسع. منزل العقاد الذي تربى فيه ويحمل أجمل الذكريات له ولأسرته بشارع عباس فريد بمدينة أسوان مهدد الآن بالانهيار في أي لحظة رغم ضمه لأملاك الترث المعماري بالقرار الجمهوري رقم 2650 لسنة 2007 ، في الوقت الذي رفضت فيه الأسرة الإغراءات المالية الخيالية التي قدمت لها من أجل شراء المنزل من الشيخة موزة زوجة أمير قطر منذ عدة سنوات خلال زيارتها لأسوان. يقول عبد العزيز أحمد العقاد، ابن شقيق الكاتب والأديب العملاق، إن المنزل التراثي والذي يحمل ذكريات الأديب العملاق، أصبح مهددًا ما بين عشية وضحاها بالانهيار والسقوط في أي لحظة بسبب تصدع حوائطه وجدرانه في ظل تراكمات المياه الجوفية للمنطقة المحيطة به خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى أنه في ظل أن المنزل يتبع الأبنية الخاضعة للتراث المعماري وفقًا للقرار الوزاري رقم 2650 لسنة 2007 ، فأننا نقف مكتوفي الأيدي في التصرف لإصلاح وترميم المنزل قبل سقوطه باعتباره يمثل ثروة قومية للمصرين بشكل كامل. وتابع، ابن شقيق العقاد، "أن الروتين والبيروقراطية الحكومية التي نعاني منها في الدولة وقفت حالًا أمام ترميم وإنقاذ المنزل من السقوط في أي لحظة، وتاهت الأسرة منذ شهر نوفمبر العام الماضي ما بين أروقة الوحدة المحلية لمدينة أسوان، ومديرية الإسكان ومحافظة أسوان ومنطقة آثار أسوان الإسلامي ووزارة الإسكان من أجل استقدام لجنة فنية هندسية لمعاينة المنزل لسرعة طرحة للترميم". وأضاف، "إنني تقدمت بطلب للوحدة المحلية لمدينة أسوان في 12 نوفمبر 2015، للحصول على رخصة إعادة ترميم المنزل؛ الأمر الذي احالته بدروها إلى منطقة آثار أسوان الإسلامية باعتبار المنزل مدرج ضمن المباني الخاضعة للتراث المعماري، فيما جاء رد الآثار مشابه تماما للوحدة المحلية التي أحالت الطلب إلى مديرية الإسكان التي رفضت التعامل وإحالته أيضا إلى وزارة الإسكان في 20 يناير 2016 الماضى، ولكن لم يتم الرد حتى الآن". وتابع، "تقدمت كذلك بطلب إلى وزير الإسكان مصطفى المدبولي، في هذا الشأن يوم 6 فبراير 2016، لطلب تشكيل لجنة من التراث المعماري لإرسالها لأسوان لمعاينة المنزل ووضع تصور لترميمه، ولكن لم يستجيب الوزير أو الوزارة حتى الآن. واختتم ابن شقيق العقاد، عبد العزيز العقاد حديثة قائلا: "لو كنا دعاة مال وشهرة لكنا استجبنا للعرض المغري من الشيخة موزة زوجة أمير قطر أنذاك خلال زيارتها لأسوان منذ عدة سنوات وعرضها شراء المنزل وتحويله إلى متحف خاص للعقاد، ولكن رفضنا الأمر باعتباره تراث شعب مصر بالكامل وليس خاصا بأسرة العقاد فقط"، مؤكدا للمسئولين القطرين وقتها عليهم التقدم لوزارة الثقافة ومحافظة أسوان للتفاوض في هذا الأمر باعتبارهم الجهة الشرعية.