ألقى اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، اليوم الأربعاء، كلمة في مؤتمر وزراء داخلية الدول العربية. وبدأ عبد الغفار الكلمة قائلًا: "يُشرفنى فى مستهل كلمتى أن أنقل إليكم تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتمنياته بأن يضطلع مجلسكم الموقر بإنجاز المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه داعيًا المولى، عز وجل، أن يتمم أعمال هذه الدورة بالتوفيق والنجاح، نجتمع اليوم فى مرحلة بالغة الدقة من تاريخ أمتنا العربية، وسط تحديات متنامية وأخطار غير مسبوقة وتهديدات كبيرة لمقدراتنا، وتطلعات شعوبنا تستوجب منا جميعا صلابة الإرادة، وقوة العزيمة على مواصلة العطاء لبلورة خطط جديدة، وسياسات أمنية مستحدثة تتطور مع المتغيرات الإقليمية والدولية لمواجهة تلك التحديات وتحقيق الأمن والسلم لمنطقتنا العربية، بل إقليميا ودوليا". أضاف: "إن أمتنا العربية تتعرض اليوم لهجمة عاتية من إرهاب غاشم، غذته الأطماع الإقليمية والدولية، والأبعاد الطائفية والمذهبية، حتى تمددت أطرافه وصار سرطانا يضرب بلا هوادة جسد هذه الأمة، مستهدفا مكونات وجودها ومستقبل أبنائها"، مشيرًا إلى أن تمدد تنظيم "داعش" الإرهابى فى عدة دول، يجسد فى صورة جلية تلك المعانى والمفاهيم، ويؤكد حجم المؤامرة التى تحاك لبلداننا، خاصة بعد أن بايعته قرابة (34) جماعة إرهابية حول العالم. أكمل: "فصار لزاما علينا نحن حملة رسالة الأمن أن تتضافر جهودنا، وتتحد عزائمنا لخوض حرب تاريخية، نستخلص فيها حياة أوطاننا ونجاة شعوبنا، وتاريخ أمتنا الذى يقف دومًا شاهدًا على صعود هذه الأمة على أوج قوتها.. لقد اجتازت مصر مرحلة صعبة من تاريخها المعاصر، وحققت العديد من النجاحات فى مواجهة التحديات ومكافحة الإرهاب وإعادة بناء الدولة، وما كان هذا ليتحقق إلا بفضل من الله، عز وجل، وتماسك مؤسسات الدولة المصرية وتلاحمها مع شعبها الأبى الكريم، ووقوفها خلف قيادتها الرشيدة". استطرد: "إلا أننا لا يزال أمامنا عمل دؤوب يتطلب منتهى درجات اليقظة، وطريق طويل تحفه المخاطر والصعاب.. كلما قطعنا فيه أشواطا تزايد الأمل، واتضحت فى الآفاق ملامح غدٍ مشرق"، منوهًا بأن "الداخلية" المصرية تجنى يومًا بعد يوم المزيد من ثمار جهودها المضنية، وتُحقق تباعًا العديد من مستهدفاتها فى كل مسارات المواجهة مع تلك التنظيمات الإرهابية. أردف: "إن وزارة الداخلية المصرية، وهى تثمن جهود أبنائها وتضحيات شهدائها فى مكافحة الإرهاب جنبًا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة البواسل، وما استلزمته تلك المواجهة من صياغة منظومة أمنية شاملة من التدابير والخطط المشتركة، قد اعتمدت فى الوقت ذاته استراتيجية أمنية متوازنة لتكريس معطيات الاستقرار الأمنى بمختلف روافده، بغية تحقيق الأمن بمفهومه الشامل باستهداف السلوك الإجرامى بكل صوره وأشكاله، والتوجه نحو تطوير الدور الأمنى فى المجالات الخدمية والتنموية واعتماد الأسلوب العلمى، خاصةً فيما يتصل بإعداد الدعامة البشرية للمنظومة الأمنية، وربط خطط التدريب بأهداف أمنيةٍ محددة، واستحداث آليات تتواكب وتطور الجريمة، واستثمار التقنيات التكنولوجية الحديثة فى كل مجالات العمل الأمنى؛ بما يمهد الطريق أمام الوطن لبناء نهضته المنشودة، وإقامة دولته العصرية الديمقراطية". وأضاف: "بل إن تلك الجهود ينبغى أن تتكامل من خلال تشكيل مجموعة عمل من كبار المسئولين والخبراء، فى مجال مكافحة الإرهاب الإلكترونى، تضطلع بعقد لقاء مع مختلف مسئولى شبكات التواصل الاجتماعى، وصولا إلى صياغة مناسبة للتنسيق من خلالها فى منع إساءة استخدام خدمات تلك الشبكات لصالح العنف والإرهاب؛ تنفيذًا لقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة، بشأن منع استغلال الإرهابيين للتكنولوجيا والاتصالات والموارد فى التحريض على دعم الأعمال الإرهابية".