«نيويورك تايمز»: حكم حبس «أطفال المنيا المسيحيين» يكشف تناقض السيسي

سلَّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الحكم الصادر من محكمة جنح بني مزار بمحافظة المنيا، برئاسة المستشار تامر كامل، بالسجن خمس سنوات على ثلاثة طلاب مسيحيين، وإيداع متهم رابع بمؤسسة "الأحداث" لنفس المدة لصغر سنه؛ لاتهامهم بازدراء الدين الإسلامي ونشر فيديو يسيء ل"صلاة المسلمين".
وقالت الصحيفة، في تقريرٍ لها، نشرته على موقعها الإلكتروني: "حكم حبس الأطفال هو آخر حلقات سلسلة الإدانات البارزة بتهم التجديف التي أثارت انتقادات حادة للنظام القضائي في مصر".
وأشارت الصحيفة إلى القضايا التي أدين فيها الإعلامي إسلام بحيري، والكاتبة فاطمة ناعوت، والروائي أحمد ناجي، وأضافت: "هذه القضايا تكشف تناقض الصورة التي يقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي لنفسه باعتباره حائط الصد ضد التطرف".
وذكرت "نيويورك تايمز": "نظام العدالة المصري ما زال تحت الفحص الدقيق بسبب التحقيقات الجارية عن مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته وظهر بها علامات على تعذيب وحشي بعد تسعة أيام من اختفائه، الأمر الذي غالبًا ما يرتبط بتورط الأجهزة الأمنية".
وتابعت: "الرئيس السيسي دعا القادة الدينيين قبل عام في خطاب له، إلى تطهير الإسلام من الأفكار التي تشجع على العنف والتي جعلت من الدين عدوا للعالم.. منذ ذلك الحين، ركَّزت المحاكم على القضايا التي تؤثر بشكل قوي على الحقوق المدنية، بما في ذلك حرية التعبير".
وجاء الحكم في القضية رقم 350 لسنة 2015 جنح أحداث بني مزار، حيث صدر الحكم ضد مولر عادل، 18 سنة، وباسم أمجد، 18 سنة، وألبير أشرف، 18 سنة، بالسجن خمس سنوات، وإيداع كلينتون مجدي، 15 سنة، بمؤسسة الأحداث لقضاء نفس العقوبة لصغر سنه، حسب مصدر قضائي، الذي أكَّد أنَّ المتهمين جميعهم من أبناء قرية الناصرية التابعة لمركز بني مزار، فيما سبق أن صدر حكم آخر، في 30 أبريل الماضي، بحبس جاد يوسف، 35 سنة، مدرس لغة إنجليزية، لمدة ثلاث سنوات.
واتهمت النيابة المتهمين بازدراء الدين الإسلامي من خلال نشرهم مقاطع فيديو تهكموا فيها على صلاة المسلمين والإساءة إليها، وإثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط.
وتعود أحداث الواقعة إلى ورود بلاغٍ لقسم شرطة مركز بني مزار من أهالي قرية الناصرية يفيد قيام مدرس مسيحي وأربعة طلاب بالإساءة للدين الإسلامي، من خلال نشر مقطع فيديو بين أهالي القرية، يسيء للمسلمين وصلاتهم، وعلى أثر ذلك تجمهر أهالي القرية أكثر من مرة، وطالبوا بطرد المدرس والطلاب من القرية، فيما تدخَّلت أجهزة الأمن وألقت القبض على المتهمين وتقديمهم للمحاكمة.