كتب - أحمد مطاوع "الطابور الخامس".. أحد المصطلحات رائجة الشيوع فى مصر مؤخرًا وبالتحديد فى أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير، ويعود أصله إلى الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936، وعملية الخداع الاستراتيجى التى استخدمتها القوات الزاحفة إلى مدريد المتكونة من 4 طوابير، فى المواجهة المباشرة مع العدو، فيما كان هناك طابور آخر خامس يقوم بمهام محددة خلف العدو نفسه، وترسخت الفكرة خلال الحرب الباردة، إلى أن التصق المصطلح فيما بعد على الجواسيس والعملاء، وظل يتوسع حتى شمل مروجى الشائعات، ومنظمى الحروب النفسية، سواء فى الصراعات الداخلية للدول أو مع الدول المعادية. تدرج مصطلح الطابور الخامس فى مصر، مع خلع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ولاحق طارة ما أطلق عليه "الجناح السرى" لوزارة الداخلية، الذى وصف بالصف الأخير فى إمبراطورية حبيب العادلى القمعية، وطارة أخرى "فلول" نظام مبارك الذين جاهدوا لإعادة إنتاج النظام، من خلال تعطيل كل مسيرات الإصلاخ والتنمية التى أعقبت الثورة، وصولًا إلى صبغ هذا المصطلح على كل من ينتمى لثورة يناير من الشباب أو التخب مما استحال ملاحقتهم بتهم الانضمام لجماعة الإخوان أو حتى الجنائية، وذلك فى أعقاب 30 يونيو والإطاحة بحكم الجماعة وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى. تحول مصطلح الطابور الخامس لتهمة مباشرة ترددها الألسنة فى وسائل الإعلام وبين العوام، وظل ضمن غيره من تهم يتم توجيهها لكل من يعارض أو يعترض على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى حاليًا، وقبلها على من سعوا لإرساء بعض القواعد التى تساهم فى بناء دولة حديثة داخل الحكومات التى تشكلت بعد 3 يوليو، ممن وصفوا بالتيار الديمقراطى، خاصة فى أول حكومة شكلها الدكتور حازم الببلاوى، فى عهد الرئيس المؤقت عدلى منصور، والذى لم يسلم نوابه ومستشاريه من وصمهم بهذا المصطلح، الذى قصد منه اتهام صريح دون أدلة لهؤلاء بالعمالة والتجسس لصالح أمريكا وإسرائيل والماسونية وغيرها من الدول والجهات الأجنية؛ وكان ذلك من خلال حملة ممنهجة قادها عدد من الإعلاميين والشخصيات العامة من عهد مبارك البائد، وبعض من انقلب على ثورة يناير كنوعًا من فروض الولاء المقدمة للمهوسين بعداء الثورة ومحاربة شبابها حتى يتسنى لهم تحقيق مصالح وأطماع شخصية من الانضمام لعباءة التأييد المطلق للنظام، وذلك لإقصاء كل صوت معبر عن الثورة ومطالبها من المشهد السياسى تمامًا. ويعد النائب البرلمانى توفيق عكاشة، عضو مجلس نواب 30 يونيو، ونظيره النائب أيضًا مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك، أحد أبرز من دشنوا واستخدموا مصطلح "الطابور الخامس" لتشويه كل من هو محسوب أو مؤمن بأهداف ثورة 25 يناير التى اعترف بها الدستور الحالى المُصوت عليه بأغلبية كاسحة، وجرم إهانتها فى ديباجته؛ ومازال الثنائى البرلمانى ومعهم عدد من الشخصيات بينهم عزمى مجاهد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الذى لبس ثوب الإعلام مؤخرًا، ينكرون الثورة ويهاجمونها ويهينوها حتى الآن؛ حتى انقلبت الأيام وكشفت عن الوجه الخفى لهم، والذى أظهر قبولهم وسعيهم بشكل معلن أو خفى، للتطبيع مع إسرائيل، فى تحد واضح للرفض والعداء الشعبى المصرى والعربى تجاه هذا الكيان العدوانى، الذى ما زال حتى هذه اللحظة يقتل فى أبناء الشعب الفلسطينى ويغتصب أراضيهم، ويعتدى على مقدستنا الإسلامية والمسيحية والتاريخية، بخلاف تاريخ جرائم هذا الكيان الصهيونى فى مصر وعدد من الدول العربية، والذى شفى قليل من غليل صدور أمتنا العربية، نصر أكتوبر العظيم. والأدهى أن "عار" التطبيع لاحقهم، مع حلول الذكرى ال36 لاستشهاد أول من رفض التطبيع مع إسرائيل، الفلاح سعد إدريس حلاوة ابن محافظة القليوبية. توفيق عكاشة.. فخور بالتطبيع وسيلتقى نتنياهو تفاجأ الكثير من المصريين، أمس، بصورًا كانت صادمة بالأخص، لأغلب مؤيدي البرلمانى توفيق عكاشة، إذ ظهر داخل منزله بصحبة السفير الإسرائيلى بالقاهرة، حاييم كورين، فى جلسة استمرت لما يقرب من ثلاث ساعات، ناقشا خلالها العديد من الأمور، وتناولا وجبة عشاء سويًا، فى تراحب شديد سيطر على الأجواء بين عكاشة وسفير إسرائيل. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ففى خلال حوار "التحرير"، مع عكاشة، الذى أعقب لقائه مع كورين، وفى خضم ردود الأفعال الغاضبة تجاه جلسة "التطبيع" هذه، سواء فى الشارع المصرى أو البرلمان، مع دعوات مطالبة بفصله من مجلس النواب، تحدى توفيق عكاشة الجميع وأعرب عن اقتناعه وفخره التام بما يقوم به من "تطبيع" مع الكيان الصهيونى، كاشفًا عن مفاجأة جديدة، هى أنه سيلتقي مع نيامين ناتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال أيام؛ لمناقشة قضية سد النهضة، والاتفاق على تنازل إسرائيل عن مديونية مصر التي تقدر بمليار و600 مليون دولار. للمزيد "حوار.. عكاشة ل«التحرير»: سألتقي نتنياهو خلال أيام" مرتضى منصور.. رئيس الزمالك متهم بالتطبيع الرياضى تفجرت يوم الأربعاء، قضية كبيرة هزت الأوساط الرياضية فى مصر، بعدما لاحقت النائب البرلمانى ورئيس نادى الزمالك مرتضى منصور، اتهامات بالقيام بأول عمليه "تطبيع رياضى" مع الكيان الصهيونى، من خلال صفقة التعاقد مع الزامبى إيمانويل مايوكا، اللاعب السابق بالدورى الإسرائيلى، للانضمام لصفوف فريق الكرة الأول بالقلعة البيضاء، أثناء فترة الانتقالات الشتوية، فى يناير الماضى. ودفع عمولة قدرها 300 ألف دولار لوكيل اللاعب الإسرائيلى ويدعى نير كارين، الذى حرص على توقيع العقد باللغة العبرية بجوار توقيع اللاعب ورئيس الزمالك، لتسهيل إتمام الصفقة التى كادت أن تفشل أكثر من مرة لولا تدخل نجلا رئيس النادى النائب البرلمانى أحمد مرتضى وأخيه أمير، وفقًا للعديد من التقارير الصحفية. ولم يخرج حتى الآن أى رد رسمى من نادى الزمالك، أو أى من مسؤوليه للتعليق على هذه القضية التى تعتبر "فضيحة" رياضة من العيار الثقيل، إلا أن مصدر داخل مجلس إدارة الزمالك كشف خلال تصريحات خاصة ل«التحرير» أن رئيس النادي قرر الرد على ما أثير خلال الفترة الماضية، عن تعامل النادي مع وكيل لاعبين إسرائيلى فى صفقة انتقال المهاجم الزامبي مايوكا، خلال المؤتمر الصحفي لتقديم المدير الفني الجديد للفريق أليكس ماكليش، المقرر عقده يوم السبت، بمقر النادي في تمام الحادية عشرة صباحًا. الكابتن عزمى مجاهد.. التطبيع دبلوماسية عزمى مجاهد، المتحدث باسم اتحاد الكرة المصرى، ومقدم برنامج "الملف" بقناة العاصمة الفضائية، لم يمثل "التطبيع" مع إسرائيل، أزمة بالنسبة له، بل رحب بالأمر، مؤكدًا أنه لا مانع من أن يلعب المنتخب الوطنى فى تل أبيب، إذا قال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كلام جرائد" المذاع على نفس القناة التى يعمل بها، إن "مصر تقدمت بملف تنظيم بطولة كأس العالم للشباب تحت 19 سنة، وليس معنى منافسة إسرائيل لنا الانسحاب من البطولة"، مستندًا على أن "هناك تبادل دبلوماسى مع إسرائيل، وفيه لاعبين مصريين لعبوا مباريات فى تل أبيب، ولازم نتكلم بوضوح، مفيش مشكلة مع إسرائيل لو اشتركنا فى الرياضة معها"، مطالبًا "افصلوا الرياضة عن السياسة".