شدَّد سامح شكري وزير الخارجية على حرص مصر على تفعيل مجالات التعاون في شتى المجالات مع اليونان، سواء سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو أمنية. وقال شكري، خلال مؤتمر صحفي له، اليوم الأربعاء، عقب مباحثاته نيكوس كوتذياس وزير خارجية اليونان، بقصر التحرير، إنَّ البلدين تربطهما علاقات تاريخية امتزج فيها التاريخ المصري واليوناني، حيث ظلَّ الامتزاج بين الشعبين قائمًا لفترة طويلة ما أحدث الدفء في العلاقات.
وأضاف شكري أنَّ مباحثات اليوم تناولت مجمل العلاقات الثنائية وسبل تدعيمها في تفعيل عددٍ من المشروعات المشتركة والتعاون في مجال التنسيق السياسي والعمل على مزيدٍ من التعاون في المجالات الاقتصادىة مع استعراض القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيَّما أنَّ رؤية مشتركة تجمع البلدين حول هذه القضايا وكذا أسلوب معالجتها، مشدِّدًا على الاتصال الوثيق لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط من خلال التعاون الوثيق في الإطار الأوسع للشراكة القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي. وتابع: "أرحب بوزير خارحية اليونان صديقًا عزيزًا وشريكًا نعتمد عليه.. هو أسهم خلال الفترة الماضية في توضيح حقيقية ما يجرى في مصر حول أطر عديدة من منطلق المعرفة الوثيقة والتراث التاريخي الذي يجعل لليونان القدرة على استخلاص المواقف والتعرف على التطورات المرتبطة بالحدث التاريخي الذي شهدته مصر منذ ثورة ٢٥ يناير، وأتوجه بالشكر لوزير الخارجية وللحكومة اليونانية لكل الدعم الذي وفَّرته لمصر خلال هذه المرحلة الهامة وأنا على كامل الثقة أنَّ مصر قد استعادت مؤسساتها سواء من خلال اعتماد الدستور الجديد والانتخابات الرئاسية والبرلمانية واستكملت وأوفت بخريطة المستقبل السياسية وتستطيع الآن أن تكون شريكًا قادرًا على إقامة علاقات استراتيجية كاملة مع اليونان". وحول الأزمة السورية، قال شكري: "مجموعة دعم سوريا استطاعت أن تحرز تقدمًا في إطار العمل على وقف الأعمال العدائية وتناول القضايا الإنسانية واستئناف العملية التفاوضية فيجب أن تتركز الجهود الدولية في هذا الصدد حتى يتم التوصل إلى حل، وأي تدخل في العمليات العسكرية من قبل دولة خارج النطاق الإقليمي لسوريا هو أمر غير مقبول وسبق أن اتخذت الجامعة العربية موقفًا حازمًا ضد التدخلات التركية في الأراضي العراقية وعلى كافة الأطراف أن ترفع يدها عن الوضع الحالي في سوريا حتى تستطيع العملية السياسية أن تسير بشكل يحقق مصلحة الشعب السوري". وفيما يتعلق بالتدخلات التركية في عددٍ من الدول العربية والاتصالات الأخيرة بين مصر وروسيا وأمريكا، وجود سيناريو آخر في حالة فشل وقف إطلاق النار، صرَّح شكري: "ما عاناه الشعب السوري على مدى السنوات الماضية كان يجب أن يتكاتف المجتمع الدولى لوقفه، وشعرت مصر بهذه المعاناة وضرورة وقف هذا الصراع الدائر والذي يتحمَّل تبعاته الشعب السوري ويتم إذكاء هذا الصراع من قبل تدخل خارجي ومن قبل الضغوط التي تمارس من تنظيمات إرهابية، وإذا كانت الفترة الماضية قد أثبتت شيئًأ فهو أنَّه ليس هناك حل عسكري في الصراع في سوريا وإنَّما يحب البدأ بإطار سياسي للتوصل إلى حل يرتضيه الشعب السوري ويطلقه نحو المستقبل". من جانبه، قال وزير خارجية اليونان: "مصر واليونان لهما حضارتان عظيمتان وتعاملتا مع بعضهما البعض على مدى التاريخ، ونحن فى اليونان نعتبر مصر هي القلب النابض لكل الوطن العربي، منذ الموسيقى العربية التي ولدت في مصر والأفلام والسينما المصرية، وهناك ارتباط جيو استراتيجي وحضاري بين الشعوب.. واستقرار وأمن مصر هو حجر الأساس للاستقرار لكل منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط". وأضاف: نحن دافعنا بجدية عن كل حقوق مصر في كل المحافل الدولية لأنَّ استقرار وأمن مصر هو استقرار وأمن للاتحاد الأوروبي.. فالأعمال الإرهابية التي تقع هي عدو مشترك لنا، ونعتبر أنَّ إسهام مصر في حل النزاع في ليبيا أمر إيجابى جدًا، ونحن معًا لتكريس الاستقرار والسلام في سوريا".