فوزية راغب أحمد، إحدى سكان بلوكات الطوبجية الواقعة خلف منطقة عامود السواري الأثرية بكرموز في الإسكندرية تعيش صماء منذ ولادتها لا تتحدث أو تسمع ولكنها تفهم ما يدور حولها. يعرفها القاصي والداني بالمساكن القديمة التي ترجع إلى عهد ممدوح سالم محافظ الإسكندرية الراحل والتي بناها منذ نحو 50 عامًا، تتعامل بالإشارة مع جيرانها وتحمل نفس همومهم في المنطقة بالإضافة إلى أنها من الصم والبكم فإنها عاجزة تجلس على كرسي متحرك لا تستطيع الحركة أو الانتقال من المساكن. وتعيش فوزية مع 140 أسرة ينتظرون حتفهم أسفل الأنقاض في مساكن الطوبجية التابعة لحي غرب الإسكندرية، الآيلة للسقوط منذ نحو 6 سنوات بسبب التصدعات والشروخات بها، والتي لم يتدخل لحلها أي محافظ حالي أو سابق. قال رجب الرشيدي، أحد سكان الطوبجية إن "الست فايزة هي أكبر سيدة تعيش في مساكن الطوبجية ويبلغ عمرها 72 عامًا وهي من أقدم السكان في البلوكات والكل يعرفها كما أنها برغم مرضها وعدم استطاعتها التحدث إلا أنها تفهم ما يجري حولها من أحداث وكانت تحذر السكان عدة مرات من شروخات المساكن والتصدعات التي تنتشر بالبلوكات". وأضاف الرشيدي ل"التحرير" أن "فوزية" طلبت منه التوجه إلى محافظ الإسكندرية وذلك لكي تطلب منه شراء مقبرة وكفن لكي يتم دفنها فيه عقب وفاتها، وأخبرته بلغة الإشارة أنها لا ترغب في أكثر من الكفن والمقبرة حتى تكون مرتاحة على حد قوله. وأضاف أن السيدة العجوز تتجول ليلًا ونهارًا على الكرسي المتحرك من أجل الاطمئنان على جيرانها في المساكن. وطالب الرشيدي مسئولي التضامن الاجتماعي ومحافظ الإسكندرية بتلبية طلب الست فوزية خاصة وأنها تعيش بدون أي أقارب أو معارف في شقة تبلغ مساحتها 32 مترًا وآيلة للسقوط مثلها مثل باقي البلوك الواقع خلف عامود السواري.