تصوير: علي السيوفي ** وكيل «صحة الجيزة» يتدخل لحل الأزمة بشكل ودّي.. وقوة من قسم الشرطة تحاصر المستشفى ** الطبيب المعتدى عليه: «مفيش أي اشتباكات حصلت.. مجرد مشادة عادية وخلصت» ** أمين الشرطة: «الممرضة رفضت تغيير الجرح على أبويا.. فارتفع صوتي عليها في لحظة غضب» ** شاهد عيان: "الطبيب تعرّض للضرب والشتيمة بالأم.. وأمين الشرطة هدده بالاحتجاز في القسم لو أبوه ما اتعالجش»
بعد أقل من ثلاثة أسابيع على واقعة مستشفى المطرية التعليمي، وتعدّي أمناء الشرطة على اثنين من الأطباء العاملين بالمستشفى، وانتفاضة الأطباء في شارع قصر العيني أمام ساحة نقابة الأطباء ومستشفى دار الحكمة، ردًا على ما أسموه انتهاك كرامة الأطباء، تكررت تلك الواقعة المشينة بنفس تفاصيلها مع اختلاف المكان والزمان، وذلك ظهر اليوم الإثنين في مستشفى بولاق الدكرور العام، داخل غرفة الاستقبال بقسم العظام بين أمين شرطة بقسم حلون، وطبيب عظام بالمستشفى العام. صمت وخوف يخيّم على الجميع حالة من الوجوم العام تسيطر على جميع العاملين بالمستشفى العام التي تحوّلت بين عشية وضحاها إلى ما يشبه الثكنة الأمنية من قبل أمناء الشرطة، خاصة أن الواقعة الجديدة حدثت بين أحد أمناء الشرطة وطبيب وممرضة بالمستشفى، بدورنا حاولنا الوصول إلى معلومة موثقة أو اسم الطبيب والأمين، صاحبا الأزمة من عامل الجبس المرافق للطبيب، لكن الجميع أصابه الخوف، وساوره الشك والقلق المشوب بالخوف من تزايد حالة الاحتقان من جديد بين الشرطة والأطباء، فالتزموا الصمت التام والهروب من أي محاولات للإدلاء بمعلومة تزيد من اشتعال الأجواء أكثر واستعداء أمناء الشرطة المرابطين داخل ساحة المستشفى العام، منذ تصاعدت وتيرة الأحداث في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، يطوفون على الأطباء في جميع أقسامهم حتى لا يتفوه أحدهم بكلمة تدينهم من قريب أو بعيد، بعد نزع فتيل الأزمة. أمناء الشرطة يعسكرون في المستشفى حاولنا الوصول إلى أحد طرفي الأزمة وهو الطبيب المعتدى عليه داخل مقر عمله بقسم العظام، فتهرّب جميع العاملين والممرضات من الحديث، أو الإدلاء باسم الطبيب صاحب الأزمة، لمعرفة حقيقة ما حدث معه، وبين محاولات البحث عنه، والوصول إلى معلومة حقيقية، بعيدًا عن كل ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار رسمية تحمل في طياتها محاولات ضبط النفس وأخبار قريبة تحمل نوعًا من المبالغة والتهويل من قبل بعض شهود العيان، لكننا في كل مرة كنا نصطدم بأحد أمناء الشرطة الذين يتجولون داخل غرف المستشفى، فيتهرب الجميع من التحدث إلينا، في ظل الكثافة الأمنية المتواجدة اليوم لوأد أي محاولات لتصعيد وتيرة الأحداث حتى لا تتكرر واقعة المطرية من جديد في بولاق الدكرور، فاقترب منا ثلاثة أمناء شرطة من القسم المجاور للمستشفى العام، لينفوا كل ما تم نشره عبر المواقع الإخبارية من أخبار وصفوها ب"الكاذبة" والشائعات، ويؤكدون والابتسامة تعلو وجوههم بنظرة مشوبة بالقلق أن "الأمناء والأطباء حبايب ومفيش أي حاجة حصلت النهاردة واللي سرّب حاجة زي كده عاوز يولّع الدنيا". مشادة كلامية بينما نتحدث مع أحدهم نشبت مشادة كلامية مع أحد أمناء الشرطة لمحاولته الضغط على العاملين والممرضات، لعدم الحديث إلى وسائل الإعلام بكلمة واحدة، بحسب ما شاهدناه، توصلنا إلى اسم الطبيب المعتدى عليه، صاحب الواقعة وهو شاب ثلاثيني يُدعى أحمد عيد، وشهرته أحمد حامد كان يجلس في غرفة الاستقبال يتابع إحدى الحالات المريضة، وأخبرنا ببعض التفاصيل المقتضبة عن الواقعة، وعند كل كلمة أو بداية الخوض في التفاصيل يتراجع قليلًا بعد أن لمح أمين الشرطة الذي يمر على الباب من حين لأخر. الطبيب المعتدى عليه: "رفضت تحرير محضر ضد أمين الشرطة واتصالحنا" بداية القصة_بحسب رواية الطبيب أحمد عيد، كانت عند الثانية عشر ظهر اليوم الإثنين، داخل استقبال المستشفى العام، حين اقتحم أحد المرافقين للمرضى غرفة الطبيب "النبطشي" الموجود بقسم العظام لعلاج إحدى الحالات الطارئة التي كانت معه "والده" من أجل الغيار على جرحه، وأمامه حالة أخرى عاجلة يتابعها، هنا طلب منه طبيب العظام، الانتظار، لكنه رفض بشدة وأصرّ على علاج أبيه، وتحدث بصوت عال سمعه كل من بالخارج، فطلب منه "كارت متابعة الحالة"، خاصة أنه أجرى عملية جراحية منذ أسبوعين، فأخبره أنه نسيه، فضلًا عن دخوله إلى المستشفى دون قطع تذكرة دخول كذلك، ما أدى إلى تزايد الصدام بين الطرفين. تطور الموضوع أكثر من مشادة عادية بين طبيب وأحد المرافقين لحالة مرضية إلى اشتباكات بالأيدي والتعدّي على الطبيب من قبل الشخص المرافق لأبيه، حين ارتفع صوته فجأة، وصرخ في وجوه جميع الحاضرين أنه أمين شرطة، ويدعى محمد عادل، وإذا لم يتم علاج والده سيفعل ويفعل، في إشارة إلى الاستعانة بزملائه داخل قسم شرطة بولاق، حينذاك تطورت الأحداث إلى اشتباكات واعتداءات بالضرب على الطبيب وسط تهديدات باحتجازه في القسم المقابل للمستشفى، وعمل اللازم معه في حالة عدم الاستجابة له وعلاج والده. أمين الشرطة ل"التحرير": "الممرضة رفضت تغيير الجرح على أبويا فارتفع صوتي عليها في لحظة غضب" من جانبه نفى أمين الشرطة، محمد عادل، صاحب الواقعة كل ما تردد عبر المواقع الإلكترونية، وأوضح أن والده كان مريضًا، ويتابع مع المستشفى بعد إجراء عملية في قدمه منذ أسبوعين، وحضر اليوم الإثنين من أجل الغيار على الجرح، ووقعت مشادة عادية بينه وإحدى الممرضات، قائلًا: "كل ما في الأمر إني نسيت كارت المتابعة بتاع أبويا فرفضت الممرضة تغيير جرحه الخطير، هنا هددني دكتور العظام بتقديم بلاغ ضدي بعد أن ارتفع صوتي من شدة غضبي حتى تدخل بعض أصدقائي من قسم الشرطة وفض الاشتباك، واعتذرت لها وللطبيب من أجل استكمال علاج والدي ومشيت دون أي اعتداءات عليهم بالمستشفى". وكيل "صحة الجيزة": "واقعة عادية بتحصل في أي مستشفى والأمين اعتذر للطبيب والطرفين اتراضوا" يقول دكتور العظام، أحمد عيد، إنه في ذلك الوقت انتشر الخبر على الإنترنت وبين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حتى وصلت قوة من قسم شرطة بولاق الدكرور، من أجل تهدئة الأجواء_بحسب تعبيره، وحل الموضوع بشكل ودي، ورفض تحرير بلاغ بقسم شرطة بولاق الدكرور، حتى لا يتطور الموضوع أكثر، وتزداد حالة الاحتقان من جديد بين الأطباء والشرطة، حينذاك وصل وكيل وزارة الصحة بالجيزة، الدكتور محمد عزمي الذي أكد في تصريحات خاصة ل"التحرير"، أن الموضوع لا يزيد عن كونه مجرد مشادة عادية بتحصل في أي مكان، وتم حل الموضوع بشكل ودي، وتراضى الطرفين وتم علاج الحالة المريضة، واعتذر أمين الشرطة للطبيب والممرضة عن رد فعله المفاجئ في لحظة غضب. أضاف عزمي، أنه طلب من الطبيب والممرضة تحرير محضر باسم المنشأة والسير في الإجراءات القانونية لمعرفة الجاني من المجني عليه، لكن الطرفين اصروا على التصالح بعد تقدم أمين الشرطة بالاعتذار لهما عمّا بدر منه. وخلال جولتنا داخل طرقات المستشفى، تصادف وجود طبيب الإسعاف الذي جاءه بلاغ عاجل، بتعرّض أمين شرطة لطلق ناري داخل المستشفى واحتجازه في إحدى الغرف، وأنه يطلب تحويله إلى مستشفى الشرطة، لكن الأطباء يرفضون، وهو ما قابله أمين الشرطة المراقب لنا بحالة من الضحك الهستيري على كذب البلاغ والمعلومات المتداوله عبر صفحات الإنترنت من أجل إشعال النار بين الشرطة والأطباء من جديد. شاهد عيان يكذّب وكيل الصحة بالجيزة أحد شهود العيان للواقعة، أوضح أن أمين الشرطة هو الذي أخطأ في حق الطبيب، واعتدى عليه بالضرب والشتيمة بالأم، بعد تهديده بالاحتجاز داخل قسم الشرطة في حالة عدم علاج والده المصاب، ودخل المستشفى دون قطع تذكرة، واصطحب أربعة من زملائه أمناء الشرطة في المركز المجاور بعد محاولات احتجازه داخل المستشفى حتى خضع الطبيب لهم، وتم علاج الحالة وخرج من المستشفى قبل وصول وكيل وزارة الصحة بالجيزة.