يبدو أن مصر، تحاول استعادة جزء من ريادتها الإقليمية، التي فقدت منها كثيرا خلال العقود الماضية، ولكن هذه المرة من خلال الجيش المصري، فقد أعلنت ليبيا والعراق، عن إرسال قوات عسكرية للتدرب في القاهرة. ويعاني الجيشين العراقي والليبي، ضعف سيطرتهما على حدود بلادهما، فالجيش العراقي تقهقر بشكل كبير أمام داعش في الموصل، ومن بعدها في الرمادي قبل استعادتها مؤخرا، والجيش الليبي ليس أفضل حالا، فالقوات المعترف بها دوليا يقودها الفريق خليفة حفتر، وتسيطر على المناطق الشرقية فقط، بينما تسيطر مليشيات إسلامية مناوئة له على المناطق الغربية ومن ضمنها العاصمة طرابلس، مع سيطرة تنظيم داعش على مدينتي سرت ودرنة في الوسط. وفي ظل هذا الوضع الصعب للجيشين، أعلنت القاهرة عن تقديم مساعدات تدريبات لهما، من أجل رفع كفاءتهما القتالية. الجيش الليبي فقد التقى العقيد هاشم بورقعة الكزة، مدير إدارة التدريب بالجيش الليبي -المعترف به دوليا- نظيره المصري اللواء أحمد وصفي، وجرى خلال اللقاء الذي عقد بالقاهرة، الخميس، مناقشة التنسيق والتعاون بين الجانبين في مجالات عدة من بينها المساهمة في تدريب القوات المسلحة الليبية. كما زار مدير إدارة التدريب بالجيش الليبي، مقر جامعه الدول العربية برفقة الوفد المرافق له. وقال العقيد بورقعه لوكالة الأنباء الليبية، إنهم يجتهدون من أجل تفعيل مراكز التدريب ( طبرق -أجدابيا – لملودة –توكرة ) وحسب الخطة المُتبعه سيتم إرسال المُستجدين بعد التخرج من الدورات إلى الخارج بجمهورية مصر العربية – والمملكة الهاشمية الإردنية. وأضاف بورقعه، أن التدريب سيكون بأحداث الطرق ووفق معايير معينة وضعتها إدارة التدريب لرفع كفاءة التدريب و لبناء جيش وطنى قادر على دحر الإرهاب والتصدي للإرهاب . الجيش العراقي وفي سياق آخر، كشفت وزارة الدفاع العراقية، الأربعاء، عن توصلها إلى اتفاق مع مصر يقضي بفتح مراكز التدريب العسكرية المصرية أمام قوات الجيش العراقي لتعزيز قدرتها في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي. وقال المتحدث باسم الوزارة، نصير نوري، في تصريح صحفي، إنه تم التوصل الى الاتفاق خلال زيارة اختتمت قبل يومين لوزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي إلى مصر. وأشار إلى أن الجانب المصري، أبدى استعداده لتقديم كل التسهيلات الممكنة للتعاون العسكري مع الجيش العراقي، منوها أن مباحثات الوفد العراقي تركزت على التدريب العسكري والتسليح والتعاون الاستخباراتي. وأضاف أن "الخبراء والمختصين العراقيين، ضمن الوفد، استطلعوا طبيعة الإنتاج المصري من العتاد والأسلحة، التي تدخل ضمن متطلبات القوات العراقية". ولفت أن "الجانب المصري أبدى استعداده التام لفتح مراكز التدريب العسكري بمختلف أنواعها، واستقبال وحدات من الجيش العراقي، ويبقى على وزارة الدفاع العراقية تحديد عدد الجنود والمدربين الذين سينتقلون إلى مصر في وقت سيعلن عنه، قريبا، لتلقي تدريبات في مجالات القوات الخاصة، والصاعقة، وقيادة الأسلحة، والطيران". كما أشار إلى اتفاق بين الجانبين سيعلن عنه قريبا بشأن التعاون العسكري فور انتهاء الخبراء العراقيين من دراسة العروض المصرية الخاصة بالعتاد والسلاح والتدريب. وفي 20 يناير الماضي، استقبل الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الدكتور خالد متعب العبيدي وزير الدفاع العراقي، لبحث تطورات الوضع في المنطقة.