الحكومة الأمريكية ليس لها مصالح في أن تكون مصر قوية وديمقراطية وتضمن الحقوق والحريات للجميع قال مستشار السياسة الدولية لدى منظمة "هيومن رايتس فيرست"، نيل هيكس، في مقال له في صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية: إن "مسؤولة الأمن المدني وحقوق الإنسان والديمقراطية في وزارة الخارجية الأمريكية، سارة سيوال، تستحق الثناء على خطابها الذي ألقته في القاهرة قبل يومين، إذ إنها ببساطة قالت الحقيقة عن الوضع المثير للقلق في مصر تحت حكم الرئيس السيسي". وأوضح "هيكس" أنه بدلًا من تمنيات وزير الخارجية جون كيري، الذي يبدو غير قادر على التحدث عن مصر دون الإشارة إلى الانتقال إلى الديمقراطية الوهمي، ذكرت سيوال التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تواجه مصر. كما أنها كان لديها الشجاعة لتوضيح فكرة أن السبيل لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع المصري هو التسامح والشمولية، واحترام حقوق الإنسان العالمية. وأضافت: "بصراحة نحن نشعر بقلق بالغ إزاء قمع الحريات المدنية، بما في ذلك القيود المجتمعية والحكومية على حرية التعبير والصحافة وحرية التجمع وتكوين الجمعيات والحرية الأكاديمية". كما أشارت "سيوال" إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان تؤجج المظالم التي تغذي الإرهاب والتطرف، قائلة: "عندما يتم تعذيب الناس، ويتم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين ويتم القبض عليهم، فإن هذا يوحي بأنه ليس هناك سبيل سلمي للتعبير عن الاختلافات، وهذا هو سبب تحول المعارضين إلى إرهابيين، وسبب ضعف الديمقراطيات، وسبب تدهور الاقتصادات". ونوه الكاتب بأن هذه تعتبر كلمات صريحة بشكل مناسب: "فهي تتسق مع النهج الجديد للحكومة الأمريكية في التعامل مع خطر الإرهاب، ومبادرة مكافحة التطرف العنيف، التي دافع عنها الرئيس باراك أوباما وغيره من كبار المسؤولين في الإدارة خلال العام الماضي". ويرى هيكس أن الولاياتالمتحدة تقوض مصداقية النهج الشامل الوقائي لمكافحة الإرهاب الذي تسعى لتعزيزه عندما تفشل في مواجهة حلفائها المقربين بخصوص سجلاتهم السيئة في مجال حقوق الإنسان، مثل مصر، لوضع حد للقمع وانتهاكات حقوق الإنسان، التي تضر الجهود متعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب". وأشار إلى ما قاله وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في 9 فبراير في واشنطن العاصمة، من أن مصر لا تزال تلعب دورا إيجابيا ومثمرا في مختلف الجهود، والجهود الدولية المبذولة لاستئصال هذا التهديد الإرهابي، معلقًا بالقول: "هذا غير صحيح". "فكما أوضحت سيوال في القاهرة، المساومة على القيم العالمية وسوء استغلال سلطات الدولة يقوض الجهود متعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب". وذكر الكاتب أن كيري، الذي كان يقف بجانب شكري بينما يدلي بتصريحاته هذه، لم يشر إلى انتهاكات حقوق الإنسان في مصر في تصريحاته الخاصة، "وعلاوة على ذلك، في اليوم الذي تحدث فيه سيوال في القاهرة، كانت الأنباء تتحدث عن أن إدارة أوباما ألغت الشروط المتعلقة بأوضاع حقوق الإنسان من طلبها إلى الكونجرس لميزانية المساعدات الخارجية لمصر". واعتبر هيكس أن هذه "رسائل مختلطة"، موضحًا أن سيوال تقدم سياسات الإدارة بشكل واضح وراسخ في القاهرة، ولكن رسالتها يتم تقويضها من قبل رؤسائها، مضيفًا: "المسؤولون المصريون سوف يستمعون إلى تملق كيري المبتذل حول التحول الديمقراطي، ويعتبرون أن إلغاء شروط أوضاع حقوق الإنسان هو أحد المكاسب السياسية". وتابع الكاتب حديثه قائلًا: "من وقت لآخر، مسؤولو الحكومة الأمريكية يفضلون القول إن الولاياتالمتحدة ليس لديها تأثير كبير في تعزيز حقوق الإنسان في مصر، وهذه التصريحات والإجراءات الرسمية المتناقضة تبين السبب، فإنه في كثير من الأحيان يتعمد المسؤولون الأمريكيون تقويض قدرتهم على تعزيز التقدم الضروري لحقوق الإنسان، فالحكومة الأمريكية ليس لها مصالح في أن تكون مصر قوية وديمقراطية وتضمن حقوق وحريات جميع الشعب".