في 12 فبراير عام 1941، وصلت القوات الألمانية بقيادة روميل إلى شمال أفريقيا في ظل اشتعال الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحفاء، وهذا الحدث ارتبط بمصر ارتباطا وثيقا خاصة بعد الجملة الشهيرة التي رددها المصريون "إلى الأمام يا روميل" في العام التالي بعدما وصل الألمان إلى مدينة العلمين.. فأثناء الحرب العالمية الثانية، كانت مصر ساحة للمواجهات بين قوات الحلفاء وقوات المحور، واجتاحت قوات الفيلق الأفريقي بقيادة أرفين روميل شمال أفريقيا ووصلت إلى مصر بعد سلسلة من الانتصارات المذهلة والسريعة على قوات الحلفاء، حتى هُزمت على يد المارشال برنارد مونتجمرى في معركة العلمين. وقد أثار التقدم الألماني، والذي كان يستهدف احتلال مصر والسيطرة على قناة السويس، مشاعر متباينة في حينه، تراوحت بين الخوف من أن تحل ألمانيا بنظامها النازي محل إنجلترا في احتلال مصر، وبين الحماس لهذا التقدم الألماني على أمل أن يخلص البلاد من الاحتلال البريطاني، ولكن بمرور الوقت تنامى الاتجاه الثاني وكثر أنصاره، إلى حد أن خرجت المظاهرات تهتف "إلى الأمام يا روميل"! روميل.. استطاع استرداد ليبيا من قبضة البريطانيين بعد معارك خاطفة مما دفع الزعيم النازي أدولف هتلر إلى ترقيته لرتبة فيلد مارشال ليصبح أصغر ضابط يحصل على هذه الرتبة في الجيش الألماني، لكن الخلل الكبير في موازين القوى بين القوات الألمانية التي يقودها والقوات البريطانية التي استطاعت الحصول على إمدادات هائلة قبل معركة العلمين في الوقت الذي كانت القوات الألمانية تفتقد حتى إلى الكميات الكافية من الوقود اللازم لتسيير المركبات والمدرعات الأمر الذي قيد حرية روميل في ممارسة هوايته المفضلة وهي المناورات السريعة والمفاجئة فكانت النتيجة هي هزيمة الألمان في معركة العلمين لتتخذ معارك شمال إفريقيا اتجاها معاكسا حيث تولت هزائم الألمان. واضطروا إلى التراجع إلى ليبيا ولكن القوات البريطانية واصلت الضغط على قوات روميل فتراجع إلى الصحراء التونسية حيث اشتبك في معركة مع قوات الحلفاء في منطقة ميدنين التونسية انتهت بهزيمته، وعودته لألمانيا حيث انتحر بالسم عام 1944، لتنتهي أسطورة "إلى الامام يا روميل". أما في مصر، فلم يتغير أي شئ عما نصت عليه معاهدة 1936 والتي قضت ببقاء قوات بريطانية فى منطقة قناة السويس، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نشبت عام 1946 مظاهرات طلابية حاشدة للمطالبة بجلاء الإنجليز عن مصر عرفت ب"مذبحة كوبري عباس" عندما حاصر البوليس الطلاب من الجانبين وفتح الكوبري عليهم وبدأ الاعتداء عليهم فسقط البعض في النيل وقتل وجرح أكثر من مائتي طالب، وظلت مصر في ظل الاستقلال المنقوص حتى عام 1956 عندما خرج آخر جندي بريطاني من مصر.