مسؤول إيطالي: السلطات المصرية يجب أن تكون واضحة حول الحادثة خشية حدوث فتور بين العلاقات الثنائية قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية: إن "القتل الوحشي الذي تعرض له الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني في القاهرة، يهدد علاقات وثيقة بين روماوالقاهرة". وأضافت الصحيفة أن مقتل ريجيني يأتي في وقت تقوم فيه الحكومة الإيطالية بتسريع وتيرة العلاقات التجارية والسياسية مع مصر، مشيرة إلى شركة إيني الإيطالية للطاقة، والتي اكتشفت مؤخرًا أحد أهم اكتشافات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط. كما أشارت إلى الوفد التجاري الإيطالي رفيع المستوى، والذي يشمل ممثلين عن كبرى الشركات مثل "فيات كرايسلر" لصناعة السيارات و"سايبم" لخطوط الأنابيب، و"فيروفي ديلو ستاتو" وهي شركة السكك الحديدية المملوكة للدولة، الذي كان في زيارة للقاهرة بالتزامن مع العثور على جثة ريجيني الأسبوع الماضي. وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أنه على الرغم من قطع الزيارة التجارية للوفد الإيطالي، فإن مقتل (ريجيني) يمكن أن يؤثر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وهذا يتوقف على الاستجابة المصرية. ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الإيطاليين القول: "لا أحد على الجانب الإيطالي يريد التشكيك في الصفقات التي كنا نعمل عليها، ولكن السلطات المصرية يجب أن تكون واضحة حول الحادثة إذا كانوا لا يريدون أن يكون هناك فتور في العلاقات الثنائية". وأضاف "من الناحية الفنية، حادثة القتل والعلاقات الاقتصادية أمران منفصلان، ولكن حتمًا سوف يؤثران على بعضها بعضا". ولفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن القضية يمكن أيضًا أن تقوض الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في ليبيا، والتي تعتبر مصر لاعبًا أساسيا فيها. "باولو ماجري" نائب الرئيس التنفيذي لمعهد الدراسات السياسية الدولية في ميلانو قال: إن "مصر كانت شريكًا حاسمًا وبالتأكيد ستكون هناك فترة تهدئة إذا لم تكن هناك الإجابات التي نريدها بشأن مقتل ريجيني"، مضيفًا أن السؤال المطروح الآن هو عما إذا كان هذا يمكن أن يؤدي إلى "القطيعة الكاملة" أم لا؟ وذكرت الصحيفة أن الغضب الشعبي تزايد في إيطاليا بعد مقتل ريجيني، إذ تجمع 2000 شخص من القرية التي ولد فيها بالقرب من الحدود السلوفينية، وأقاموا تجمعًا على ضوء الشموع في عطلة نهاية الأسبوع، واعتبرت الصحيفة أن مقتله دليل على تدهور الحرية الأكاديمية في مصر. وفي رسالة شديدة اللهجة للرئيس المصري، وصفت الجمعية الأمريكية لدراسات الشرق الأوسط، وفاة ريجيني بأنها "نتيجة متوقعة لتطور القمع الذي تمارسه الدولة ضد الأكاديميين والطلاب".