تحمل طرازًا يمزج بين الفن الإسلامي واليوناني وتم تصوير فيلم "الهجانة" بها "اللوكاندة الحمراء"، واحدة من أشهر معالم العمارة في حي المكس بالإسكندرية، وهي تجاور مطعم زفير للأكلات البحرية، وأمامها شاطئ خاص بأهالي المنطقة يسمى شاطئ ديمتري، وهو اسم يوناني. يجاور اللوكاندة الحمراء يمينًا مبنى يطلق عليه "اللوكاندة الصفراء"، وكان يسكنها عائلة يونانية حتى وقت قريب، وأحد أفراد هذه العائلة سيدة تسمى فانجليا وكانت صاحبته، ويتجاوز عمر المبنى الذي كان مميزا باللون الأحمر، ومكونًا من أربع طوابق، 200 عام، وكان فندقًا، يقام فيه الحفلات أيام الملك فاروق ومن قبله الملك فؤاد. تحول الفندق إلى سكن لفانجليا في الخمسينات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولكنها تركته بعد مقتل شقيقتها "لولة" به خلال تسعينات القرن الماضي. وتم تصوير مشاهد من فيلم "الهجانة" لليلى علوي وهشام سليم داخلها. إسلام محمد، موظف في شركة "مصر الطيران" ساكن في عقار مجاور للوكاندة منذ أكثر من 20 عامًا، يقول: هذه اللوكاندة كانت تابعة لهيئة التراث وليس الآثار، وكان ممنوعا أن تتغير معالمها، أو يتم هدمها، وكان الغرض الحفاظ على التصميم الروماني للمبنى. حمادة النورس، بائع سمك، وصاحب اللوكدندة الصفراء، يشير إلى أن المبنى الأحمر كان ملكًا ليونانيين اثنين، وكانا يمتلكان شركتا "كوستا كومبني" و"دميتري كومبني"، واشتراها شخص يدعى إسماعيل منفي وكان يقطن بمنطقة الدخيلة. وأضاف "ما يميز المبنيان (الذي يمتلكه والمبنى الأحمر) أن خلفهما شاطئ يدعي دميتري، وكان خاص بمالكا اللوكاندة، وكان مقصدا للسياح والأجانب في الاسكندرية. ويقول بائع السمك إن لديه الأوراق التي تثبت ملكيته على اللوكاندة الصفراء، خاصة في ظل اتهامه له بأنه ليس صاحبها، مضيفا: المبنى الأحمر يحتاج إلى ترميم، وهو به سكان وليس خاليًا. من جهة أخرى، يوضح محمد متولي، مدير عام منطقة آثار الإسكندرية، أن المبنى ليس مدرجًا ضمن المباني الآثرية، وإن كان له قيمة تراثية خاصة نظراً لأهميته، مؤكدا أن هناك شروط خاصة لابد من توافرها لإدارج أي مبنى كأثر، لا تتوافر في اللوكاندة الحمراء. وأشار متولي، في تصريحات ل"التحرير"، إلى أنه جار العمل في الوقت الحالي حصر عدد من المباني التراثية بالإسكندرية من خلال لجنة مختصة للعمل على إدراج من يتوافر فيه الشروط اللازمة كمبنى أثري يخضع لحماية قانون الآثار. ونفى اللواء سامي شلتوت، رئيس حي العجمي، والذي يقع العقار في نطاقه، أن يكون هناك أي طلبات خاصة من جانب ملاك المبنى أو الأهالي أو أي جهة للمطالبة بترميمه، مؤكداً أنه سيبحث من خلال المختصين بالحي الوضع الحالي للمبنى واتخاذ اللازم بشأنه. فيما أوضح الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة حماية التراث بالإسكندرية، أن المبنى مقيد بمجلد التراث من ضمن المباني المحظور هدمها نظراً لقيمته التاريخية الكبيرة، وخاصة وأنه من المباني القليلة التي تحمل الطراز الممزوج بين الفن الإسلامي واليوناني بغرب المدينة. * 16 * 11 * 14 * 7 * 12 * 15 * 1 * 2 * اللوكاندة الحمراء * 6 * 3 * 4