ذاكر علشان تنجح.. جملة تاريخية أو قل إن شئت أنها حكمة أُسرية طالما تغني بها الوالدين في موسم امتحانات الأبناء لحثهم على المزيد من التحصيل والاستعداد ليوم الامتحان بمراجعة تفاصيل المنهج الدراسي. مدرب الأهلي فعل الشيء نفسه مع لاعبيه.. ذاكر منافسه البترولي جيداً لمعرفة مواطن القوة والضعف بين صفوفه من أجل الإجهاز عليه سريعاً والخروج بالنقاط الثلاث التي أعطته فارقاً مريح عن المنافس التقليدي قبل القمة المزعومة. "برشامة" زيزو لمواجهة إنبي من متابعة ورصد المباريات السابقة للفريق البترولي سواء تحت قيادة هاني رمزي أو حمادة صدقي نجد أن الفريق لم يتغير كثيراً.. ولكنه بطبيعة الحال لم يعد يمتلك تلك الشخصية القوية للفريق داخل الملعب والتي طالما شاهدناها تحت قيادة الراحل طه بصري. أكبر مواطن قوة إنبي تكمن في الجبهة اليسرى التي يشغلها الظهير الأيسر محمد ناصف حيث أحرز الفريق من خلالها 6 أهداف.. كذلك يحسن لاعبي إنبي استغلال الكرات الثابتة بتنفيذ جيد عن طريق جمل وتركيبات هجومية أحرز الفريق من خلالها 7 أهداف.. بينما جاء من اختراق العمق 4 أهداف فقط وهدفين من تصويب بعيد وآخرين من الجبهة اليمني.. أما عن ثغرات الفريق البترولي، فهو يعتمد دائمًا على تطبيق قاعدة التسلل وتقدم خط دفاعه بشكل كبير، كما يُجيد تنفيذ المرتدات بطريقة مثالية.. أبرز ما يعيبه البطء الشديد في عمق الدفاع والجبهة اليمني التي تُشكل أزمة كبيرة لمدرب الفريق حيث تم تجربة العديد من اللاعبين وانتهي المطاف بالاعتماد على أحد لاعبي الوسط المدافع لشغلها.. إنبي لديه ثغرة عظيمة في مركز الظهير الأيمن حيث استقبلت شباكه 6 أهداف من تلك الجهة حتي ما قبل لقاء الأهلي.. فيما جاء من العمق الدفاعي 5 أهداف والكرات الثابتة ثلاثة أهداف وهدفين فقط من الجبهة اليسري.. ولكن ماذا فعل الأهلي لعبور إنبي؟ على غرار الشوط الثاني الجيد الذي قدمه الفريق الأحمر في مواجهة الاتحاد السكندري دخل الأهلي المباراة معتمداً على خطة لعب 4-3-3 كما في الرسم التوضيحي التالي. نفذ لاعبي الأهلي ما أرادوه تماماً.. تركيبة الفريق كما هي موضحة أعلاه ضمنت استحواذاً مطلقاً على الكرة وقتلت هجمات إنبي في مهدها تماماً بالسيطرة المطلقة على منطقة الوسط عن طريق الزيادة العددية في كل مربعات الملعب.. إنبي في أفضل مواقفه الهجومية كان دائماً يملك 4 لاعبين في مواجهة 6 لاعبين من الأهلي مما كان له الأثر الكبير في نجاح ضغط لاعبي الأهلي واسترجاعها للكرة بسرعة كبيرة.. نجح الأهلي في دك ثغرات إنبي تماماً.. تقارب ثلاثي الوسط عاشور وغالي والسعيد مع حسن تمركز ثلاثي الهجوم أنطوي ورمضان وعمرو في أغلب الأوقات ساهم بشكل كبير في مساعدة الظهيرين فتحي ورحيل علي التقدم ومباغتة ظهيري إنبي.. مع الضغط الوهمي أو الشكلي الذي نفذه لاعبو إنبي كان سهلاً على لاعبي الأهلي بناء الهجمات وإرسال الكرات العميقة للظهير المتقدم الذي بدوره يرسل الكرة العرضية بشكل مباشر للاعب المتحرك داخل المنطقة في حراسة مدافعي إنبي.. راجع الهدفين ورأسية السعيد في قائم عبد المنصف الأيمن.. اللعب بثلاثة لاعبين في خط الهجوم كذلك كان علامة فارقة في حسم اللقاء سريعاً بالاستفادة من خط الدفاع المتقدم للفريق البترولي.. رغم أن الأهلي لم يستطيع استغلال عدة انفرادات بمرمي إنبي إلا أن تلك الخطورة ساهمت في كسر خط دفاع الفريق البترولي وإخراج مدافعيه من تمركزهم الصحيح في عدة مواقف.. دخول مؤمن زكريا في الشوط الثاني كان مهماً كذلك للاستفادة من أنصاف وأرباع المساحات المتاحة بين لاعبي إنبي.. لاعب إنبي والزمالك السابق يتميز بالذكاء الحاد في التحرك دون كرة والتمركز الصحيح فيما بين خطوط المنافس.. هدف الأهلي الثاني هو المثال الأوضح على ذلك.. عبد الله السعيد "Master of Key Passes" التمريرة ما قبل الأخيرة "Key Pass" هي حجر الأساس في صنع فرصة محققة طالما كنت تملك اللاعب القادر على إرسال تلك الكرة القاتلة.. لاعب الإسماعيلي السابق السابق مؤهل تماماً لأن يصبح ملك الكرات البينية داخل صفوف الفريق الأحمر بالنظر إلي مركزه الحالي كلاعب خط وسط مسئول عن بناء الهجمات. مركز لاعب خط وسط Creator وهو اللاعب الأكثر إبداعاً في تركيبة خط الوسط المكون من 3 لاعبين (Retriever/Recycler/Creator) الذي يملك بعضاً من السحر والتأثير على الكرة اللذين يكفلان له حرية الحركة للخروج من خط الوسط والارتباط بالمهاجمين، شغله الشاغل هو الحفاظ على الشكل الثلاثي لخط الوسط لضمان أطول وقت ممكن من الاستحواذ على الكرة مع تفضيله للتحرك بشكل قُطري أمام شريكيه لإيجاد زوايا أفضل للتمرير، نادراً ما يشارك في عملية استرجاع الكرة من مناطق متأخرة حيث أن مساهماته الدفاعية تتركز أساساً في الضغط المبكر على لاعبي الخصم مع ثلاثي الهجوم.. السعيد هو صاحب التمريرة ما قبل الأخيرة في هدفي الأهلي.. من لمسة واحدة يستطيع وضع الظهير صبري رحيل خلف ظهير المنافس.. وجود عبد الله في مناطق أبعد عن مرمي المنافس يتيح له مجالاً أفضل للرؤية ويقلل من الضغط المفروض عليه من المدافعين وبالتالي يعطيه الأريحية لتنويع أسلوب أداء الفريق بما يملكه من قدرات تمريرية مميزة في كل أرجاء الملعب.. ما قبل القمة الأهلي في الصدارة بفارق 4 نقاط قبل موقعة لقاء الزمالك.. الأهم من ذلك هو الأفضلية النفسية للفريق الأحمر نتيجة للضغوط الكبيرة على الفريق الأبيض في الوقت الحالي من جانب إدارته رغم خسارة الأهلي للدوري والكأس في الموسم الماضي ولصالح الزمالك تحديداً.. الزمالك به العديد من الثغرات الفنية أترك المجال للمتخصصين في شئون الفريق الأبيض لذكرها واكتفي هنا بالتركيز على العيوب الرئيسية بالفريق الأحمر.. يعاني الأهلي من ثغرة دفاعية كبيرة تتمثل في البطء الشديد لقلب الدفاع الدولي أحمد حجازي.. إرسال التمريرات السريعة بين قلبي دفاع الأهلي قد تُشكل أزمة كبيرة إن نجح الزمالك في الاستفادة منها خصوصاً مع عدم تمتع حجازي بالمرونة الكافية والقدرة على الدوران وتغيير الاتجاهات بشكل سريع.. الثغرة الأقل خطورة في الأهلي هي انخفاض مستوي الظهير الأيمن أحمد فتحي وسهولة مراوغته بالتالي.. اندفاع اللاعب المخضرم ولجوءه للعنف المبالغ فيه قد يكلفه تلقي البطاقات الملونة في وقت قياسي خصوصاً وأنه سيواجه الجبهة الأخطر في هجوم الزمالك.. ختاماً.. أنصح الأهلي باللجوء لسياسة الانتظار وعدم أخذ المبادرة بفتح خطوطه.. صدارة الدوري في كل الأحوال تأتي لصالح الفريق الأحمر أياً كانت نتيجة المباراة.. مع مرور الوقت سيندفع لاعبو الزمالك أكثر للهجوم ومع قلة المساندة الدفاعية للاعبي خط وسط الفريق الأبيض قد يستطيع الأهلي هز شباك الفريق الأبيض بسهولة.