- هيئة الاستعلامات طبعت مليونًا و500 ألف صورة لمبارك توزع على أنصاره قبل هجومهم على المتظاهرين السلميين - الزواوى وبهلول وكولد والأصفر وفرانكو وشحبور.. أبرز البلطجية - قيادى بالوطنى المنحل لأهالى النزلة: "اللى فى التحرير دول شوية بلطجية وعملا عايزين يحرقوا البلد" اليوم تمر الذكرى الخامسة على واقعة اقتحام بعض من أهالى "نزلة السمان" والخارجين عن القانون بمناطق أخرى متفرقة لمتظاهرى ميدان التحرير، فيما عرف اعلاميا بإسم "معركة الجمل" والتى راح ضحيتها أحد عشر متظاهرا، وإصابة ما يزيد على 2000 آخرين بطلقات خرطوش من قبل البلطجية، الذين اقتحموا الميدان مرتين، الأولى صباح يوم الأربعاء الموافق 2 فبراير 2011 ، والثانية مساء اليوم ذاته وحتى فجر اليوم التالى، بدعم وتحريض من بعض قيادات الحزب الوطنى المنحل وضباط مباحث سابقين، جميعهم أخذوا براءات فى تلك الموقعة الدامية. وبين دماء المتظاهرين السلميين التى سالت على أرض التحرير، فى موقعة الجمل الثانية ليلًا على أيدى البلطجية والخارجين عن القانون الذين اقتحموا ميدان الثورة بخيلهم ورجلهم وجمالهم، واندس فيما بينهم آخرون مسلحون فى ظل توتر الأوضاع وحالة الفوضى الجارية، انتقلت "التحرير" إلى هناك للتحقيق فيما وراء الواقعة التى هزت عرش الثورة وقتل خلالها 11 من خيرة شباب مصر وخرج جميع المتهمين الرئيسيين فيها براءة، فى محاولة للكشف حول ما دفع أهالى النزلة و"الخيالة" نحو المجازفة بأرواحهم ومصدر رزقهم الوحيد وتشويه صورتهم فى كل وسائل الإعلام بمثل ما حدث وبداية مخطط حكومى لنقلهم خارج المنطقة الأثرية فى مساكن أكتوبر والمدن الجديدة بدعوى التطوير وضمها لمنطقة الأهرامات بالجيزة. مخطط تهجير الأهالى من النزلة "أكل العيش مُر يا أستاذ".. بهذه الكلمات اختصر أحد تجار الخيول الذين التقيناهم بالشارع الرئيسى المؤدى إلى منطقة الأهرامات، ويدعى "الحاج رفعت"، مكتفيًا باسمه الأول، ورافضا أى محاولات للتصوير لأسباب تتعلق بأصوله الصعيدية، قائلا: "الثورة وقفت حالنا وجت علينا بالخراب وبقينا بنشحت عشان نعيش وبنأكل الأحصنة والجمال من الزبالة، لدرجة بعنا فيها أراضينا وخيولنا وجمالنا اللى بناكل منها عيش عشان نوفر اللقمة لعيالنا"، وفى تلك الأثناء وفى قمة حاجتهم للجنيه دعاهم تاجر الذهب وعضو مجلس الشعب الراحل عن الحزب الوطنى "عبدالناصر الجابرى" الشهير ب"نصر عفره" بعد اجتماعه معهم أمام "كبابجى الأهرام" فى شارع نزلة السمان العمومى، من أجل الحشد وتجميع أكبر عدد منهم للتوجه نحو مبنى المحافظة وميدان مصطفى محمود، والجزء الآخر نحو اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، لإيجاد حل لوقف الحال بعد سماع مطالبهم، رافعين لافتات "لا لزاهى حواس"، نتيجة موافقة وزير الآثار الأسبق على إقامة سور خرسانى "جدار عازل" يحيط بالمنطقة الأثرية بالهرم، لمنعهم من الدخول إليها، ولافتات أخرى مُسيسة مؤيدة للرئيس الأسبق "حسنى مبارك" تحت دعاوى إعادة الاستقرار والأمان لمصر. مليون و500 ألف بوستر لمبارك توزع على الأهالى تلك اللافتات والصور التى كانت توزع على أنصار المخلوع قد تجاوزت المليون و500 ألف صورة، حسب تقرير تقصى الحقائق الثانى، طُبعت جميعها على نفقة الدولة ممثلة فى هيئة الاستعلامات والعلاقات العامة المصرية، التى تخص الرئيس الأسبق حسنى مبارك وتأييده لتوزيعها على كل من يخرج من ميدان مصطفى محمود ومبنى ماسبيرو للتوجه نحو التحرير لدعم رمز الدولة المصرية. تحريض قيادى بالحزب الوطنى ضد متظاهرى التحرير وهناك هتف فيهم أحد قيادات الحزب الوطنى، لم يذكر اسمه، قائلا: اللى فى التحرير دول شوية بلطجية وعملا عايزين يحرقوا البلد ويخلعوا الرئيس الشرعى حسنى مبارك، وينشروا الفوضى فى الشوارع وإحنا لازم نقف لهم إيد واحدة، ونطردهم من الميدان"، ومن آن لآخر ما يلبث أن يردد جملة أنهم كانوا كبش فداء للجابرى، وأعوانه من قيادات الحزب الوطنى المنحل، قائلا: «ماحدش فى اللى طلعوا من النزلة خد تعريفة من حد، وفى النهاية إحنا اللى دفعنا التمن واتحط علينا كلنا وخيولنا وجمالنا مارجعتش وأهالينا دخلوا السجون، وكان ممنوع علينا زيارتهم لحد ما خرجوا بعدها بسنة". وعن الوضع الحالى فى النزلة قال سامى أبو عزيزة، خيال إن الحالة "زفت" منذ قيام ثورة يناير وحتى الآن لا تزال الحياة متوقفة "محلك سر"، وهو ما يدفعهم لصعود الجبل للبحث عن قوت يوم أولادهم فى ظل الغلاء وارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل. عدد من أهالى النزلة، خاصة الشباب منهم يعترفون بما يدين ذويهم، ويؤكدون أنهم ما فعلوا ذلك إلا ظنا منهم أن هؤلاء المعارضين للرئيس الأسبق "حسنى مبارك" هم مؤيدون مثلهم ومن ثم فإنهم اتجهوا إلى هناك للهتاف وتأجير الخيول والجمال للثوار، فضلا عن تزايد نسبة الفقر والجهل والأمية بين غالبية سكان نزلة السمان، بسبب رواية أحدهم ويدعى حسان رمضان، الذى قال إن الوضع الآن مستقر إلى حد ما، فى ظل التواجد الأمنى المكثف وبداية حدوث انتعاشة فى المنطقة الأثرية، خاصة السياحة الداخلية، التى تمثل ما يقرب من 40% فى ظل انعدام إقبال السياحة الخارجية منذ ثورة 25 يناير 2011. ثوان معدودة فصلت الجمّال هشام الدوينى، صاحب ال68 عاما عن النزول من فوق سنام الجمل الذى يتجاوز طوله المترين حتى يلامس بقدميه الأرض التى "يبرك" عليها الجمل كذلك وبذلك تنتهى المرحلة الأخطر فى ركوب الجمال مثل الطائرة فى مرحلتى الصعود والهبوط. خطة الهجوم على التحرير يقول الدوينى: فى ناس منا كانوا عايزين يشتغلوا فى التحرير وناس تانية استأجرت منا خيول (ما بين ال15 و20) من أصل 3 آلاف حصان و800 "كاريتة" وعربة يجرها الحصان بالنزلة بواقع 500 جنيه عن اليوم الواحد للخيل ومائتى آخرين عن "الكاريته"، وعدد 2 جمل من إجمالى 4 آلاف جمل ب300 جنيه، ورغم كل ذلك يقول الدوينى إنه رفض الذهاب معهم إلى التحرير لأنه "بيخاف على سمعته" كما يقول، ويستنكر ذلك، قائلا: كان ممكن الخيالة اللى طلعوا التحرير من هنا يعملوا فلوس أكتر من اللى بياخدوها هنا فى الهرم لو كانوا دخلوا بالمعروف ويستأذنوا المتظاهرين، بس همّ اتغابوا وافتكروها فتة وهمّ ما يعرفوش إنه كمين من اللى بعتوهم". وعلى مقربة من أقرانه كان "تامر أبو عزيزة" يضع حزمة من البرسيم أمام عدد من خيوله التى يقوم بتأجيرها للزائرين فى منطقتى الهرم "قبل أن تغلق فى وجوههم بعد الثورة" وصحارى سيتى التى صارت ملاذهم الأخير الذى يرزقون منه والذى تم تهديدهم مؤخرا بمنعهم من دخولها نتيجة بعض الأفعال المنافية للآداب التى تحدث فى الكافيتريا هناك. ويضيف أبو عزيزة أن مصدر رزقهم الوحيد فى الجبل وهذا يعد آخر أمل لهم، فإن أُغلق هو الآخر فى وجوههم فسيتحولون إلى لصوص وبلطجية وقطاع طريق وتجار مخدرات، مشيرا إلى واقعة قديمة حدثت من قبل أحد أعضاء مجلس الشعب السابقين عن الحزب الوطنى ويدعى "حسين إسلام" الذى قام بجمع توقيعات من الأهالى بالنزلة بدعوى منحهم تراخيص للعمل داخل المنطقة الأثرية بالهرم، لكنهم فوجئوا بعد أيام بإقامة سور حول المنطقة ذاتها ليمنعهم من دخولها مجددا بنفس توقيعات أيديهم وبصماتهم. "الزواوى وبهلول والأصفر والحمرى وفرانكو وبرشامة وشحبور".. أبرز البلطجية توصلت "التحرير" إلى قائمة بأسماء من تزعموا الهجوم على ميدان التحرير فى مثل هذا اليوم من عام 2011 بتعليمات مباشرة من قيادات وأعضاء سابقين بالحزب الوطنى المنحل، وغالبيتهم "خيّالة" من نزلة السمان والقليل منهم من خارج سكان الهرم، وعلى رأس هؤلاء، حسب تأكيدات فوزى حسين، أحد الأهالى المشاركين فى التظاهرات المؤيدة للمخلوع بميدان مصطفى محمود يتزعمهم جابر الزواوى وشريكه المعلم ياسر بهلول أبو غنيم و"فرانكو" شريكهم الثالث، وتضم القائمة عددا من التابعين لهم والعاملين معهم منذ عقود طويلة وهم: محمد عاشور الشهير ب"الأصفر" وأشرف كولد وأسامة على وغالى الزواوى وجمال كامل وكريم شحبور وبرشامة وخالد الحمرى، مضيفا: "اللى دخلوا ميدان التحرير دول العربجية، وفى ناس تانيين دخلت فى وسطهم عشان تضرب فى المتظاهرين" شرطة- بلطجية" حسب ما قال، لكن معظم أهالى النزلة كانوا خارجين سلميين سلاحهم الخيل و"القمشة" وهى العصا الصغيرة التى يسوقون بها الجمال. عائلات تحكم النزلة عائلتان بارزتان تحكمان نزلة السمان وتتحكمان فى سوق السياحة والأراضى وتجارة الخيول والجمال فى الدائرة الملاصقة للمنطقة الأثرية بالهرم، الأولى هى عائلة البرلمانى السابق عن الحزب الوطنى عبدالناصر الجابرى، أحد المتهمين الذين تم تبرئتهم فى واقعة التحريض على قتل متظاهرى الثورة فى ميدان التحرير يوم 2 فبراير 2011 وهى الأكثر نفوذا فى النزلة، خاصة فى مجال السياحة ومحلات الذهب والبازرات القائمة فى أفخم فنادق القاهرة، وبرحيل الجابرى تدفع العائلة بابن عمه أشرف فاروق الجابرى لانتخابات مجلس النواب، الذى خسر فى الوصول تحت قبة مجلس النواب الحالى. أما العائلة الثانية التى تملك الكلمة العليا فى تملك الأراضى بالمنطقة فهى عائلة "خطاب"، التى كان أحد أفرادها عضو مجلس الشورى الراحل عن الحزب الوطنى يوسف عبداللطيف هنداوى، أحد المتهمين السابقين فى ذات الموقعة، وترشح عنهم خالد فرج خطاب على قائمة حزب مستقبل وطن، وخسر هو الآخر فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.