كشف متحدث حكومي بريطاني، أن مؤتمر المانحين لدعم سوريا والمنطقة 2016، يهدف لتأمين مليارات من الدولارات من أجل تقديم مساعدات إنسانية ملحة للاجئين السوريين خلال هذا العام، ومناقشة ملف إعادة إعمار سوريا بعد تشكيل حكومة جديدة تمثل جميع السوريين. في هذا السياق، قال إدوين سموأل، المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن المؤتمر، المزمع عقده في لندن 4 فبراير المقبل، لم يوجه دعوات للنظام والمعارضة في سوريا، فيما تقتصر مشاركة السوريين على المنظمات غير الحكومية وهيئات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن المؤتمر وجه دعوات إلى قيادات أكثر من 70 بلدا، من ضمنها روسيا وإيران، ومنظمات دولية غير حكومية، إضافة إلى القطاع الخاص. وتستضيف المملكة المتحدة، إلى جانب ألمانيا والنرويج والكويت والأممالمتحدة، مؤتمر المانحين لسوريا. وقال سموأل "الأزمة الإنسانية السورية هي أكبر أزمة إنسانية في العالم، وتحتاج إلى تخطيط أفضل يتعدّى إرسال الأموال، إلى التفكير جديا باليوم الأول لإعادة الإعمار، في ظل حكومة انتقالية، بحيث يحصل السوريون على خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء والمواد الغذائية الضرورية يوميا". أضاف: "أثناء قيامنا بجهود كبيرة من أجل الحل السياسي يجب ألا ننسى أيضا جيل الشباب من اللاجئين السوريين بحيث نعمل لكي لا يصبح "جيلا ضائعا" وعرضة للتطرف بسبب غياب التعليم وبانتظار العودة إلى وطنهم، لذلك جهودنا تنصب على إعادة الإعمار والاستثمار في جيل الشباب السوري الذي نحتاجه للقيام بإعادة بناء سوريا". لفت المتحدث الحكومي البريطاني إلى أن ملف إعادة الإعمار سيكون من بين الملفات البارزة التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر، حيث كانت بريطانيا أعلنت منذ فترة عن عزمها تقديم أكثر من مليار دولار أمريكي لإعادة إعمار سوريا. وأضاف المتحدث سموأل "الخيار الأول للسوريين اللاجئين هو العودة إلى وطنهم ومنازلهم ويجب أن نساعدهم لتحقيق هذا الأمل عبر إعادة الإعمار على المدى الطويل للبيئة التحتية المدمرة، بالاستفادة من خبرات الأممالمتحدة والمؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص".
إلا أن سموأل أكد أن "تخصيص أموال إعادة الإعمار سيكون مقابل خطة تتفق عليها حكومة سورية جديدة ممثلة للجميع، وذلك لأن إعادة الإعمار أمر غير ممكن حاليا وسط استمرار العنف والحرب ويجب التوصل لحل سياسي يشمل الجميع قبل أن نشرع في تنفيذ إعادة الإعمار."
لفت سموأل إلى أنه سوف تتم دعوة دول الاتحاد الأوروبي وغيرها من المانحين للمساهمة بأكبر قدر ممكن للوصول لمبلغ 7.73 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الملحة بموجب نداءات سنة 2016.
يشار إلى أن المملكة المتحدة في طليعة الجهود الإنسانية استجابة للأزمة السورية منذ بدايتها، وقد رصدت مليار ونصف المليار دولار أمريكي من المساعدات. كما قال إدوين سموأل أن إعادة توطين اللاجئين ليست من المواضيع التي يركز عليها المؤتمر، وإنما جمع أكبر قدر ممكن من الأموال لتأمين مساعدات عاجلة للسوريين على المدى القصير والطويل، والتأكيد على منح السوريين أمل العودة إلى وطنهم ومنازلهم فضلا عن توفير التعليم والمهارات التي يحتاجونها لإعادة بناء دولة سوريا مستقرة وممثلة للجميع وتنعم بالازدهار بمجرد أن يصبح الوضع آمنا لهم للعودة.