صيدناوي .. عمر أفندي .. الأمريكين، أسماء محلات أسسها اليهود في مصر، ومازال المصريون متمسكون بها رغم مرور الزمن، ربما لنجاح تجارتها وشهرتها الواسعة، حتى أنها كانت تواكب صيحات الموضة بباريس ولندن، التحرير رصدت في سطور أشهر أسماء وماركات محال اليهود في مصر، منها ما اندثر بفعل عجلة الزمن، وأسماء أخرى مازالت تتظاهر بقدرتها على الثبات والمنافسة، ومن هذه المحلات: صيدناوي مجموعة تجارية ذاع صيتها عقب تأسيسها عام 1913، بمنطقة الخازندار، بحي الموسكي، على يد الأخوان سمعان وسليم صيدناوي، حيث وصلت فروعه إلى 70 فرعا على مستوى الجمهورية، بينما بلغ عدد المخازن إلى أكثر من 65 مخزنا. بدء سمعان وشقيقه الأكبر تجارتهما داخل محل صغير لبيع الخردوات بحي الأزهر، وتوسعت تجاراتهما، وقاما ببناء مجمع تجاري ضخم من 4 طوابق، لبيع الأقمشة والمفروشات تحت اسم سليم وسمعان صيدناوي عام 1913، وتوالت الفروع واحدا تلو الآخر، غير أن الحكومة المصرية قامت بتأميم الشركة لتصبح شركة مساهمة مصرية عقب ثورة يوليو.
عمر أفندي أسسها ظابط بالجيش المجري يدعى "أودلف أوروذدي" عام 1865، وكان المحل تحت اسم "أوروذدي باك"، في منطقة شارع عبدالعزيز بالقاهرة. سعى أودلف ليصبح محله سلسلة محلات، وعمل على جذب الزبائن من خلال أسعار تناسب كل الناس، كما كان المحل يبيع كل ما يحتاجه المرء من مستلزمات منزلية وأجهزة كهربائية وأقمشة وغيرها. وفي عام 1900، افتتحت الشركة أكثر من 60 فرعا على مستوى مصر، عام 1920، تم بيع أوروذدي بكل فروعه لثري مصري يهودي، وغير اسم المحل ليصبح تحت اسم "عمر أفندي" حتى الآن، ثم أممت الحكومة المصرية المحال عام 1957، إلى أن تمت خصخصة عمر أفندي، عام 2007، ويبلغ عدد فروعه 82 فرعا و68 مخزنا.
إميل عدس وشملا مجموعة تجارية أخرى تأسست في أوائل عشرينيات القرن الماضي، على يد اليهودي المصري "إميل عدس"، برأسمال يبلغ قيمته 75000 جنيه، وكانت عائلة عدس من العائلات اليهودية الشهيرة في عالم الاقتصاد، ونجحت المجموعة في تأسيس عدد من العلامات التجارية، مثل بنزايون، هد، ريفولي، هانو، وذلك في نفس الوقت الذي احتكر فيه اليهودي "إيزاك ناكامولي" تجارة الورق في مصر. بونتريمولي وجاتينو هي علامة تجارية أسسها الأخوان هارون وفيكتور كوهين، ولاقت شهرة واسعة، وكانت من أشهر ماركات الديكور والأثاث، واعتمدت عليها الكثير من الأسر المصرية لتجهيز المنازل، ثم انتقلت من تجارة الأثاث إلى تجارة الفحم، ونجح صاحبها اليهودي موريس جاتينيو في تأسيس سلسلة محلات "جاتينيو"، والتي تضخمت تجارتها حتى تعاونت مع جميع سكك حديد مصر لمدها بالفحم.
شيكوريل في عام 1887، نجح مورنيو شيكوريل، عميد عيلة شيكوريل الإيطالية الأصل، الذي هاجر من تركيا لمصر، في تأسيس محل شيكوريل برأسمال يقدر ب500.000 جنيه مصري، بعد عمله لسنوات في محل بيتي بازار، وعمل فيه 485 موظف أجنبي، و142 موظف مصري. ونجح شيكوريل بمساعدة أولاده الثلاثة سولومون، ويوسف، وسالفاتور، في تأسيس سلسلة محلات أخرى باسم "أوريكو، وأصبح محل شيكوريل واحدًا من أفخم وأعرق المحلات في القاهرة، حيث أسس المحل بجوار قصر الأوبرا في وسط القاهرة، غير أنه احترق بالكامل في عام 1948، وبعد 5 سنوات تقريبا من بناءه بمساعدة الحكومة المصرية، احترق المحل مره تانية في حريق القاهرة سنة 1952، ومع مرور الزمن تم باعه الورثة لمجموعة من المستثمرين.