حاول اليهود في الخمسينات بناء إمبراطورية اقتصادية في مصر ، تمكنهم من السيطرة عليها، وفي السطور التالية تستعرض بوابة أخبار اليوم تفاصيل و اسرار تأسيس هذه الإمبراطورية . محلات عمر أفندى تأسست سلسلة محلات عمر أفندى عام 1865 ، في منطقة شارع عبد العزيز بالقاهرة لكى يلبى احتياجات العاملين من مصر والأجانب ، تحت اسم "أوروذدى باك" . وفى عام 1900 افتتحت الشركة أكثر من 60 فرعًا على مستوى مصر وكان صاحب هذه المحلات يدعى "أودلف أوروذدى" وكان أودلف يعمل ضابطًا بالجيش المجري . وفى عام 1920 تم بيع أوروذدى بكل فروعه لرجل ثرى مصرى يهودي وقام بتغيير اسم المحل ليصبح تحت اسم "عمر أفندي" . وفي عام 1967 أمم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر محلات "عمر أفندي" وحولها إلى شركة مساهمة مصرية. محلات صيدناوى تأسست محلات صيدناوي عام 1913، بمنطقة الخازندار بحى الموسكى ، علي يد الأخوان السوريان سليم وسمعان صيدناوي ، كان سمعان مؤسس محلات صيدناوى يمتلك محلاً صغيرًا للخردوات فى منطقة الحمزاوى بحى الأزهر وقد حضر شقيقه الأكبر سليم وقام بمشاركته فى ذلك المحل الصغير وتعاون الشقيقان إلى أن توسعت تجاراتهما ، فقاما بشراء منزل صغير بميدان الخازندار، وقاما بهدم المنزل وبناء محل مكانه أكبر من المحل الصغير، وبعد توسع شديد لهما فى التجارة قاما بهدم المحل وبناء تحفة معمارية عبارة عن أربعة أدوار لبيع كل مايحتاجه المرء من مستلزمات وأقمشة وغيرها، وتم افتتاح هذا الصرح تحت اسم سليم وسمعان صيدناوى عام 1913 ، وتوالت الفروع واحدًا تلو الآخر على مستوى محافظات مصر إلى أن وصل عدد الفروع إلى 70 فرعًا و65 مخزنًا، وبعد ثورة يوليو تم تأميم محال صيدناوى لتصبح شركة مساهمة مصرية. شملا أسسها رجل الأعمال اليهودي "كليمان شملا" مع الأخوان ديفيد وفيكتور، في شارع 26 يوليو بالقاهرة ، وتخصصت المحلات التي أفتتحت كفرع لسلسلة محلات شهيرة في باريس، في بيع الملابس والمنسوجات والأدوات المنزلية. ثم تحولت إلى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400.000 جنيه مصري. وانضمت إلى شركة الملابس والمنتجات الاستهلاكية الحكومية بعد تأميمها بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في عام 1965. شيكوريل في عام 1887 أسست عائلة شيكوريل الإيطالية محلات شيكوريل ، وكان رئيس مجلس إدارتها مورينو شيكوريل ، وكان رأسمال الشركة 500.000 جنيه، وعمل بها 485 موظفاً أجنبياً و142 موظفاً مصرياً. وفي عام 1909، افتتح محلاًّ جديداً في ميدان الأوبرا والذي حوَّله أبناؤه سولومون ويوسف وسالفاتور إلى واحد من أكبر المحال التجارية في مصر. وفي عام 1936، انضمت إليهم عائلة يهودية أخرى، فأصبحوا يمتلكون معاً مجموعة محلات أوريكو. كان يوسف بك شيكوريل من مؤسسي بنك مصر عام 1920 ، كما كان أخوه سالفاتور بك شيكوريل عضواً في مجالس إدارة العديد من الشركات وعضواً في مجلس إدارة الغرفة التجارية المصرية ثم رئيساً لها، وكان ضمن البعثة الاقتصادية المصرية التي سافرت إلى السودان بهدف تعميق العلاقات التجارية بين البلدين . وقد كان شيكوريل متجراً للأرستقراطية المصرية بما في ذلك العائلة الملكية، لكنه احترق بكرات لهبٍ ألقيت عليه أثناء حرب فلسطين الأولى عام 1948 ،ثم دمر مرة أخرى في حريق القاهرة مطلع عام 1952 ، وفي المرتين أعيد بناؤه بمساعدة الحكومة، وبقي على حاله حتى وُضعَ تحت الحراسة بعد نشوب حرب السويس 1956، وسرعان ما تخلى أصحابه عنه ببيع أسهمه لرجال أعمال. وبالرغم من أنه في أعقاب ثورة يوليو 1952 حرص سالفاتور على مد جسور علاقات طيبة مع الضباط الأحرار، خصوصاً أنه كان معروفاً كرياضي سابق وكابتن منتخب مصر للمبارزة الذي شارك في دورة أمستردام الأوليمبية عام 1928، فإنه لحق بباقي أفراد أسرته في أوروبا عام 1957 بعد أن نقل أرصدته إلى الخارج وباع شركات ذات رأس المال البالغ 600 ألف جنيه والتي كانت تعد جوهرة التاج في شارع فؤاد الذي أصبح الآن شارع 26 يوليو، وسط القاهرة. الشركة المصرية للبترول أسس "إميل عدس" الشركة المصرية للبترول برأسمال 75000 جنيه في بداية عشرينيات القرن العشرين، في الوقت الذي احتكر فيه اليهودي "إيزاك ناكامولي" تجارة الورق في مصر. وكانت عائلة عدس من العائلات اليهودية الشهيرة في عالم الاقتصاد وأسست مجموعة شركات مثل بنزايون، هد، ريفولي، هانو، عمر أفندي. عائلة سلفاتور وأسس سلفاتور سلامة شركة تحمل اسمها عام 1947 برأسمال 128.000 جنيه مصري، وكانت تنتج 250 طناً من الأرز يومياً. شركة فنادق مصر الكبرى كذلك استثمر اليهود في قطاع الفنادق، حيث ساهمت عائلة موصيري في تأسيس شركة فنادق مصر الكبرى برأسمال 145.000 جنيه وضمت فنادق كونتيننتال، مينا هاوس، سافوي، سان ستيفانو. و"موصيري" هي عائلة يهودية سفاردية من أصل إيطالي استقرت في مصر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وقد احتفظت العائلة بالجنسية الإيطالية وحقَّق يوسف نسيم موصيري ثروته من التجارة. وبعد وفاته عام 1876، أسَّس أبناؤه الأربعة مؤسسة يوسف نسيم موصيري وأولاده. وتزوج الابن الأكبر نسيم بك موصيري من ابنة يعقوب قطاوي، وأصبح نائب رئيس الطائفة الإسرائيلية في القاهرة وفي أوائل القرن العشرين حقِّقت عائلة موصيري انطلاقتها الحقيقية ، عندما أسَّس إيلي موصيري ابن نسيم بك، بالتعاون مع إخوته الثلاثة يوسف ، وجاك وموريس، بنك موصيري. فيما حقَّق إيلي موصيري مكانة مرموقة في عالم المال والأعمال في مصر، وكان قد درس الاقتصاد في إنجلترا وتزوج من ابنة فليكس سوارس، وكانت تربطه علاقات وثيقة بإسماعيل صدقي، كما كانت له مصالح عديدة في فرنسا وعلاقات وثيقة ببيوت المال الأوربية اليهودية مثل بيوت روتشيلد ولازار وسليجمان، كما كان يمثل المصالح الإيطالية في مصر. وفى عام 1915 أسس جوزيف موصيري شركة "جوزي فيلم" للسينما ، والتي أقامت وأدارت دور السينما واستوديو للإنتاج السينمائي وتحوَّلت إلى واحدة من أكبر الشركات العاملة في صناعة السينما المصرية.