اعتقالات وتفيش منازل في القاهرة خوفًا من الفعاليات.. الأمن يخنق المعارضة.. والمعارضة الضعيفة لن تغير من الوضع سلَّطت صحيفة "جارديان" البريطانية الضوء على الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها السلطات المصرية مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير. ونشرت الصحيفة، اليوم الجمعة، بعنوان "الشرطة المصرية تداهم المنازل بالتزامن مع الاستعداد لذكرى الثورة"، حيث نقلت عن مسؤولين أمنيين القول إنَّ الشرطة تستجوب المواطنين، مع تفتيش أكثر من 5000 منزل في وسط القاهرة "كإجراء احترازي" لمنع الاحتجاجات في الشوارع في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير. وحسب التقرير، قال مصدر أمني رفيع لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنَّ حملة تفتيش تستغرق عشرة أيام تقوم على بيانات المراقبة والاستخبارات التي تمَّ جمعها على مدى أشهر، وتركِّز على الناشطين المؤيدين للديمقراطية في الداخل والخارج بما في ذلك الأجانب. وقالت "جارديان"، في تقريرها: "بعض سكان القاهرة يقولون إنَّ الحملات الواسعة غير محددة الأهداف ولكنها تهدف إلى محاصرة أي شخص يشبه متظاهري 2011 من الشباب في الأماكن المحيطة بميدان التحرير". ونقلت الصحيفة شهادات بعض الأشخاص الذين تمَّت مداهمة منازلهم، ومن بينهم الصحفي أمير نادر الذي قال إنَّ ثلاثةً من زملائه تمَّ القبض عليهم في وقت كان فيه هو خارج البلاد، لافتًا إلى أنَّ اثنين من شركائه في السكن يعملان في حركات المجتمع المدني، وهما الدكتور طاهر مختار ويعمل في توفير الرعاية الطبية للمعتقلين، وأحمد محمد حسن في حملة مدنية "ضد الخدمة العسكرية الإلزامية في مصر"، ويقع منزلهما بالقرب من ميدان التحرير. وأضاف: "نعتقد أنَّ الشرطة تتجه إلى أي منزل بوسط البلد وعندما يفتح الباب شاب يقومون بتفتيش الشقة، اكتشفوا أنَّ طاهر، وهو طبيب، أحد معارضي الحكومة ويعمل ضمن حملات لعلاج المحتجزين، فقرروا أن هذا يكفي لاعتقال ثلاثة من شركائي في المسكن بتهمة حيازة مواد تدعو إلى إسقاط الدولة". وأشارت الصحيفة إلى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في شهر ديسمبر الماضي، الذي حذَّر من أنَّ الداعين للتظاهر يخاطرون بتخريب البلاد وتدمير الشعب. ونقلت الصحيفة عن الهادي محمود، أحد سكان القاهرة، الذي قال إنَّه أثناء تواجده في مكان عمله تلقَّى مكالمةً من أحد شركائه في المسكن ليخبره أنَّه تمَّت مداهمة شقتيهما. وأضاف: "دخل رجال الأمن إلى الشقة وبدأوا بفحص هاتف ثمَّ الكمبيوتر المحمول وجواز السفر وكل شيء داخل المنزل وتفتيش كل غرفة، فعلوا نفس الأمر مع كل الشقق في المبنى". وذكرت "الجارديان": "قوات الأمن المصرية اعتقلت أشخاصًا متهمين بإدارة صفحات على فيسبوك تدعو للتظاهر يوم 25 يناير، كما أنَّها استهدفت دار نشر ومركز ثقافي في القاهرة". وأشارت الصحيفة إلى محاولة اعتقال الدكتور أحمد عبد الله رئيس "المفوضية المصرية للحقوق والحريات"، ومداهمة موقع "مصر العربية"، ومصادرة أجهزة الكومبيوتر واعتقال المدير الإداري للموقع. وأكَّدت الصحيفة: "على الرغم من دعوات الاحتجاج من جماعة الإخوان وجماعات مشجعي كرة القدم، فإنَّ المعارضة السياسية المنظمة تعتبر ضعيفة على أرض الواقع، وبعض النشطاء وقادة المجتمع المدني اختاروا مغادرة القاهرة خوفًا من تعرضهم للاعتقال". ونقلت عن أحد النشطاء، الذي رفض ذكر اسمه: "لن يحدث شيء، ولكن الحكومة مذعورة". وأضاف آخر: "ليس هناك أي علامة على أي تراكم مثل في عام 2010.. نعم، هناك الكثير من الغضب، لكنه يقتصر على مناطق معينة. وهذا لا يعني أن الحكومة يمكنها أن تعتقل أي شخص آخر ". رابط التقرير على "جارديان".. اضغط هنا