"سمعت صوت صراخ وماما بتصحيني في نص الليل وهى بتعيط وبابا بيشيل أخويا التاني والكل بيجري.. كنت فاكراه كابوس بس طلع حقيقة".. هكذا قالت الطفلة إيمان أحمد خلف، 9 أعوام، كلماتها بلسان متعثر بعد حدوث ميل مفاجئ بمنزل الأسرة في ناحية القيسارية بقسم أول سوهاج، بعدما استشعر أفراد 4 أسر أن المنزلين مالا ميلًا شديدًا وفي طريقهما للانهيار. تناول الجد طرف الحديث قائلًا: "تحويشة عمري 70 سنة وتحويشة عيالي كانت في البيت اللي هده الحي بعد ما حصل ميل فيه وفي بيت جارنا بشكل مفاجئ". انتقلت عدسة " التحرير " لموقع انهيار العقارين.. فكان المنزلين عبارة عن كوم من الأعمدة والطوب والخرسان ويجلس بجواره الرجل ذو السبعين عامًا، الحاج خلف محمد عبد العال، بالمعاش، لا يعلم أيبكي منزله الذي نشأ فيه منذ أن خلق على وجه الأرض أم يبكي أبناءه وأحفاده الذين أصبحوا يفترشون العراء، خاصة بعد إعلان المحافظة عن توفير شقة واحدة لهم جميعًا بمنطقة الكولا. تقول أم محمد، زوجة أحد المتضررين: "المنزل جديد تم بنائه منذ 7 سنوات تقريبًا، وفوجئنا به فجر السبت الماضي يتصدع من الخارج، فما كان منا إلا أن هرولنا مسرعين للخروج من المنزل للنجاة من انهيار المنزل على رؤوسنا". يقول محمد خلف، أحد المتضررين: "أعول طفلين: يوسف، 11 سنة، وعبد الرحمن، 7 سنوات، وزوجتي، كان لنا شقة في المنزل الذي تم هدمه وعقب الفاجعة أصبحنا في العراء بلا مسكن أو مأوى، وكل ما قامت به المحافظة هو توفير شقة بالكولا دون مرافق ومكونة من غرفة وصالة ومطبخ وحمام، دون أن يتم تقنين أوضاعنا فيها غير أنها لا تكفي لأسرة واحدة فكيف لها أن تصلح لثلاثة أسر".
ويذكر أحمد خلف، أحد المتضررين: "قمنا بتحرير عدة محاضر ضد "ا. ع" واتهامه بأنه السبب في ميل العقارين وقيام الحي بهدمهما، حيث إنه كان يقوم بالتنقيب عن الآثار وجار عمل اللازم لإثبات واقعة التنقيب". من جهته، قال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، ل "التحرير" إنه تم توفير وحدتين سكنيتين للأسر في منطقة الكولا وذلك بعد أن قام حي غرب بالمعاينة والمطالبة بوحدتين فقط، مؤكدًا أنه في حالة قيام الحي بالمطالبة بتوفير وحدات سكنية أخرى سيتم ذلك وعلى الفور. وأوضح المهندس أحمد شاكر، رئيس حي غرب سوهاج، ل "التحرير" أن عملية إخلاء المنازل وهدمها خوفًا على أرواح المواطنين، بعد حدوث ميل، وجار عمل المعاينات اللازمة لبيان سببه، وتم تسليم المتضررين وحدات سكنية بناء على طلبهم في الكولا التابعة لأخميم بوحدات إسكان الإيواء العاجل، لعدم توافر وحدات سكنية بحي غرب، ومشيرًا إلى أنه سيتم تسليم جميع الأسر بها وتقنين أوضاعهم بها.