طالب أريه درعي -زعيم حزب شاس اليهودي المتشدد- رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف أحد المشاريع وعمليات البناء في منطقة "جيلا" بالقدس، بسبب اكتشاف عشرات المقابر القديمة بالمكان، مذكرًا بموقف الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وموافقته على عدم المساس بالمقابر اليهودية بعد زيارة قام بها درعي وعوفديا يوسف، أحد أكبر حاخامات إسرائيل لمصر ولقائهما الرئيس المخلوع. ونقل موقع "كيكار هشابات" الإخباري العبري عن درعي قوله لنتنياهو: إنني "أتذكر زيارتي قبل حوالي 30 عامًا لمصر ولقائي الرئيس مبارك أنا والحاخام الراحل عوفديا يوسف، لقد تحدثنا معه بشأن مقابر اليهود في القاهرة، وقد داعبنا الرئيس المصري قائلًا ليوسف: (قل لوزير داخليتك -درعي- أنني احترم الموتى اليهود أكثر حتى من رئيس بلدية القدس، طدي قولق، كما أنني دعوت كبير الحاخامات العسكريين لمصر لمعجالة مسألة نقل المقابر اليهودية بشكل محترم ومبجل)"، وقال درعي "لقد رددت على دعابة مبارك بأخرى قائلاً (رئيس بلدية القدس إشكنازي أما أنت فشرقي، أنت واحد مننا ومثلنا)".
وكان موقع "كيكار هشابات" الإخباري العبري، قد أجرى حديثًا مع درعي مؤخرًا ، بمناسبة ما أسماه "الذكرى السنوية لمولد الحاخام يعقوب أبو حصيرة". المصريون فتحوا لنا قبر أبو حصيرة وتحدّث درعي عن زيارته لمصر قبل 30 عامًا، وهو أحد أكبر حاخامات إسرائيل وقتها، الحاخام عوفديا يوسف، واللقاء مع الرئيس السابق، حسني مبارك، لافتًا إلى أن "مبارك دعا عوفديا يوسف لزيارته وحظيت بالانضمام إليه، في الطريق من القاهرة للأسكندرية، حيث القصر الرئاسي، وتوقفنا بدمنهور، حيث قبر أبو حصيرة، وكانت هذه المرة الأولى التي نزور فيها المكان، وأذكر أن المصريين فتحوا لنا المكان". وأضاف الحاخام: "عوفديا يوسف دخل للمكان ولم يتلو أي صلاة، وضع يده على شاهد القبر، وبدأ يتحدث كما لو كان يتحدث مع شخص آخر، وقال معلمي يعقوب: "جئنا من أرض إسرائيل للرئيس المصري للتحدث بشأن عدم تدمير المقبرة اليهودية، تمنى لنا النجاح في كل أعمالنا، بعدها خرج من المكان"، وقال في الطريق سألته لماذا فعل ما فعل، أجاب "نحن نصلي لخالق العالم ونريد من التقي أبو حصيرة أن يسعى من أجلنا في السموات". الحاخام طالب مبارك بتشييد جسر ووافق استكمل: "وصلنا لقصر الرئاسة، وتأثرنا بالقوة والسيطرة التي كانت في يد مبارك، لقد احترم الأخير الحاخام عوفديا يوسف، وأوضح أنه لا يريد المساس بمقابر اليهود، ولهذا دعا الحاخام جد نافون، الحاخام الأكبر وقتها، لمصر كي يخرج الجثث بصورة محترمة دون أن يتم المساس بها". وصرح "يوسف" لمبارك، أنه وفقًا للشريعة اليهودية ممنوع إخراج الموتى من قبورهم، ولهذا اقترح أن يتم مد جسر فوق المقبرة اليهودية". وأشار درعي إلى أن مبارك وافق على تشييد الجسر، كي لا يمس بالقبور اليهودية، وهي الموافقة التي كنت أعتقد باستحالة حدوثها، لكنها حدثت. يذكر أنه في يونيو 1985، وتحديدًا قبل 30 عامًا، بدأت الإنشاءات الفعلية لمشروع الطريق الدائري في إطار الخطة الخمسية الثالثة لرصف وتشييد 100 كيلو متر، ودخلت أراضي المقابر اليهودية بحي البساتين في المشروع، وتوجّهت وقتها تل أبيب لمنظمة اليونسكو، لإيقاف مسار الطريق الدائري، وبعث وقتها الحاخام عوفديا يوسف، خطابًا رسميًا، يحذر فيه القاهرة من تدمير المشروع للمقابر الأثرية. الحاخام دعا لمبارك ألّا يعاقب بعد ثورة يناير.. ونجا واختتم حديثه: "في نهاية اللقاء طلب مبارك البركة من الحاخام عوفديا يوسف، وقال وهو يخفض رأسه أمام الأخير ..باركني.. فقام الحاخام بالأمر ودعا له بطول العمر في حكم مملكته المصرية"، مضيفًا: "بعد 30 عامًا، عندما بدأت الاضطرابات في مصر ومبارك حوكم وطالبوا بإعدامه، دخلت للحاخام يوسف، وحكيت له ما يحدث، فقام على الفور بالصلاة لمبارك كي ينجو، وبالفعل نجا الأخير من العقوبة".