نعوش عائمة، الطريق إلى الموت، سكة اللي يروح ميرجعش.. ألقاب أطلقها أهالي محافظة المنيا على المعديات النيلية؛ نتيجة وقوع العديد من حوادث الغرق؛ بسبب العيوب الكبيرة التي تلاحق تلك المعديات، وافتقارها لشروط السلامة. "التحرير" رصدت سلبيات المعديات، والمعاناة اليومية التي يواجهها سكان قرى شرق النيل بعروس الصعيد، خاصة أن المحافظة لا يوجد بها سوى كوبرين يربطان شرقها بغربها، وسط وعود وهمية بإنشاء كوبري بمركز سمالوط؛ بسبب تكرار حواث المعديات بهذا المركز. سلبيات المعديات وخطورتها، رصدها لنا أحد العاملين بالإنقاذ النهري - رفض ذكر اسمه - موضحًا أن 90% من المعديات تعاني من عيوب فنية، وعدم وجود حواجز حديدية خلف السيارات، وتحميلها بالركاب والسيارات التي تقل كميات كبيرة من الطوب. ويقول أحد العاملين بهذه المعديات، إن جميع المعديات متهالكة، وبدون تراخيص، وحواجزها الحديدية غير متماسكة، وسط تجاهل تام من المسؤولين. ويوضح الحاج سيد مرسي، أحد أصحاب المحاجر بقرى شرق النيل، أنه يضطر لاستخدام المعديات بسبب عدم وجود كباري كافية لنقل منتجاته، ما يؤدى إلى تحمله أعباء مالية، بالإضافة إلى تعرض السيارات التي تقل الطوب الحجري "البلوك" إلى الخطر الدائم المتمثل في غرق المعديات أو سقوط السيارات من أعلى المعديات.
ويُشير محمود عبد الله، أحد أهالي قرية بني خالد، إلى أن غالبية المعديات النيلية غير صالحة للاستخدام الآدمي، إلا أنه يضطر إلى استقلالها يوميًا للذهاب إلى عمله بمدينة سمالوط بالبر الغربي؛ لعدم وجود البديل. ويؤكد أحد أبناء قرية جبل الطير الواقعة بالبر الشرقي بمركز سمالوط، أن المعديات النيلية معاناة يومية، موضحًا أن عمل المعديات يبدأ من الثامنة صباحًا وحتى التاسعة مساءً.
من جهته، شدد مصدر بقوات الإنقاذ النهري، أن محافظة المنيا تمتلك 197 وحدة نقل نهري "معدية " بمراكزها التسعة، بداية من مغاغة شمالاً وحتى ديرمواس جنوبًا، يمتلك الأهالي 167 فيما يمتلك القطاع الحكومي 33 فقط. وشهدت محافظة المنيا خلال الأعوام الثلاثة السابقة، العديد من حوادث المعديات، كان آخرها غرق 50 شخصًا من أهالي قرى مركز سمالوط، ومصرع 19 آخرين، إثر سقوط ميكروباص من أعلى معدية نيلية بقرية الحج قنديل بمركز ديرمواس.