كتب: طارق عبد الجليل وإسراء محارب وعوض سليم وهدى الأمير ومحمد الزهراوي ومحمد حفيظ وشيماء سرور وعبدالرحمن أبورية «المعدية» وسيلة نقل رخيصة الثمن، تنتشر بشكل كبير في محافظات الصعيد، والتي تعد الأفقر على مستوى محافظات الجمهورية، وكما أن سعر التنقل بها رخيص، فهي تجعل حياة من يركبها رخيصة أيضًا، فهي أسرع وأسهل الطرق للموت، وبات صيانة المعديات النهرية وإنشاء كباري علوية، الأهم للأهالي؛ نظرًا للحوادث المتكررة بسبب تهالك المعديات. «معديات الأقصر» خارج نطاق الخدمة على الرغم من أهمية المعديات النيلية بمحافظة الأقصر، إذ تعد أهم الوسائل للانتقال من غرب إلى شرق المحافظة، إلإ إنها تعاني العديد من المشكلات في مقدمتها غياب عوامل الأمن والسلامة المتبعة بداخل المعديات.
ويقول صبري عبيد إن قيام مستأجري المعديات من رجال الأعمال والمسثمرين لا يلتزمون بمعايير الأمن والسلامة لحماية الركاب، فالمعديات لا تحتوي على طفايات حرائق ولا أطواق نجاة.
ويذكر محمد صابر أن المعديات النيلية بمنطقة وسط الأقصر في حالة مزرية للغاية؛ فالقائمين على إدارة المعديات يحملونها بأعداد كثيفة من المواطنين تفوق الحمولة الأساسية المقررة للمعدية. وأشار صابر إلى التلاعب بتعريفة الركوب للمعديات فتعريفة الركوب كانت لا تتعدي 10 قروش إلى أن أصبحت 25 قرشاً وخلال أيام عيد الفطر ارتفعت إلى 50 قرشاً مما تسبب في غضب المواطنين.
وألمح أحمد حسين، مواطن، إلى قيام القائمين على إدارة المعديات بتشغيل المعديات القديمة المتهالكة خاصة خلال الفترة المسائية، ما يهدد حياة العشرات من المواطنين والسائحين الذين يحرصون على ركوب المعديات النيلية. «معديات قنا».. للإنسان والحيوان وفي قنا، ما زال أهالي مراكز نقادة وقوص جنوب المحافظة، على كف الموت، الذين يضطرون إلى الانتقال من شرق المدينة وغربها عبر المعديات المتهالكة، -التي كانت سببًا في غرق العشرات من الأهالي البسطاء-، فهم لا يجدون وسيلة مواصلات آدمية تنقلهم فيلجئون إلى عبارات الموت -على حد تعبيرهم. ويقول الأهالي، إن المعديات عمرها أكثر من 100 عام، وتعتبر مثالًا صارخًا للإهمال، الذي وصل إليه الحال في الصعيد مصر، ويعكس اللامبالاة حكومات الأنظمة السابقة. ويذكر صبري محمد جاد أن تلك المعديات غير آدمية ولا تصلح لنقل الحيوانات، ويضيف هيثم علي "المعديات تستخدم كوسيلة لنقل الحيوانات والمواطنين في نفس الوقت". ويطالب محمود عبد الوهاب ، موظف بمجلس مدينة نقادة، بضرورة إنشاء كوبري علوي فوق نهر النيل ليربط بين مدينتى قوص ونقادة لحل هذه المشكلة وسرعة صيانة المعديات لحين بناء الكوبري. «أسيوط» تنتهي من تصليح 6 وحدات نهرية أصدر المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، تعليماته المشددة لرؤساء المراكز ومسئولي مشروع العبارات النهرية بالمحافظة بضرورة الاستمرار في أعمال الصيانة الدورية لوحدات مشروع العبارات وتكثيف أعمال الفحص الشامل لكل وحدة قبل تحركها في المياه. وانتهت المحافظة من أعمال صيانة وتصليح 6 وحدات نهرية تابعة للمشروع بعدد من المواقع بقرى ومراكز المحافظة بتكلفة إجمالية تعدت 750 ألف جنيه بالإضافة إلى شراء قطع الغيار والمعدات اللازمة لبعض الوحدات طبقًا للتقارير الفنية الخاصة بالمشروع. ويحتوي مشروع العبارات النهرية على العديد من العبارات والمعديات واللانشات التي تخدم الآلاف من أهالي المحافظة في الانتقال بين البرين الشرقي والغربي بالإضافة إلى الرحلات والحفلات التي تستضيفها تلك الوحدات في الأعياد والمناسبات وطوال العام. «المنيا».. نعوش عائمة شهدت محافظة المنيا خلال الأعوام السابقة، العديد من حوادث المعديات، حتى أطلق عليها الأهالي عليها لقب «النعوش العائمة»، وشهدت العام الماضي وحده أكثر من واقعة، راح ضحيتها العشرات. وبدأت بغرق 50 من أهالي قرى مركز سمالوط، إثر استقلالهم لسيارة نقل، وسقوطها من أعلى معدية نيلية، خلال تشيعهم لجثمان متوفية ونقلها إلى المدافن بالبر الشرقي، ثم تلاها غرق 19 كان يستقلون سيارة ميكروباص سقط من أعلى معدية بمركز ديرمواس، وغيرها من الحوادث المعديات. مصدر بالإنقاذ النهري قال إن غالبية المعديات النيلية بالمحافظة لم تصلح للعمل؛ بسبب ما تعانيه من عيوب فنية، أبرزها وجود حواجز حديدية خلف السيارات، كما لم يطرأ عليها أي تطورات، وتعمل على حالتها القديمة، وبدون تراخيص. وأضاف المصدر أن الطامة الكبرى هي قيام الاطفال والصبية بقيادة المعديات على مرآى ومسمع من جميع المسؤلين بالوحدة المحلية والرقابة دون تدخل. «بني سويف».. الموت مجانًا للمواطنين مثل المعديات بمحافظة بني سويف خطرًا داهمًا والطريق إلى الموت بالمجان؛ فالبعض منها يعمل بدون تراخيص والآخر بدون صيانة والسائقين صبية صغار، علاوة على تهالك معديات الوحدات المحلية. و منأبرز حوادث المحافظة الحادث الأليم بقرية بني حدير وراح ضحيته 18 من أبناء القرية في حادث واحد معظمهم من الأطفال والنساء بعد سقوط أتوبيس من أعلى معدية قرية أشمنت مركز ناصر، وفى قرية غياضة الشرقية لقى 3 من أبناء القرية مصرعهم، إثر انقطاع واير المعدية. وبقرية الفقاعي، التابعة لمركز ببا، سقط مركب على متنه أكثر من 75 مواطنًا و15 جوال دقيق وتدخلت العناية الألهية في إنقاذ جميع الركاب من الغرق، ولقى سائق سيارة مصرعه وأصيب زميله بعد سقوط سيارتين محملتين بالرمال والبلوك الأبيض بنهر النيل بمركز الفشن بعد محاوله صعودهما إلى معدية قرية الحيبة؛ ونظرًا لعدم تحكم السائق بفرامل السيارة الخلفية دفعت السيارة الأمامية ليسقطا معا في النيل. فيما لقى 3 أشخاص مصرعهم بقرية كفر ناصر بعد تشغيل المعدية والتي تحتوي على عيوب ومخالفات وانعدام المراقبة عليها وتوقف معديتين تابعتين للوحدة بدعوى تعطلهما. «سوهاج» بين خيارين كلاهما مر أصبح الأهالي القاطنين على نهر النيل من الجهة الشرقيةوالغربية بمحافظة سوهاج، بين خيارين كلاهما مر أما توقف حياتهم اليومية من عمل وتعليم وتجارة وصناعة وغيرها، وبين فقد حياتهم، والاستعداد للموت غرقًا؛ فالآلاف من أبناء المحافظة يضطرون لاستخدام المعديات. ويوجد بالمحافظة 6 معديات نهرية تربط البرين الشرقي والغربي، إلا أن جميعها متهالكة وتفتقر إلى أبسط سبل الأمان والحماية. وقال علام السيد، من أهالي قرية السكساكة، "إننا منذ الصغر ونحن نستقل المعدية للانتقال بها لمركز البداري بمحافظة أسيوط ، لقضاء بعض أمور الحياة، إلا أننا في كل مرة نستقل فيها المعدية نلقن أنفسنا الشهادة عشرات المرات"، وطالب محافظ سوهاج بإصدار تعليماته بتجهيز المرسى من الجهة الغربية. وطالب حسني خليفة، عامل، بأن يتم تخفيض تعريفتها لا سيما أن غالبية من يستقلونها هم التلاميذ وتبلغ تعريفتها جنيهًا ونصف، وهو ما يعد تكلفة بالنسبة لنا نحن كأولياء أمور. وذكر حامد علي، مدرس، أن الإهمال لا يقع على عاتق العاملين والمسئولين فقط، بل والمواطن أيضًا، فغالبية الأهالي يصطحبون أطفالهم أو حيوانتهم التي تعبث بمحتويات المعدية، كما أن السيارة تصعد على ظهر المعدية كما هى بركابها، وقد يتركها قائد السيارة دون أو يوقفها أو يؤكد على فراملها، وهو ما يعرض السيارة من بها لخطر السقوط في نهر النيل مباشرة. «أسوان».. استثناء منذ 4 سنوات أما محافظة أسوان كان آخر موعد لها مع غرق العبارات أو اللنشات النهرية منذ نحو 4 أعوام، عقب واقعة غرق لنش نهرى أمام قرية السباعية شمال المحافظة في أكتوبر 2011، والذي أودى بحياة 10 أشخاص فيما تم إنقاذ 6 آخرين. وقال محافظ أسوان، مصطفى يسري، إن المحافظة أنفقت نحو 47 مليون جنية لتجديد وإنشاء عدد من العبارات النيلية بطول المحافظة بهدف توفير وسيلة نقل مناسبة للمواطنيين بين قرى ومدن المحافظة الواقعة بين ضفتي نهر النيل، والتي شملت 11 عبارة جديدة سعة 100 راكب و 4 لنشات كبيرة سعة 80 راكب لتغطي 8 نقاط بطول 470 كم للحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين وتخفيف المعاناة عنهم. وأضاف أنه تم تشغيل آخر العبارات النيلية المطورة لخدمة مدينة أبو سمبل السياحية وقسطل جنوبأسوان والتي وصلت حمولتها إلي 100 طن وتستوعب 100 راكب و 8 سيارات لتسهيل حركة النقل النهري بين شرق وغرب مدينة ابوسمبل بالإضافة إلى تشغيل عبارة أخرى لجزيرة هيسا جنوبأسوان بتكلفة 7 مليون جنيه من الاعتمادات الذاتية لصندوق الخدمات بالمحافظة.