يوميًا يتعرض البسطاء في القليوبية للموت غرقًا جراء استقلال المعديات النهرية كوسيلة للتنقل وعبور نهر النيل بقصد قضاء حوائجهم بالأسواق أو ذهاب أبنائهم للمدارس أو الكشف الطبي على مرضاهم في العيادات أو المستشفيات عبر معديات وصنادل مُتهالكة تفتقر أقل عوامل الأمن والسلامة للحفاظ على أرواح المواطنين. «التحرير» ترصد وضع «معديات» القليوبية ربما تستيقظ ضمائر المسئولين بالمحافظة ويستوعبون الدرس في التحرك نحو كارثة معديات نقل المواطنين عبر نهر النيل أو ترعة الإسماعيلية، عقب فاجعة نظيرتها في كفر الشيخ التي خلفت 15 قتيل.
ولغياب وسائل المواصلات وبعد المسافات أصبحت تلك المعديات المنفذ الوحيد لقضاء مصالح المواطنين والدراسة وخلافة لينتهي بهم الأمر بالغوص في عرض المياه برحلة ربما تكون الأخيرة للدار الآخرة وساعد فى ذلك انخفاض قيمة تعريفة الركوب التي لا تتجاوز الجنيهان في معظم المعديات التي تعمل على طول نهر النيل. وتنتشر تلك المعديات بعدد من مراكز وقرى محافظة القليوبية وخاصة معدية «دمنهور شبرا»، والأخرى الكائنة بجوار نادي الطفل التي تنقل المواطنين من شبرا الخيمة إلى جزيرة «الوراق»؛ حيث يعاني مستخدميها من تهالك المعديّات وعدم إجراء الصيانة الدورية لها فضلًا عن مشاركة الحيوانات والبضائع لهم في ركوبها. ولا يختلف الحال في القناطر الخيرية؛ حيث يستخدم الأهالي بمنطقة المحلج عدد من تلك المعديات لتقلهم إلى المناطق السكنية والعزب بالناحية الأخرى من النيل في رحلة يحيطها الرعب من كل جانب خاصة وأن القائمين على تلك العبارات يتعمدون تحميلها بحمولات زائدة مما يعرض الركاب لخطر الغرق. وفي «الخانكة» هناك العديد من المناطق على رأسها عزبة شكري، تعد المعديات هى وسيلة النقل الوحيدة لقريتهم عبر ترعة الإسماعيلية إلا أنها تمثل خطرًا شديدًا؛ لسوء حالتها وانتهاء عمرها الافتراضي وافتقارها لعوامل الأمن والأمان.