الموت يتنظر أهالي القليوبية بصفة يومية أثناء رحلاتهم النيلية بمختلف المعديات بالمحافظة بسبب تهالكها وبعدها عن الرقابة والمتابعة من الجهات المعنية. وبالرغم من علم ركاب هذه المعديات بخطورتها الشديدة على أرواحهم وتعرضهم في أي لحظة للغرق أثناء ركوبها إلا أنهم يضطرون إلى استخدامها، باعتبارها وسيلة سريعة في الوصول إلى أعمالهم أو مدارسهم أو كلياتهم ثم العودة إلى منازلهم بعد ذلك، خاصة وأن هناك بعض المناطق لا يوجد بها بديل سوى استخدام هذه المعديات.
وقال محمد عبد الفتاح موظف، إن المعديات النيلية تمثل خطرا داهما على أرواح الاهالى، مؤكدا أنها تفتقد الى ابسط وسائل الامان ويغيب عنها الصيانة اللازمة لاستمرار عملها بكفاءة تحفظ ارواح ركابها.
ويناشد إبراهيم عيسى محامي، المسئولين بالوحدات المحلية وإدارات الري وشرطة المسطحات بشن حملات دورية مستمرة، وتكثيف الرقابة على هذه المعديات للتأكد من سلامة تراخيصها ومدى مطابقتها للمواصفات والاشتراطات الخاصة بها.
وأكد مصطفى محمد أحمد طالب، أن سبب إقباله وزملائه على ركوب هذه المعديات في أنها تمثل بالنسبة لهم كطلاب في هذا السن وسيلة سريعة للوصول إلى مدارسهم، إضافة إلى كونها وسيلة للتنزه ومشاهدة مياه النيل من الوسط.
ويطالب محمود عبد الباسط، بضرروة العمل على وضع حلول سريعة ووسائل مواصلات بديلة للحفاظ على أرواح من تضطرهم الظروف استخدامها من طلبة ومواطنيين في مراكز ومدن المحافظة المختلفة، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة وتطبيق القانون بشده على أصحاب هذه المعديات المخالفين لاشتراطات الأمن والسلامة والتراخيص.
ففي منطقة منطقة الحرس الوطني ببنها لا يستخدم المواطنين سوى المعدية للعبور الي طريق عزبة الزراعة الموازي لطريق خط 12، إزاداد الاقبال عليها خاصة بعد أعمال إنشاءات الكباري.
وفي شبرا الخيمة، يعاني الأهالي من تدهور حال المعديات التي يستخدمونها للتنقل ما بين "دمنهور – شبرا" بحي غرب وجزيرة الوراق بسبب تهالكها وعدم إجراء الصيانة الدورية لها، إضافة إلى عدم تجهيز المرسى الخاص بها، مطالبين بضرورة إنشاء كوبرى يربط المنطقتين حتى لا تتكرر مأساة سقوط السيارات والأطفال في النيل.
وفي عزبة شكري إحدى القري التابعة لمركز الخانكة, أكد الأهالي أنهم رغم عزلتهم عن العالم بسبب أن وسيلة النقل الوحيدة لقريتهم هي المعدية إلانها تمثل خطرا شديدا نظرا لسوء حالتها وإقتقارها للأمان، مشيرين إلى أن المواصلات معدومة في هذه العزبة, فهي تتبع إدارياً أبو زعبل, ولا يوجد مواصلات بين العزبة وأبو زعبل أو أي منطقة أخري سوي معدية على ترعة الإسماعلية.
من جانبه أكد المهندس محمد عبد الظاهر، محافظ القليوبية، أن جميع المعديات بالمحافظة تخضع لرقابة صارمة،مؤكدا أنه سيتم شن حملات تفتيش عليها بشكل دوري.
وأوضح المحافظ، أنه كلف رؤساء المدن بإجراء مراجعة شاملة وحصر المعديات التي تعمل بنطاق المحافظة سواء كانت مرخصة أو غير مرخصة والعمل على تقنين أوضاعها وتوفير وسائل الأمن والسلامة لها.
وأضاف محافظ، أن المحافظة لا تتدخل في منح التراخيص للمراكب النيلية وسط النيل أبدا لا من قريب ولا من بعيد مؤكدا ان الحفاظ علي ارواح المواطنين واجب مهم ولم نسكت حتي تحدث كارثة، مشيرًا إلى أنه قرر عمل حصر شامل لمثل هذه المراكب وتحرير محاضر للمخالفين فورًا مع إجراء عمليات التفتيش الدوري للتأكد من إلتزام المراسي واللنشات والمراكب بشروط التراخيص.
وأضاف المحافظ، أننا نشجع السياحة النيلية خاصة في مدينة القناطر الخيرية بشرط ألا تكون على حساب أرواح المواطنين.
ونفى عبد الظاهر، ما أثير حول قيام المحافظة بإصدار تراخيص للمراكب النيلية وسط النيل والتي تستخدم في نقل الركاب.
وحذر المحافظ، من تشغيل المراكب النيلية بدون ترخيص خاصة في مدينتي القناطر وبنها حيث يستخدمها الزوار والمواطنين في التنزه وسط النيل، مطالبا إدارة المسطحات المائية والإدارات المتخصصة بالري بتمشبيط المنطقتين للتأكد من وجود تراخيص لهذه المراكب فضلا عن توافر شروط الأمن والسلامة بها حفاظا على أرواح المواطنين.