اقترح، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا تواضروس الثانى، تحديد موعد ثابت كل عام يكون الأحد الثالث من أبريل للاحتفال بعيد القيامة، حيث تحتفل الكنائس الشرقية فى موعد، وكنيسة روما والغرب عمومًا فى موعد آخر، كل حسب التقويم الذى يتبعه، وكان رد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بأن اقترح الأحد الثانى من أبريل. ورغم دعوات توحيد الاحتفال بعيد القيامة رغم صعوبتها لاعتماد كل كنيسة على طريقة مختلفة فى حساب موعد العيد، فإن عددًا من المسيحيين يرى أن توحيد موعد الاحتفال بعيد الميلاد أسهل. عيد الميلاد تحتفل به كل الكنائس فى الغرب سواء الكاثوليكية أو الروم الأرثوذكس فى اليونان وروسيا، أو الأسقفية الأنجليكانية فى بريطانيا، والبروتستاتنية فى الغرب يوم 25 ديسمبر وفقًا للتقويم الميلادى الرومانى، أما الكنيسة القبطية ومعها كنيسة السريان الأرثوذكس فى أنطاكية وكنيسة إريتريا فتحتفل به وفقًا للتقويم المصرى القديم يوم 29 كيهك، الذى صار يوافق 7 يناير، وبعد عدة سنوات سيوافق 8 يناير. اختلاف موعد الاحتفال بعيد الميلاد بين القبطية وبقية الكنائس، لا يعود لخلافات بين الكنائس، بل لخطأ فى حساب كل تقويم، فمصر حتى احتلال إنجلترا 1882، كانت مصر تحتفل يوم 25 ديسمبر، وكان يوافق 29 كيهك من التقويم المصرى القديم (القبطى)، فما الذى حدث؟ 325م عام تحديد موعد الاحتفال بعيد الميلاد فى أول مجمع مسكونى عقد فى مدينة نقية بآسيا الصغرى، والتى تقع على الساحل الغربى للأناضول، عام 325م لمواجهة بدعة أريوس، اتفق ال318 أسقفًا المجتمعين على تحديد موعد عيد الميلاد، ليكون يوم 25 ديسمبر وفقًا للتقويم اليوليانى -فرضه يوليوس قيصر عام 46 ق.م- وتم حساب اليوم بالتقويم المصرى ليكون يوم 29 كيهك، وهذا اليوم فلكيًا هو أقصر نهار وأطول ليل، ويرمز إلى ميلاد النور (المسيح)، وظلت الكنائس رغم الخلافات التى نشأت بينها تحتفل فى هذا الموعد فى كل عام. حسابات غير دقيقة وفقا لموقع الأنبا تكلا هيمانوت الحبشى، فإنه فى عام 1582م، أيام البابا جريجورى بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر ليس فى موضعه فلكيا أى لا يقع فى أطول ليلة وأقصر نهار، ووجدوا الفرق عشرة أيام، أى يجب تقديم 25 ديسمبر عشرة أيام حتى يقع فى أطول ليل وأقصر نهار. عرف العلماء أن السبب هو الخطأ فى حساب طول السنة الشمسية، فكانت فى التقويم اليوليانى تحسب على أنها 365 يومًا و6 ساعات، لكن اكتشفوا فيما بعد أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يوم و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أى أقل من طول السنة السابق حسابها بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالى عشرة أيام. أمر البابا جريجورى بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى (اليوليانى) حتى يقع 25 ديسمبر فى موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الجريجوري, إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر فى جميع أنحاء إيطاليا. وضع البابا جريجورى قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) فى موقعه الفلكى أطول ليلة وأقصر نهار، بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة، لأن تجميع فرق ال11 دقيقة و14 ثانية يساوى ثلاثة أيام كل حوالى 400 سنة, ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذى وصل إلى حوالى 13 يومًا. لم يعمل بالتعديل فى مصر إلا بعد دخول الإنجليز ووصل الفارق وقتها إلى 13 يومًا عن سنة 325م ورفع الإنجليز التقويم 13 يومًا، وأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس، وفى تلك السنة أصبح 29 كيهك يوافق يوم 7 يناير بدلا من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر أى قبل طرح هذا الفرق، لأنه لم يطرح من التقويم القبطى. أصل التقويم القبطى وفقًا للمؤرخ اليونانى الشهير هيرودوت فإن "قدماء المصريين هم أول من ابتدع حساب السنة وقسموها إلى 12 قسمًا بحسب ما كان لهم من المعلومات عن النجوم، وكانوا يحسبون الشهر ثلاثين يومًا ويضيفون خمسة أيام إلى السنة لكى يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية". التقويم القبطى (المصرى القديم) سنة نجمية شعرية أى مرتبط بدورة نجم الشعرى اليمانية (Sirius) ألمع نجم فى مجموعة نجوم كلب الجبار، واعتمد عليه المصريون فى الزراعة، حيث قسموه ل3 فصول تخص، الفيضان، والزرع، والحصاد. أى إذا أراد المسيحيون فى مصر توحيد الاحتفال بعيد الميلاد، عليهم إعادة التاريخ القبطى 13 يومًا للخلف، وخصم 3 أيام كل 400 سنة ليتساوى مع التقويم الميلادى بتعديله الأخير فى عهد البابا جريجورى، كما كان متبعًا حتى عدل الإنجليز التقويم الغربى، ولم يعدلوا التقويم القبطى.