إقبال كبير على قمة مصر الدولية لوسائل التنقل الكهربائية |منصة الفرص    منتخب الفراعنة ينتفض وينتزع فوزا قاتلا أمام زيمبابوى 2-1 فى افتتاح مشواره بأمم أفريقيا    فولر ينصح شتيجن بمغادرة برشلونة حفاظا على فرصه في مونديال 2026    منتخب مصر يخطف فوزا قاتلا 2-1 على زيمبابوي في أمم إفريقيا    بعد أسبوع من زواجهما، مصرع عروسين إثر تسرب غاز داخل شقة بأكتوبر    45 يوما داخل معدتها.. كيف أنقذ أطباء كفر الشيخ مريضة ابتلعت 34 مسمارا؟    ميرال الهريدي: تحركات الرئيس السيسي ترسم ملامح نظام عالمي متوازن    شاشات عرض فى شوارع المنيا لمتابعة مباراة مصر وزيمبابوى فى بطولة أمم أفريقيا    زيلينسكي: أنجزنا كل ما يلزم لإعداد مسودات أولية لاتفاق سلام مع روسيا    ستار بوست| أحمد الفيشاوى ينهار.. ومريم سعيد صالح تتعرض لوعكة صحية    دراما بوكس| «المتر سمير» ينافس في رمضان 2026.. وأيتن عامر تعتذر    مدرب جنوب أفريقيا: مواجهة مصر مختلفة تماما.. ونعرف كيف نستعد لها    وسط شائعات النقص.. الحكومة تطمئن المواطنين بشأن توافر الأدوية: لا أزمة في السوق    النيابة ترسل صورة من تحقيقات قضية وفاة السباح يوسف محمد لوزارة الرياضة    «الهلال المصرى» يقاوم برد غزة |قافلة طبية لدعم الأشقاء فى السودان    برلماني يقترح إنشاء هيئة لتنظيم السوق العقاري وحماية المواطنين من النصب    مروة عبد المنعم: حزينة من كمية التطاول غير المهني على الفنان محمد صبحي.. بابا ونيس خط أحمر    وليد صلاح عبداللطيف: منتخب مصر مرشح للتتويج بأمم أفريقيا    «الشيوخ» يدعم الشباب |الموافقة نهائيًا على تعديلات «نقابة المهن الرياضية»    متحدث الصحة: التشغيل التجريبي للتأمين الصحي الشامل يبدأ في المنيا بالربع الأول من 2026    مصر و الأردن يؤكدان تعزيز التعاون في النقل البري خلال اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة بعمان    مسؤول سابق بالناتو: احتجاجات مزارعين أوروبا تتصاعد بسبب تقليص الدعم    فضل صيام شهر رجب وأثره الروحي في تهيئة النفس لشهر رمضان    رمضان عبدالمعز: دعوة المظلوم لا تُرد    زيلينسكي: أوكرانيا بدأت إنتاج أنظمة الدفاع الجوي محليًا    ميرال الطحاوي تفوز بجائزة سرد الذهب فرع السرود الشعبية    رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين: الاحتلال لا يسمح سوى بدخول أقل من ثلث المساعدات المتفق عليها إلى غزة    مصدر من الأهلي ل في الجول: لا نعرقل انتقال حمزة عبد الكريم ل برشلونة.. وهذا موقفنا    تعيينات جديدة بكلية التربية جامعة عين شمس    الكويت وروسيا تبحثان تعزيز التعاون في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية    البورصة تختتم تعاملاتها اليوم الإثنين بتباين كافة المؤشرات    "يتمتع بخصوصية مميزة".. أزهري يكشف فضل شهر رجب(فيديو)    خلال 24 ساعة.. رصد 153 مخالفة على الطرق في الغربية    محافظ بني سويف يوجه بتيسير عمل البعثة المصرية الروسية لترميم معبد بطليموس الثاني    "هعيش حزين".. أول تعليق من أحمد الفيشاوي بعد وفاة والدته    جنايات الإرهاب تقضى بالمؤبد والسجن المشدد ل5 متهمين بخلية التجمع    يضم 950 قطعة أثرية.... محافظ المنيا يتفقد متحف آثار ملوي    انتظام أعمال امتحانات الفصل الدراسي الأول بجامعة قنا    في مشهد مهيب.. الأزهر ينجح في إخماد فتنة ثأرية بالصعيد    برلمانية الشيوخ ب"الجبهة الوطنية" تؤكد أهمية الترابط بين لجان الحزب والأعضاء    قصة قصيرة ..بدران والهلباوى ..بقلم ..القاص : على صلاح    فرحة وحيدة لمنتخب مصر في الاستضافة العربية لأمم أفريقيا    مدير تعليم الجيزة يواصل سياسة العمل الميداني بزيارة مفاجئة لإدارتي «العياط والصف»    الانتقام المجنون.. حكاية جريمة حضرها الشيطان في شقة «أبو يوسف»    السيطرة على حريق بسوق عرفان فى محرم بك بالإسكندرية دون إصابات.. صور    تشكيل مجلس إدارة غرفة الرعاية الصحية فى اتحاد الصناعات    إطلاق حملة "ستر ودفا وإطعام" بالشرقية    مدبولي: توجيهات من الرئيس بإسراع الخطى في تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل    محافظ المنوفية يتفقد مركز خدمة عملاء مركز معلومات شبكات المرافق بقويسنا.. صور    نائب محافظ القدس: التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يستهدف تهجير العائلات    غرف دردشة الألعاب الإلكترونية.. بين التفاعل الرقمي وحماية الأطفال    ننشر مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الأول بمحافظة القاهرة    الحقيقة الكاملة لسحب الجنسية من البلوجر علي حسن    وكيل الأزهر يحذِّر من الفراغ التربوي: إذا لم يُملأ بالقيم ملأته الأفكار المنحرفة    قمة منتظرة تشعل حسابات المجموعة الثانية.. بث مباشر جنوب إفريقيا وأنجولا في كأس أمم إفريقيا 2025    وزير قطاع الأعمال: نحرص على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي    وزير الثقافة ورئيس صندوق التنمية الحضرية يوقّعان بروتوكول تعاون لتنظيم فعاليات ثقافية وفنية بحديقة «تلال الفسطاط»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من إيطاليا..المتحدث باسم «الوطن السلفي» يجيب لأول مرة عن أخطر 10 أسئلة
نشر في التحرير يوم 23 - 12 - 2015


كيف لعب الإخوان في الجسد السلفي؟
ما مهام مكتب مساعد رئيس الجمهورية للتواصل المجتمعي حتى 3 يوليو؟
هل صوَّت «النور» لأبو الفتوح في انتخابات الرئاسة؟
ما التفاصيل الكاملة لخطة الانقلاب على عبد الغفور في حزب النور؟
هل اشترى خيرت الشاطر الأحزاب السلفية وموّلها لمواجهة الدعوة السلفية؟
ما الأخطاء التي تسببت في نزع السلطة من جماعة الإخوان؟
ما العدد الحقيقي لأعضاء حزب النور العاملين قبل وبعد 30 يونيو؟
هل انتهى دور الأحزاب السلفية بعد اختلاف الرؤى والمواقف والأحداث السياسية؟
ما النصيحة التي قدّمها حزب الوطن لقيادات الإخوان للخروج من الأزمة؟
كيف انفرد بعض المشايخ بالسيطرة على كيان الدعوة السلفية؟

في وقت يتحفَّظ فيه معظم قيادات تيار الإسلام السياسي على حقائق وأسرار وتفاصيل مهمة دونما الكشف عن الغطاء الذي يسترها، قرر محمد نور المتحدث باسم حزب الوطن السلفي، والذي كان أحد أعضاء مكتب الدكتور عماد الدين عبد الغفور بديوان الرئاسة فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وشغل منصب المتحدث باسم حزب النور فترة صعوده السياسي، أن يروى بعض الحقائق مفضلاً أن تكون معبرة عن رأيه وموقفه الشخصي، كما يرد على بعض الأسئلة بدلاً من رئيس حزب النور السابق عماد عبد الغفور بحكم موقعه القريب منه، إذ خصّ "التحرير" بأول حوار له بعد أحداث 30 يونيو في اتصال هاتفي معه من محل إقامته بإيطاليا.. فإلى نص الحوار:
محرر "التحرير" مع د.محمد نور- أرشيفية
هل ابتعد حزب الوطن عن المشهد السياسي؟
نحن لم نغب نهائيًّا عن الحياة السياسية، وجميع مواقفنا مسجلة من خلال بيانات رسمية تصدر عن الحزب، لكن دعنا نتفق على وجود تراجع في المناخ السياسي العام في مصر، كما أنه للأسف يوجد انحصار لكل ما هو سياسي نتيجة الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد، ولا شك أن هذه الحالة أدّت إلى ضعف الكيانات السياسية بغض النظر عن مواقفها من السلطة الحالية.
كيف تنظر إلى المشهد السياسي الحالي؟
لا شك أن هناك انسدادًا حقيقيًّا في الأفق السياسي، وهناك محاولة لفرض رؤية واحدة وصوت واحد، كما أن الاختلاف في الرؤى أصبح من الأمور غير المقبولة.
هل انفصلت صلة الدكتور عماد عبد الغفور وجميع أعضاء الوطن بالدعوة السلفية بعد عدم اعتراف الكيان الدعوى إلا بحزب النور ذراعًا سياسية لها؟
للأسف ما حدث داخل حزب النور ومحاولة سيطرة طرف واحد على كيان الحزب، والتحكم فيه بآليات تفتقر إلى الشفافية وتبتعد عن أسلوب الإدارة المؤسسية، مما أدّى إلى خروج فصيل كبير من الحزب وتأسيس حزب الوطن، فكان الهدف من قرارنا الحفاظ على كيان حزب النور، ولا يذهب النزاع إلى القضاء ويهدم الحزب الذي أسهمنا في تأسيسه، وللأسف هذا الطرف لم يقم فقط بالسيطرة على الحزب وإنما تعدّى ذلك بالسيطرة على كيان الدعوة السلفية، حيث تحول كيان الدعوة السلفية من مظلة تمثل جموع أبناء التيار السلفي في مصر، كما خططنا له بعد ثورة 25 يناير، إلى كيان صغير يمثل جزءًا من السلفييبن نتيجة مصادرة هذا الكيان من جهة مجموعة من الأشخاص، وبناء عليه أصبحت الدعوة السلفية كيانًا معزولاً عن التيار السلفي، أما الانتماء إلى الفكرة السلفية والمنهج السلفي فهذا ما ندين لله به، ولا يملك أحد أن ينزعها منا، فنحن ما زلنا ملتزمين بالمنهج السلفي بغض النظر عن عدم انتمائنا إلى الدعوة السلفية.
هل أعطى السلفيون أصواتهم للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في انتخابات الرئاسة؟
كل ما يمكن قوله إن جماعة الإخوان لعبت في الجسد السلفي، ودرسوا الحالة السلفية بشكل جيد، وعزفوا المعزوفة التي تناسبه، حيث دعم الجسد السلفي مرسي أكثر من أبو الفتوح، ولم يلتزم القواعد الخاصة بالقرار الرسمي لحزب النور، نظرا لأن السلفيين عبارة عن تيار لا تنظيم، والسلفيون مثل سرب الحمام يسيرون وراء راية الشريعة، وبناء الدولة الإسلامية، أما الإخوان فيشبهون القطار حيث ترتبط كل عربة بالتي خلفها أو تسبقها.
ما النسبة التقريبية التي حصل عليها مرسي وأبو الفتوح من حزب النور في انتخابات الرئاسة؟
حزب النور أعطى 65% لمرسي و35% لأبو الفتوح، نظرا لأن شكل أبو الفتوح لم يعجب السلفيين، ولعب مرسي على أن يظهر حول المشايخ، بينما ركز أبو الفتوح على رباب المهدي وآثار الحكيم، وضرب الإخوان من تحت الحزام، وتم التلاعب في الأدمغة السلفية.
ما المواقف التي تتذكرها عندما كنت متحدثًا باسم حزب النور خلال فترة الإعلان عن تأييد أبو الفتوح في الانتخابات الرئاسية؟
من الطرائف أننا قمنا بعقد مؤتمرين في الإسكندرية أحدهما للحزب والآخر للدعوة السلفية في قاعتين منفصلتين، وذلك للتصويت على الشخصية التي ندعمها في الانتخابات، وكان الاتجاه العام للحزب يميل إلى انتخاب أبو الفتوح، في ذلك اليوم شعرت بسعادة بالغة من الممارسة السياسية الناضجة، حيث رأيت استخدام الشورى بشكل جيد لإعلان القرار، لكنني فوجئت بأحد الحاضرين من مجلس شورى الدعوة السلفية يحدثني عن أن الأمر ليس بهذا البياض والنصاعة والشفافية المرجوة، لأن أحد المشايخ الكبار (من المثيرين للجدل داخل الدعوة السلفية) وضع ورقته التي كتب عليها اسم المرشح الذي سيدعمه بجوار صندوق الاقتراع، وظهرت الورقة موقعة عليها اسمه واختياره عبد المنعم أبو الفتوح، حتى تكون بمثابة رسالة وتوجيه بالسير في هذا الاتجاه، الغريب أن هذا الشيخ خرج إلى وسائل الإعلام بعد إعلان الموقف الرسمي للدعوة والحزب معلنًا أن رغبته كانت انتخاب سليم العوا.
هل تأثرت الأحزاب السلفية بعد 30 يونيو؟
دعنا نتفق على أن ثورة 25 يناير أعطت بُعدًا جديدًا، حيث نقلت التيار السلفي نقلة نوعية، إذ شارك في العمل السياسي بعد أن كان الأمر بمثابة المحرمات والممنوعات للكثير من السلفيين، كما كانت المسألة خارج التفكير السلفي، لكن لهذه التجربة إيجابياتها وسلبياتها، لكنها تاريخية بكل المقاييس، واهتم العالم بدراسة هذه الحالة التي تتمثل في الانتقال من العمل الدعوي إلى السياسي، بعد توجيه الدعوة إلى المشاركة والاندماج في الحياة السياسية بشروطها، واستطاع السلفيون إبراز الكثير من المرونة غير المتوقعة وصلت في بعض الأحيان إلى البرجماتية التي لم يكن يصدقها أحد، مما أدى إلى إعادة الحسابات الخاصة بهذا التيار بواسطة كل المراقبين له، سواء داخليًّا أو خارجيًّا، وأتذكر زيارتي لأمريكا عام 2012 وما ظهر من عدم تصديقهم أن السلفيين يوافقون على قواعد اللعبة السياسية، كما أن موقف حزب النور بعد 30 يونيو دفع الكثيرين إلى إلغاء تصوراتهم السابقة على التيار سواء سلبية أو إيجابية، حيث ظهرت مرونة عالية جدًّا.
هل لم يعد هناك مستقبل للأحزاب السلفية داخل مصر؟
على العكس تمامًا، فإذا عُدنا إلى الوراء نجد أن التيار السلفي وأبناء حزب الوطن في أثناء وجودهم في حزب النور وبعد انفصالهم عنه شاركوا في رسم خريطة العمل السياسي في مصر، وإثبات وجودهم بكل قوة، كما كان حزب الوطن منافسًا شرسًا لجماعة الإخوان في كل الاستحقاقات السياسية، وعلى الرغم من انسداد الأفق السياسي في الوقت الحالي فإنه لم يتأثر التيار السلفي فقط إنما كل الأحزاب السياسية، ولا يمكن أن يُقال إن الخبرة التي اكتسبناها لن تؤثر مستقبلاً، إذ إن ما تعلمه التيار السلفي من الممارسة السياسية يمثل رصيدًا كبيرًا في حال حدوث انفتاح سياسي حقيقي في مصر، وهو ما يجعل حزب الوطن على وجه الخصوص يمثل أملاً لمستقبل واعد لأبناء التيار الإسلامي والسلفي خصوصًا.
بحكم موقعك القريب من الدكتور عماد عبد الغفور مساعد رئيس الجمهورية السابق.. ما الدور الذي قدّمه لاحتواء الأزمات؟
كل ما يمكن قوله إن الدكتور عماد عبد الغفور أدى واجبه خادمًا للوطن إلى آخر لحظة قضاها في منصبه، وحاول بشتى الطرق حل الأزمات السياسية حتى 3 يوليو، وكنت شاهدًا على ذلك، حيث بذل كل ما لديه لتجنب الأزمات السياسية، وبشكل شخصي طلبت من قيادات الإخوان بعد أحداث الحرس الجمهوري التوقف وإعادة دراسة الموقف واتخاذ القرارات الصحيحة، وكان وقتها الحلول المطروحة أكثر من الآن، لكن للأسف لم يستمع أحد، وقد نعذر الكثير منهم لهول الصدمة وحجم الدماء التي سالت.
وأعود مرة أخرى للحديث عن دور الدكتور عماد عبد الغفور عندما كان يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية، فقد قام بمحاولات عديدة لإصلاح المناخ السياسي في مصر، والتواصل مع كل الأطراف السياسية، كما أسهم بشكل كبير في حل أزمات متعلقة بالفتنة الطائفية، وطمأنة الأطراف السياسية المحتلفة، وتوجيه النصائح لحل أزمة الخناق السياسي، كما قام الحزب بطرح مبادرة سياسية اقتصادية بداية شهر يونيو، وحضر ممثلون عن أطراف متعددة.
وما المهام التي نفذها الدكتور عماد عبد الغفور فترة تقلده منصب مساعد رئيس الجمهورية للتواصل المجتمعي، والدور الذي قدمه مكتبه بديوان الرئاسة؟
أعتقد أن الدكتور عماد عبد الغفور ومكتبه داخل مؤسسة الرئاسة حاول القيام بدوره بطريقة احترافية ومتميزة، ولا بد من توضيح أن هناك عدة ملفات كبرى كانت ضمن ملف التواصل المجتمعي، ومنها الملف السياسي والديني والإعلامي، وعمل الدكتور عماد ومكتبه على محاولة حل الأزمات المتعاقبة خلال الفترة القصيرة التي وكلت إليه فيها هذه المهمة، وتواصلنا مع شخصيات سياسية معروفة، وممثلين عن الطوائف الدينية المختلفة بما فيها الكنيسة الكاثوليكية والقبطية، وحاولنا التواصل للاتفاق على ميثاق شرف إعلامي موحد، وكنت أحد ممثلي مكتب الدكتور عماد في الرئاسة، بالإضافة إلى اثنين آخرين، كما ساعدنا عدد من الشخصيات العامة أتحفظ عن ذكرهم لعدم استئذانهم.
ما التفاصيل الكاملة وراء الانقلاب على الدكتور عماد عبد الغفور ومجموعته داخل حزب النور؟
بكل صراحة ووضوح كانت هناك محاولة من مجموعة معروفة داخل حزب النور للاستحواذ على الحزب والدعوة السلفية، وحاول بعض الأطراف تهميش دور رئيس الحزب وقتئذ، وهو ما لم يقبله عماد عبد الغفور، وكان من رأيه أن هذا يسارع في هدم المؤسسية وكيان الحزب، ونظرا للتاريخ الذي يتمتع به عبد الغفور وعلاقته الطيبة برموز وأبناء الدعوة السلفية وحفاظًا على الحزب الذي أسسه، فضَّل الانسحاب من الحزب مع المجموعة التي معه، وكنت ضمن الذين يرون أنه لا ينبغي ترك الحزب، وأن ندافع عنه لآخر لحظة، مهما وصل هذا النزاع لأي مستوى، وأن يفصل في ذلك القضاء، لكنني لم أتمسك برأيي احترامًا لموقف الدكتور عماد عبد الغفور، حيث رأى أنه من الأفضل عدم الاستمرار في هذا النزاع، وأن يتم الحل بشكل ودي من خلال إنشاء حزب سلفي آخر يعبر عن رؤيتنا.
هل يرى الدكتور عماد عبد الغفور حصول التيار السلفي على مكاسب بعد إنشاء أكثر من حزب سلفي أم أثبتت التجربة العكس؟
بحكم موقعي القريب منه يتاح لي الإجابة عن علم بقناعته أن إنشاء أكثر من حزب ذات مرجعية إسلامية حقق الكثير من المكاسب، ليس فقط لأبناء التيار الإسلامي داخل مصر بل وخارجه، وأنه إذا كتب لهذه التجربة الاستمرار سيكون لها نصيب كبير في تحقيق الازدهار والنجاح للمجتمع المصري، وعلى الرغم من اعترافنا أن هذه الممارسة نتجت عنها سلبيات وجوانب ضعف لدى التيار، فإن هذا لا يعيبه وإنما أكد أننا مثل جميع التيارات نصيب ونخطئ.
برأيك.. كيف تتم مواجهة حالة الاحتقان المجتمعي؟
لا بد أن يتوقف المصريون عن لوم بعضهم بعضًا، وأن يرجعوا الأمور إلى أسبابها الحقيقية، والذي يتمثل في التجريف الأخلاقي والفساد المجتمعي والسياسي على مدار 30 عامًا حكمها مبارك وحاشيته، إذ إن ما نحصده الآن هو ثمرة هذا الفساد، وبالتالي يجب على كل المصريين، خصوصًا النخبة، معرفة أن مصر لن تنهض من كبوتها ولن تتقدم إلا بعد المشاركة في عقد اجتماعي جديد، يتفق فيه جميع المصريين على قواعد واضحة لإقامة العدالة، ومحاربة الفساد والظلم، وقبول جميع أطراف المجتمع المصري من أجل الدخول في مرحلة البناء.
ما حقيقة الأقاويل التي تتردد عن أن المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، اشترى بعض الأحزاب السلفية، ومنها الوطن، ومولها لمواجهة الدعوة السلفية وحزب النور؟
كل ما يمكن تأكيده أن هذا كذب وهراء، والدليل على صحة ما أقوله وكذب مَن يطرح هذه المسائل أننا فضلنا عدم الدخول في نزاعات خلال أزمة حزب النور، وقررنا إنشاء حزب سلفي آخر، ولم نتمسّك بمقاعدنا أو نلجأ إلى المحاكم للفصل في الأمر.
ما العدد التقريبي للأعضاء العاملين في حزب النور قبل وبعد 30 يونيو؟
الحقيقة المطلقة أنه لم يتم حصر حقيقي وجاد لعدد الأعضاء العاملين داخل حزب النور، وأن كل ما يخرج عن الحزب أرقام عشوائية وتقديرية، وبما أنني كنت المتحدث باسم حزب النور لفترة طويلة، أؤكد أن هناك مبالغات ضخمة في طرح الأرقام الخاصة بأعضاء الحزب، فهناك من خرج وأعلن أنهم 250 ألفًا، وهو أمر غير حقيقي على الإطلاق، ولم يصل إلى هذا الرقم في أوج قوته، وتقديري الشخصي أن حزب النور لم يصل إلى 120 ألف عضو في أفضل حالاته، وهو أمر مستحيل أن يكون قد تخطّى هذا الرقم، وكل مَن يقول عكس ذلك، أتحداه أن يخرج بدليل من خلال عرض اشتراكات واستمارات الأعضاء، كما أرى أنه بعد 30 يونيو لا يتخطى عدد أعضائه 40 ألفًا على أقصى تقدير، وأتحداهم في ذلك أيضًا، والدليل على كلامي أنه إذا كان يمتلك 40 ألفًا كان سيتمكن من تغطية جميع لجان انتخابات مجلس النواب بمناديب في كل مكان، وهو الأمر الذي لم يحدث.
هل توقف حزب الوطن عن ممارسة السياسة أم أنه لا يزال موجودا بكيانه داخل اللعبة السياسية؟
لا شك أننا لم نتوقف عن العمل السياسي، ويحاول أبناء الحزب الحفاظ على التماسك في هذه المرحلة الفاصلة والخطيرة من تاريخ مصر، كما يسعى لأن يكون له دور سياسي عظيم للنهوض بالبلاد في المستقبل القريب.
كيف تأثرت الكيانات والأحزاب السلفية ب30 يونيو؟
من الطبيعي أن تحدث تغييرات للحالة السلفية داخل وخارج مصر، نظرًا لما تعرضت له من صدمات بعد 25 يناير حتى اليوم، وأثبتت الأيام أن هذه الكيانات لم تكن لديها رؤية للتعامل مع الأحداث المتغيرة، وهو ما صرح به الكثير من رموز التيار السلفي، ونظرًا لأن السلفيين تيار لا تنظيم دفع بعض الأطراف داخل التيار الإسلامي وخارجه للتلاعب بأحلام وأماني هذا التيار الذي يميل إلى المنهج السلفي، خصوصًا بعد 30 يونيو، وبعد أن كانت أحلام الشباب السلفي قد ارتفعت لتحقيق شكل ومظهر لبناء مجتمع رسموه في عقولهم، اعتبرت 30 يونيو صدمة للتيار السلفي.
ما الأخطاء التي وقع فيها الإخوان بعد ثورة 25 يناير حتى هذه الفترة؟
كان لديهم جزء كبير من سوء تقدير المواقف، وعدم تصور حقيقي للقوى الموجودة على الساحة السياسية في مصر، وقدرات الأطراف المختلفة، مما أدى إلى الإصابة بالغرور والشعور بالقوة غير الحقيقية، كما أنهم لم يحسنوا التعامل مع أي طرف من الأطراف السياسية الموجودة سواء حلفاء أو معارضة، كما اعترف الكثير من قياداتهم بأنهم وضعوا الثقة في كل مَن لا يستحق، ولم يثقوا فيمن يستحق.
هل اختفت القدوة الرشيدة بنظرك؟
كل ما يمكن تأكيده أنه من أسباب ضعف تأثير القدوات الرشيدة يعود إلى حالة التجريف التي مارسها نظام مبارك، سواء على المستوى العلمي أو الأخلاقي، وحالة الثورة التي لم تكتفِ بإسقاط نظام، إنما أصبحت ثورة أجيال ضد أجيال سابقة.
ما الأسباب وراء حالة الانفلات الأخلاقي من وجهة نظرك؟
دعنا نتفق على أن الانفلات الأخلاقي ليس وليد اللحظة، لكنه نتيجة لعدة أسباب بدأت تزامنًا مع الدخول في ثورة المعلومات الحديثة، وحالة الانفتاح على العالم التي بدأت في العهود السابقة، لكنها بدت أكثر بروزًا بعد ثورة 25 يناير، لما ينتاب الجميع من حالة ثورة على كل شيء، وهو ما أدّى إلى أن يظن البعض أنها ثورة على الثوابت.
ما أسباب تراجع القيم الأخلاقية عند المجتمع المصري من وجهة نظرك؟
ما وقع في 25 يناير وما بعدها مثّل صدمة وانتقالة كبيرة بل وزلزالًا اجتماعيًّا وسياسيًّا تعرض له المصريون، وقبل هدوء هذا الزلزال جاءت أحداث 30 يونيو وما بعدها، مما أدى إلى إهتزاز كل الثوابت المجتمعية، بل وللأسف التناحر السياسي، وهو ما نتج عنه هذه الحالة المجتمعية.
نهايةً.. ما رسالتك الأخيرة؟
لا شك أن الأمة تمر بوقت عصيب نحتاج فيه إلى الاعتصام بحبل الله وبالثوابت التي تربى عليها أبناء هذا التيار، وصدق اللجوء إلى الله، وكشفت الأحداث السابقة عن قصور شديد في عدد الكفاءات والخبرات التي يحتاج إليها مجتمعنا لإدارة البلاد والنهوض بها، مما يوجب علينا التركيز في العمل الجاد لتطوير أنفسنا لما ينفع المجتمع، كما نحتاج بشكل حقيقي إلى مراجعة صادقة لإصلاح الأخطاء وتدارك الخلل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.