«كنت طفلًا عمرى 11 سنة، حين رأيته مع أمى يعاشرها معاشرة الأزواج، ومن لحظتها وعلى مدار 24 سنة وأنا أحلم باللحظة التى «أشرب فيها من دمه وأمزق فيها قلبه».. هكذا اعترف «سباك»، بقتل نجل عمه «مبيض محارة»، ذبحًا وطعنًا فى شارع أبو بكر بجزيرة الدهب، الجيزة، خلال تحقيقات نيابة الحوادث برئاسة أحمد ناجى. وقال المتهم محمد عابدين،35 سنة، فى اعترافاته أمام شريف صديق، وكيل أول نيابة حوادث جنوبالجيزة: «غسلت عارى بعد 24 سنة، فكم كنت أتشوق وأحلم بأن أقوى على قتله، لكن السجن أنقذه منى، لأنه ارتكب جريمة شروع فى قتل، دخل بسببها السجن لمدة 8 سنوات، وبعدها خضع لفترة مراقبة عقب خروجه من السجن، بما منعنى من الوصول إلى رقبته». وشرح المتهم أنه كان طفلاً فى الحادية عشرة من عمره، حين رأى نجل عمه، عبد الناصر.م، يعاشر والدته معاشرة الأزواج فى فراش أبيه، فلم ينس ذلك المشهد مطلقًا، وبات يتمنى الفرصة التى يقتل فيها ابن العم الذى يسكن فى بيت العائلة وينتهك حرمة أهله، فى حين أنه طفل لا يقوى على فضح أمه لأبيه، ولا يقدر على أن يتصدى بنفسه لنجل عمه الشاب الفتى البالغ من العمر 22 سنة حينها، فبات يكبر على أمل أن يقتله كلما اشتد عوده أو سنحت له الفرصة بذلك. عقوبة سجن أجلت الجريمة تابع المتهم أنه مع مرور السنوات مات والده فاشتد حنقه وحقده تجاه ابن عمه، وقرر أن يتحين الفرصة للانتهاء من أمره، لكن نجل عمه «عبد الناصر» تورط فى جريمة شروع فى قتل أحد خصومه، ودخل السجن 8 سنوات لم تطله فيها يده، كما خضع للمراقبة الأمنية عدة سنوات أخرى بعد خروجه من السجن كانت بمثابة حماية له أيضًا، إلا أنها انتهت أخيرًا. واعترف المتهم أنه واجه والدته بالأمر، وذكرها بعلاقتها الآثمة مع ابن عمه، وتعدى عليها بالضرب ليعرف إن كانت تلتقيه مجددًا بعد خروجه من السجن من عدمه، إلا أنها أكدت له توبتها وقطع علاقتها به، إلا أنه أمعن فى ضربها وأكد أنه سوف يقتله ليغسل عاره ويحرق قلبها، ويرتاح هو من جرمه. حجة استدراج القتيل لجزيرة الذهب أوضح المتهم أنه استعان بأحد معارفه للاتصال بنجل عمه، واستدرجه إلى جزيرة الذهب بالجيزة بزعم توضيب شقة جديدة له، واتجه المتهم «عابدين» إلى ذات المكان، وزعم لقاء نجل عمه مصادفة، فسأله أين يذهب، فأخبره أنه لديه عمل ويتصل على صاحب الشقة لكنه لا يرد، فطلب منه المتهم -حسب اعترافاته- أن يجلس معه على مقربة حتى يأتى صاحب الشقة، واستغل فرصة جلوسهما بمكان شبه معزول وطعن المجنى عليه ب«مطواة» فى بطنه، وذكره بأفعاله مع والدته، وطعنه 4 طعنات لاحقة بالصدر والرقبة، وتركه جثة هامدة وفر هاربًا. جريمة شرف وأشارت التحقيقات إلى أن التحريات الأمنية توصلت إلى وجود خلافات بين المجنى عليه ونجل عمه، وأن الأخير يديم مناصبته العداء بحجة الميراث بينهما، وبتكثيف الجهود والقبض عليه، اتضح أن للجريمة أبعادا أخرى، وأن علاقة الأم الآثمة هى السبب فى دفع نجلها لارتكاب جريمة القتل.