أهالي الجزيرة: المحافظ وعدنا ولم تنفذ حلوله حتى الآن كتب- طاهر الحساني: - مواسير المياة مكونة من مادة "الأسبستوس" المحظورة دوليًا وتسبب السرطان - الكهرباء متهالكة منذ عام 1948ولم نستطع إضاءة منازلنا - الإسعاف ترفض الدخول للجزيرة وعلينا بنقل المرضى للبر الثاني - لا توجد عيادات خاصة والوحدة ليس بها طبيب مقيم طوال رسم فيلم "الجزيرة" للفنان أحمد السقا الذي تم تصويره عليها عام 2007 صورة خاطئة عن جزيرة أرمنت حيث صورها باعتبارها واحة زراعة الأفيون في مصر، على الرغم من أنها أتقنت منذ أزمنة طويلة رزاعة النخيل، فهي أكبر القرى التي تنتج البلح الرطب بمحافظة الأقصر، بالإضافة إلى زراعة قصب السكر وثمار المانجو والخضروات كالبقدونس والنعناع. تحيط المياه بجزيرة أرمنت وسط النيل بمحافظة الأقصر من كل جانب، وقبل بناء السد العالي كان يسكنها حوالي 13 أسرة فقط ووقت حدوث الفيضانات، كانت تسيطر عليها المياه ولا يتبقى منها إلا بقعة صغيرة جدًا في وسطها لا تتجاوز مئات الأمتار. وعند حدوث الفيضانات يقوم الأهالي بحزم أمتعتهم البسيطة وربطها في أعالي النخل لكي لا تصلها المياه، إضافة إلى ربط الأَسِرة الخاصة بهم أعلى النخيل حتى لا يجرفها التيار ويمكثون في تلك البقعة الصغيرة العالية التي لم تغمرها المياه لحين انخفاض منسوبها. وظل الحال على ما هو عليه حتى بناء السد العالي الذي جعل حياتهم آمنة، وجعلهم يتوسعون في أنحاء الجزيرة. تهجير الأهالي وبناء فنادق وسط النيل يقول بدوي عبدالصمد، أحد أهالي الجزيرة، وعضو مجلس محلي سابق، في عام 2008 فوجئنا بقرار جمهوري بضم الجزيرة للمجلس الأعلى لمدينة الأقصر قبل أن تصبح محافظة، وفي 2009 صدر قرار من رئاسة الوزراء بإنشاء مركز ومدينة الطود وتحديد بعض القرى التابعة لها وضم الجزيرة لها وفصلنا عن أرمنت، ثم صدر بعدها قرار بنزع 500 فدان من أهالي مدينة المريس بجانب نهر النيل من الناحية الجنوب غربية للجزيرة لإنشاء قرية سياحية ومرسى للفنادق العائمة، صحبها قرار آخر بتحويل شواطئ الجزيرة لمرسى للفنادق الغير عائمة. وأضاف عبد الصمد "خرجت بعض الشائعات عن نوايا رجل الأعمال حسين سالم للاستيلاء على الجزيرة وتهجير سكانها لبناء قرية سياحية كاملة عليها وسط النيل، إلا أن هذا الأمر كذبه المحافظ الأسبق سمير فرج في ذلك الوقت. العبارة النهرية هي الطريق الوحيدة للجزيرة ويشير عبد الصمد، إلى معاناة سكان الجزيرة على مدار تاريخها من عدم وجود طريق تربطهم بين القرى المجاورة والمدينة، قائلًا طوال تاريخي في المجلس المحلي قبل الثورة لم تكن هناك جلسة واحدة تخلو من طلب الحصول على عبارة نهرية لتعدية الأهالي لقضاء مصالحهم الحكومية ومدارس طلاب الثانوية العامة، حتى جاءت في عهد اللواء عزت سعد المحافظ الأسبق عام 2011 بعد معاناة كبيرة وإلحاح، فكانت العبارة "حتشبسوت" مركونة في مدينة الكرنك طوال عام ونصف وتم تحويلها لمدينة أرمنت لاستغلالها كقاعة أفراح. وتابع "عند علم المحافظ بهذا الأمر أصدر قرارًا بجعلها لأهالي الجزيرة، وقام بتحويل مدير عام الإدارة الهندسية الذي كان يكتب في معاينته للمكان دائما أنه لا يصلح لوضع العبارة به، للتحقيق. الجزيرة لا تعرف من يمثلها يضيف "عبد الصمد" هناك تشتت كبير في التقسيم الإداري للجزيرة، واصفًا معاناة الأهالي ك"الراقصين على السلم"، نحن أبناء أرمنت وجزائرنا ممتدة هناك ولكننا إداريا تابعين لمدينة الطود، وفي الانتخابات تابعين لمركز القرنة، "احنا في المحليات اللي جاية مش عارفين احنا تبع ايه إزاي أرشح واحد في القرنة وأنا مش تابع ليه، وطالبنا المحافظ في زيارته لنا أن يكون هناك وحدة محلية للجزيرة تابعة لمركز أرمنت، ويتوفر لدنيا الكثير من المقومات لعمل وحدة محلية، رغم وجود بعض القرى التي ليس متوفر لها تلك المقومات". وأردف "الوحدة الصحية من أخطر المشاكل المتواجدة بالجزيرة، وطالبنا المحافظ بحلها، ووعدنا مدير الإدارة الصحية بحل المشكلة، وتم بالفعل توفير الطبيب، ولكن فوجئنا بعدها أنه استلم العمل 5 أيام فقط في الأسبوع ويومين في مكان آخر. كما طالبنا من المحافظ زيادة حصة الجزيرة من العلاج بالوحدة، حيث لا توجد سوى صيدلية واحدة ولا توجد عيادات أطباء خاصة، متسائلا كيف أخرج من الجزيرة وتعدية النيل لعلاج مريض وصرف علاجه في ساعات متأخرة من الليل، مؤكدًا أن الدولة غائبة تمامًا عن مشكلات الجزيرة. وطالب عبد الصمد بتوفير طبيب مقيم طوال أيام الأسبوع لأنها حالة خاصة نظرًا لظروفها المحيطة، كما طالبنا بتوفير طبيب أسنان خلال يوم من الأسبوع ولم يتم تنفيذ مطالبنا حتى الآن. واستكمل "في الحالات الخطرة نقوم بطلب الإسعاف لنقل المريض، ولكن المسعفين يرفضون تعدية سيارتهم بالعبارة تخوفها عليها من التلف رغم مرور الكثير من السيارات، فنضطر لنقل المريض إلى الجانب الآخر من النهر، وطلبنا هنا لانش إسعاف كما يوجد في مدينة الأقصر، ووعدنا المحافظ بتخصيصه وتجهيزه بموظفيه ولكن لم يتم حتى الآن عمل شيء، ولا نعلم من أين التأخير. منظومة كهرباء الجزيرة متهالكة منذ عام 1984 ولفت أحمد اسماعيل، أحد الأهالي إلى مشكلة الكهرباء التي يعانون منها، لوجود محولات كهرباء منذ عام 1984، بجهد 6 كيلو متهالكة، ولم يتم تغييرها أو تحديثها رغم زيادة الكثافة السكانية ودخول أجهزة حديثة للمنازل، موضحًا أنهم لا يقدرون على تشغيل الأجهزة لضعف التيار الكهرباء، وليس بإمكانهم إنارة المصابيح، بالإضافة إلى تهالك الأسلاك غير المعزولة، مطالبًا بتركيب أكشاك كهرباء على جهد عالٍ بدلا من الأعطال التي يعانون منها. مياه الجزيرة المسببة للسرطان وأشار حجاج سيد إلى وجود العديد من المشكلات ومنها عدم دخول مواد البناء للجزيرة، مما أدى إلى قيامهم بعمل وقفة احتجاجية أمام مبنى ديوان عام محافظة الأقصر، اعتراضا على هذا القرار، وكان من أهم أسباب هذا القرار التي قيلت لإنهم تعدوا على البقعة الزراعية. وأضاف "نحن على عكس هذا تماما فنحن نحافظ جيدا كل شبر من الأراضي الزراعية بالجزيرة ويوجد نسبة 75 % من الأهالي فلاحين وعملهم قائم على الزراعة". وتابع "أهم المشكلات التي طرحت على محافظ الأقصر حين زيارتهم خلال الشهر الماضي هي تغيير مواسير المياه الفرعية والرئيسية بالجزيرة والمصنوعة من مادة "الأسبستوس" المحظورة دوليًا، لكونها سبب رئيسي في أمراض السرطان، فنحن لازلنا نعاني من هذا. وأضاف "المحافظ قال إن هذا الأمر يتطلب ميزانية ضخمة، وقمنا بالإلحاح عليه لأن مواسير الجزيرة كلها مكونة من هذه المادة ونطالب بتغيرها جميعها، فوعدنا بحل تلك المشكلة، بجانب أن المياه غير نقية لعدم وجود مصافي في آخر كل فرع لغسل تلك المواسير وتفضية الرواسب التي تجري بها. وتابع "الصحة أشارت إلى أن مياه الجزيرة غير نقية، وعدم وجود محاسب فرعية بالشوارع فإذا حدث أي عطل عند شخص واحد تقطع المياه عن الجميع لحين إصلاحه. وتقع الجزيرة على مساحة 5 كليو متر مربع ويقطنها حوالي 30 ألف نسمة، تحيطهم المياه من كل جانب، و تمتاز "الجزيرة" بكثرة زراعات القصب وأشجار المانجو والنخيل. * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (8) * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (7) * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (9) * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (10) * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (3) * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (4) * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (6) * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (1) * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (5) * معاناه اهالى جزيرة ارمنت (2) * سرقة تابلت