كتب- باهر القاضى وسمية شندى: أثارت تصريحات الشيخ مصطفى راشد، عبر إحدى القنوات الفضائية، التى أفتى فيها بعدم حرمانية شرب الخمر، ما لم تؤد إلى السكر، وأن الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون» أن المقصود فاجتنبوه هى الكراهية وليس التحريم، حفيظة مشايخ الأزهر والصوفية. قال الدكتور جاد الرب، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن هذه فتوى ترد ولا يؤخذ بها. فالتحريم النهائى وارد بالنص القرآنى إعمالا لقول الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون»، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم «من شرب الخمر فى الدنيا حرمها فى الآخرة». وأضاف جاد الرب أن شتان ما بين أنهار الجنة والدنيا. فلا يربط بينهما إلا الاسم فقط، فخمر الدنيا عفن نتن ويتخمر، أما الجنة فقد ذكرت على سبيل النعيم والتمتع لقوله تعالى «لذة للشاربين» فلا سكر ولا مرض ولا إيذاء ولا هذيان فيها. وعلق الشيخ عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، قائلًا هذه فتاوى وتفسيرات ليس لها فى الدين شىء. فكلمة «اجتنبوه» تعنى عدم الاقتراب منها أصلًا يعنى «مش تقرب وتجرب»، واصفا مثل تلك الفتاوى بأن لها أبعادًا سياسية، فهى تتبع جدول ماسونى مسلط على مصر والمنطقة العربية لضياع العقيدة الإسلامية ثم العقيدة المسيحية على حد قوله. وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، استحالة أن يكون من نسب إليه هذا القول مسلمًا أو أزهريًا، لأن تحريم الخمر ثبت بدليل قطع الورود وقطع الدلالة، قال النبى صلى الله عليه وسلم «لعن الله الخمر بائعها ومبتاعها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وكلهم فى الإثم سواء»، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا «ما أسكر كثيره فقليله حرام». وأن من نسب إليه هذا القول جاهل بعلم أصول الفقه، لأن من التحريم لا الناهية ولفظ «حرم» و«حرمت» و«اجتنبوه» كلها ألفاظ تدل على التحريم. وشن الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل الأوقاف الأسبق، هجومًا حادًا على حديث الشيخ مصطفى راشد، الذى أكد فيه عدم حرمانية شرب الخمر عبر إحدى القنوات الفضائية خلال الساعات الماضية، مؤكدا أن ما ورد بالآية الكريمة، على حد تعبيره، أن المقصود ب«اجتنبوه» هى الكراهية وليس التحريم، مؤكدا أن راشد ليس عالمًا أزهريا حتى يجوز له الفتوى، وأنه منتحل تلك الصفة، فهو داعية ليس من أهل الفتوى. وطالب عبد الجليل، وسائل الإعلام المختلفة بضرورة تحرى الدقة فى اختيار من يتحدث فى الأمور الدينية، مؤكدا أن الأصل فى «اجتنبوه» هو التحريم، لا الكراهية، كما يدعى الجهلاء بتعاليم وصحيح الدين.