مصادر: "حلم" العدالة الناجزة يتبخر.. وغضب بين الدفاع والمتهمين والمحكمة بسبب تأخر الفصل.. والمحكمة تنقذ "مرشد الإخوان" من إعدامين و50 سنة سجن "العدالة الناجزة" حلم تسعى الهيئات القضائية وأجهزة الدولة والمتهمين وذويهم لتحقيقه، بهدف سرعة الفصل فى القضايا والوصول للحقيقة، ولكن يبدو أن محكمة النقض لها رأي آخر، حيث تمتد قائمة الانتظار بالمحكمة إلى شهور طويلة، ما ترتب عليه تأخر الفصل فى قضايا الإرهاب، وخاصةً المتهم فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين. وأكدت مصادر قضائية مطلعة أن محكمة النقض تعانى من كثرة القضايا المعروضة عليها، موضحةً أن المحكمة لها قدرة معينة على العمل، وأن القضايا المعروضة عليها عددها كبير جدا. وأشارت إلى أن طريقة العمل بمحكمة النقض مختلفة عن المحاكم الجنائية، حيث يُشترط طبقا للقانون أن تودع أولا مذكرة الطعن، وتقوم المحكمة بعدها بتحديد جلسة، والاستماع إلى المرافعة، ثم الفصل فى القضية. وترصد "التحرير" أبرز قضايا العنف والإرهاب المتهم فيها قيادات جماعة الإخوان وغيرها، والمنظورة أمام محكمة النقض ولم تفصل فيها، أو تحدد لها جلسات، رغم مرور أكثر من 6 أشهر على تاريخ استلامها. 1- "الهروب الكبير والتخابر" تقدمت هيئة الدفاع عن قيادات الإخوان - فى منتصف شهر أغسطس الماضى - بطعن على أحكام الإعدام والمؤبد الصادرة ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، والمرشد العام للإخوان، محمد بديع، وأخرين في قضيتي "الهروب الكبير" و"التخابر مع حماس". وأودعت هيئة الدفاع لدى محكمة النقض اليوم مذكرة الطعن بالنقض في قضية التخابر، واشتملت على 111 سببا للطعن بالنقض، وبلغ عدد أوراقها 635 ورقة، بينما بلغت أسباب النقض في قضية الهروب الكبير 69 سببًا، وبلغ عدد أوراق مذكرة الطعن 493 ورقة. 2- "أحكام الاتحادية" قالت هيئة الدفاع عن مرسي، وباقي المتهمين في قضية الاتحادية، إنها تنتظر قيام محكمة النقض بتحديد جلسة لنظر الطعون المقدمة على الأحكام الصادرة ضد المتهمين بالسجن، لمدد تتراوح بين 10 و20 سنة. وكانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف، قد عاقبت كلًا من الرئيس المعزول محمد مرسي، و12 آخرين من قيادات الإخوان بالسجن المشدد 20 سنة، وعاقبت اثنين آخرين بالسجن المشدد 10 سنوات، ووضعهما تحت مراقبة الشرطة، وإلزامهما بالمصاريف الجنائية عن تهمتي استعراض القوة والعنف، وإحالة الدعوى إلى المحكمة المدنية المختصة وتحديد جلسة لنظرها. وقضت المحكمة ببراءة جميع المتهمين مما نسب إليهم من تهم القتل العمد وحيازة سلاح دون ترخيص. 3- "أحداث مكتب الإرشاد" وقررت محكمة النقض تأجيل نظر الطعون المقدمة من مرشد جماعة الإخوان محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، و11 متهمًا آخرين، على حكم إدانتهم في قضية "مكتب الإرشاد" لجلسة 4 يناير للاطلاع. وأوصت نيابة النقض بقبول الطعون المقدمة من قيادات الجماعة، وإلغاء أحكام الإعدام والمؤبد الصادرة ضدهم فى قضية أحداث مكتب الإرشاد، وإعادة محاكمتهم أمام دائرة جنائية جديدة. وطالبت هيئة الدفاع عن المتهمين بتأجيل نظر الطعن، لحين إطلاعها على مذكرة رأي نيابة النقض، ومن ثم رفعت الجلسة. وقضت محكمة جنايات القاهرة بإعدام كل من عبد الرحيم محمد عبد الرحيم، ومصطفى عبد العظيم البشلاوى، ومحمد عبد العظيم البشلاوى، وعاطف عبد الجليل السمرى، والسجن المؤبد لكل من: محمد بديع، وخيرت الشاطر، ورشاد البيومى، ومحمد مهدى عاكف، ومحمد سعد الكتاتنى، وأيمن هدهد، وأسامة ياسين، ومحمد البلتاجى، وعصام العريان، ومحمود عزت، وحسام أبو بكر، وأحمد شوشة، ومحمود أحمد أبو زيد الزناتى، ورضا فهمى عبده خليل. 4- "غرفة عمليات رابعة" وأنقذت محكمة النقض بديع من الإعدام الثانى، بقبولها الطعون المقدمة من النيابة العامة وهيئة الدفاع عن قيادات الإخوان، وقررت إعادة محاكمته وأعوانه من جديد في قضية "غرفة عمليات رابعة". وبذلك يكون بديع قد نجا من الإعدام الثاني، لصدور حكم سابق من محكمة النقض بقبول الطعن على إعدامه فى قضية "العدوة" بالمنيا، وإعادة محاكمته فى القضية، ومازال حكمًا واحدًا من الأحكام الثلاثة الصادرة ضده بالإعدام قائما وساريا، وهو حكم إعدامه بقضية "اقتحام السجون". 5- " قطع طريق قليوب" وألغت محكمة النقض أيضًا الحكم الصادر ضد مرشد الإخوان بالمؤبد فى قضية "قطع طريق قليوب"، كما قبلت طعنه وآخرين في القضية المعروفة إعلاميا ب"أحداث شارع البحر الأعظم". 6- "حصيلة الإعدام ضد بديع" وتبلغ حصيلة أحكام السجن السارية حاليا ضد بديع 129 عاما، بواقع 5 أحكام بالمؤبد، أولها في قضية «مكتب الإرشاد»، ثم في أحداث مسجد الاستقامة، وأحداث قطع طريق قليوب، والتخابر، وأخيرا حكم قسم العرب ببورسعيد. كما حصل على حكم بالحبس 4 سنوات في اتهامه بإهانة المحكمة، ومازالت محاكمته جارية في قضايا أحداث الإسماعيلية وبني سويف والعدوة "إعادة"، بالإضافة إلى محاكمة لم تبدأ في قضية اعتصام رابعة، وأكثر من 30 قضية أخرى بالمحافظات، وأمام المحكمة العسكرية، حسب تأكيد هيئة الدفاع عن قيادات الإخوان. وأصدرت محكمة جنايات القاهرة فى 16 يونيو الماضي حكما بإعدام محمد بديع، والرئيس المعزول محمد مرسى، في قضية الهروب من سجن وادي النطرون واقتحام السجون في يناير 2011، إلى جانب 5 آخرين من قيادات الجماعة، و93 متهمًا هاربًا. كما قضت بمعاقبة بقية المتهمين بأحكام تراوحت ما بين السجن المؤبد والحبس لمدة سنتين، مع إلزامهم جميعًا بتعويض مدني مؤقت قدره 250 مليون جنيه لصالح وزارة الداخلية. وفي منتصف أبريل 2015، صدر ضد مرشد الإخوان حكم بالإعدام شنقًا في قضية "غرفة عمليات رابعة"، إلى جانب 50 من قيادات وأعضاء الجماعة، لاتهامهم بإعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات الجماعة، بهدف مواجهة الدولة عقب فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، وإشاعة الفوضى في البلاد، وهو الحكم الذي صدّق عليه المفتي، ما جعل بيدع يظهر اليوم بالبدلة الحمراء. أما الإعدام الثالث فكان في 21 يونيو 2014، في قضية حرق مقر شرطة مركز العدوة بالمنيا، وقضت محكمة جنايات المنيا بإعدام 183 شخصًا من بينهم، بديع، لاتهامهم بحرق مقر الشرطة وقتل رقيب، بعد فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، وهو الحكم الذي صدر ضده غيابيًا، وقبلت محكمة النقض الطعن عليه فيما بعد. وأصدرت محكمة جنايات شبرا الخيمة حكمًا ضد بديع بالمؤبد و36 متهمًا آخرين، في قضية قطع الطريق الزراعي بقليوب، والتي أسفرت عن مقتل اثنين وإصابة 35 آخرين في 5 يوليو 2014، إضافةً لحكم محكمة جنايات الجيزة، في 30 أغسطس 2014، بالسجن المؤبد على 8 من بينهم بديع، في قضية "أحداث مسجد الاستقامة". وقضت محكمة جنايات القاهرة، بالسجن المؤبد ضد المرشد العام للإخوان، و13 آخرين من قيادات الجماعة، بقضية "أحداث مكتب الإرشاد" 28 فبراير 2015، فيما أصدرت جنايات القاهرة، حكما بحق بديع و21 آخرين بالسجن سنة مع الشغل في 30 أبريل 2014، بعد إدانتهم بإهانة القضاء خلال محاكمتهم مع محمد مرسي في قضية "اقتحام سجون" أثناء أحداث ثورة 25 يناير. ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما بالسجن المؤبد ضد المرشد العام بتهمة التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومى، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها، بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضى المصرية، مع مرسي و15 آخرين من قيادات وعناصر الجماعة. وفي فجر 20 أغسطس 2013 ألقي القبض على بديع في حي مدينة نصر، وتم نقله إلى سجن طرة بتهمة التحريض على العنف في أحداث ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة. وكان مرشد الإخوان قد ظهر في اعتصام رابعة العدوية، وألقى خطبته الشهيرة التي طالب فيها أنصاره بالثبات، ووجه حديثه خلالها للشعب والجيش وشيخ الأزهر.