قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة فى التجمع الخامس، برئاسة المستشار صلاح رشدى، تأييد قرار إخلاء سبيل 11 متهم بالانتماء إلى جماعات «بلاك بلوك»، ومجموعة «أولتراس ثورجى»، على خلفية ضبطهم أثناء الاشتباكات التي حدثت أمام دار القضاء العالي، ورفض استئناف النيابة العامة على القرار الصادر أول أمس بإخلاء سبيلهم بكفالة 2000 جنيه. عقدت الجلسة داخل غرفة المداولة قرابة الساعة الثانية عشر ظهرا، تحت حراسة أمنية مشددة، تضمنت تشكيلات من القوات الخاصة والأمن المركزى، وفحص القاعة باستخدام الكلاب البوليسية، ووضع بوابات أمنية على مدخل القاعة، علاوة على تحقق حرس المحكمة من هوية المحاميين والإعلاميين حاضرى الجلسة، كما تم ادخال المتهمين من باب غرفة المداولة الخلفى. وأثبتت المحكمة حضور المتهمين مصطفى جمال السيد طالب كلية التجارة، ومحمد فاروق حسن محصل بشركة، وإسلام عصام رضا طالب بالصف الثانى الثانوى، وجابر محمد جابر موظف بشركة أدوية، وصفى الدين مخلص طالب بكلية الأداب قسم إرشاد سياحى، واحمد هاشم تمام مصمم جرافيك، ومحمود محمد سعيد طالب بكلية سياحة وفنادق، ومدحت محمد رضا طالب كلية الحقوق، وجيهان فيصل محمد طالبة بالصف الثالث الثانوى، وأحمد ناجى محمد عامل بورشة، والحدث فيصل عبد الفتاح طالب بالصف الثانى الإعدادى. وتمت مواجهتهم باتهامات التجمهر أمام دار القضاء العالى، وارتكاب أعمال تخريب ومحاولات حرق واتقلاف المبنى، لكن المتهمين نفوا جميعا ما هو منسوب إليهم، كما نفوا تواجدهم فى محيط دار القضاء العالى من الأساس وقت الأحداث، حيث قالت المتهمة جيهان «لم أكن عند القضاء العالى ولكنى كنت فى شارع محمد نجيب متوجهه الى أحد الدروس قبل موعد الامتحانات». وأكد باقى المتهمين على عدم تواجدهم بمكان الاحداث، وبينهم من قال أنه كان متواجد فى ميدان محمد فريد، قال أنه كان جالسا على مقهى قرب محطة مترو أنفاق محمد نجيب والقى القبض عليه هناك، وقال آخر أنه كان فى إحدى المولات الشهيرة بمنطقة وسط البلد. كما أكدوا المتهمين أنه ليس لهم صلة بجماعة البلاك بلوك، وأنه تم القبض عليهم وجلب أقنعة وملابس سوداء غريبة، أجبراهم رجال الأمن على إرتدائها، بالإضافة إلى احتجازهم والتنكيل بهم دون ذنب اقترفواه. وطالب فريق الدفاع الحاضر معهم إخلاء سبيلهم جميعا، لعدم وجود دليل ضد أى منهم، وعدم وجود صلة لهم بما يدعى بالبلاك بلوك، وانه تم القبض عليهم جميعا من الطريق العام فى أماكن بعيدة عن مقر دار القضاء العالى، على رغم كون جميعهم طلبة أو موظفين فى أماكن مرموقة وليسوا مسجلين خطر بما ينفى أى مبرر لرجال الشرطة بالقبض عليهم. يذكر أن نحو 200 شخص من المنتمين للبلاك بلوك، كانوا قد تجمهروا أمام دار القضاء العالي يوم السبت الماضى الموافق 4 مايو، وقاموا بإلقاء حجارة وزجاجات مولوتوف على الباب الرئيسي لدار القضاء العالي المؤدي لمحكمة النقض، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم وأجبرتهم على التراجع، وتمكنت من إلقاء القبض على 12 متهما منهم أثناء محاولتهم إضرام النيران في نوافذ وأبواب دار القضاء العالي.