عرفت بصوتها القوي المميز الذي ترك بصمة مختلفة في أذان الوطن العربي، ولكن مسيرتها لم تدوم طويلًا، حيث كان لها نصيب من أسمها لتكون ذكرى طيبة في حياة محبيها أنها المطربة التونسية "ذكرى".
تحل اليوم 28 نوفمبر 2003، ذكرى وفاة الفنانة ذكرى، التي فارقت عالمنا عن عمر يناهز 37 عام، حيث لاقت مصرعها على يد زوجها رجل الأعمال المصري أيمن السويدي، والذي قتلها برفقة الخادمة بسلاح ناري، قبل أن يقتل نفسه، وهو الأمر الذي أوضحت التحقيقات أنه تم تحت تأثير الخمر.
رحلتها في الوطن العربي على الرغم من نهايتها المأساوية، إلا أن حياة ذكرى أمتلئت بأحداث وأعمال فنية مميزة، حيث مرت في مسيرتها الفنية بعدة مراحل، بدأتها بالغناء في المدرسة، ثم سفرها وتنقلها بين عدة بلدان عربية ليذيع صيتها في مصر، التى غيرت طريقها وساهمت في انتشارها بالوطن العربي. قبل انتقالها لمصر، صدر لها 30 أغنية، 28 منها تلحين عبد الرحمن العيادي، كما شاركت عام 1987 بمهرجان الأغنية التونسية وحصلت على الجائزة الثالثة بأغنية "حبيبي طمن فؤادي"، وهي محطات كبرى مهدت لانتقالها إلى مصر. في عام 1986، ذهبت ذكرى إلى سوريا لتتعلم أصول الغناء والموسيقى، برفقة الملحن عبد الرحمن العيادي، ومن ثم انتتقلت في عام 1990 إلى المغرب لتسجل عدة أعمال فنية هناك. على الرغم من تطورها وزيادة خبرتها الغنائية، لم تتلق المزيد من النجومية والشهرة العربية، إلا بعد أن انتقلت لمصر، حيث سافرت قبلها إلى ليبيا، وتعاملت مع عمالقة الفن الليبي مثل محمد حسن، علي الكيلاني وعبد الله منصور وسليمان الترهوني وغيرهم، لتكون من وقتها أكثر الفنانات تقديمًأ لأبلومات غنائية ليبية حتى الآن. مصر بعد أن أصقلت خبرتها الفنية بالأغاني الليبية، انتقلت ذكرى لتونس وبعدها إلى مصر، لتبدأ شهرتها الحقيقية في عالم الغناء، حيث تعاونت مع كبار الملحنين المصريين وقتها منهم صلاح الشرنوبي و حلمي بكر، غير أن انطلاقتها الحقيقية كانت مع الموسيقار هاني مهنا.
أنتج مهنا لها أشهر ألبومتها في عام 1995 وهو "وحياتي عندك"، الذي كان أكثر أعمالها نجاحًا في الوطن العربي، ثم تبعه بألبوم "أسهر مع سيرتك" في عام 1996، ولكنه لم يلق النجاح المطلوب بسبب عدم توافرالدعاية اللازمة له، ولاحق هذا ألبومين أخرين لتختم حياتها ومسيرتها الفنية بآخر البوماتها المصرية "يوم عليك"، الذي تم إطلاقه قبل وفاتها بثلاث أيام في عام 2003.
أول من غنى مع محمد عبده
لم تكتف ذكرى بتقديم أعمالها الفردية فقط، بل شاركت عدد من كبار المغنيين في أعمال فنية، وخاصة الخليجين، حيث كانت أول مطربة تقدم دويتومع الفنان محمد عبده، باسم "حلمنا الوردي"، حيث اختارها بعد رفضه للمطربة نوال الكويتية التي طالبت بتغير طبقة اللحن، غير أن إصراره عليه، فتح المجال أمام اختيار ذكرى. تابعت ذكرى أعمالها المشتركة مع المطرب طلال مداح في أغنية ابتعد عني وأبو بكر سالم في أغنية يا مشغل التفكير وديو مع الفنان عبد الله الرويشد في أغنية مافقدتك التى أصدرت بعد وفاتها في أواخر 2003.