حالة من الذعر والارتباك، انتابت أطباء دار التشريح بمصلحة الطب الشرعى والعاملين بمشرحة زينهم، عقب استقبال المشرحة جثمان سيدة سودانية الجنسية، مصابة بالإيدز، تدعى رحاب محمد فرج إدريس. مساعد كبير الأطباء الشرعيين لشؤون دار التشريح الدكتور عماد الديب، قال -فى تصريحات ل«التحرير»-: إن المشرحة استقبلت جثمان المجنى عليها رحاب محمد فرج إدريس، بقرار من النيابة الصادر برقم «4706» إدارى الهرم، يبين فيه وفاتها إثر سقوطها من الطابق الرابع، منوها إلى أنه تم التعرف على إصابتها ب«الإيدز» من خلال الأهالى والمقربين من المجنى عليها. الديب أوضح ل«التحرير»، أن المجنى عليها لم يتم تشريحها حتى اللحظة الحالية، مشددا على أنه سيتم تشريحها بعد أسبوعين على أقصى تقدير، حتى يتم التأكد من وفاة الميكروب بالكامل، لكى يمكن البدء فى عملية تشريح جثمان القتيلة، ونوه إلى أنه لن يتم البدء فى تشريحها إلا بعد التأكد من كل إجراءات الوقاية اللازمة لتشريح الجثمان، حتى لا يتعرض أطباء التشريح لأى مخاطر جراء الإصابة أو العدوى بالمرض. وعن الجثث مجهولة الهوية، أكد الديب ل«التحرير»، أن المصلحة ما تزال تتلقى جثثا مجهولة الهوية، فى نفس الوقت الذى تقوم فيه باستخراج قرارات بدفن الجثث الموجودة بالفعل، حتى لا يحدث ضغط على ثلاجات المشرحة، مشددا على أن عدد الجثامين ثابت حتى الآن، وعلل ذلك بأنه كلما خرج عدد من الجثث مجهولة الهوية للدفن بمقابر الصدقة، دخل آخرون مكانهم. بينما قال الدكتور محمد نبيل الطبيب الشرعى بدار التشريح بمشرحة زينهم، إن جثمان المجنى عليها تم نقله إلى مستشفى الحميات لتشريحها هناك، مشددا على أن تشريح تلك الحالات يتطلب إجراءات وقائية غير مسبوقة حتى لا يصاب طبيب التشريح بالمرض أو العدوى، مؤكدا أن هذا يتطلب إجراءات وقائية فى غاية الأمان، وأن القرار الصادر من النيابة يلمح إلى وفاتها إثر حالة مرضية أدت إلى الاكتئاب ومن ثم سقوطها من أعلى، وأن تشريح الجثة هو الذى سيوضح حقيقة الوفاة بشكل نهائى وهل نتيجة انتحار بسبب مرضها أم لأى أسباب أخرى.