حذرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، من أن جماعة "بوكو حرام" الإرهابية تحول انتباهها من نيجيريا إلى الدول المجاورة، حيث تواجه معركة من أجل البقاء في موطنها الواقع في غرب أفريقيا، وفقًا لآراء محللين استطلعت آرائهم. وأوضحت المجلة أن الجماعة الإسلامية المتطرفة تتعرض لضغوط شديدة في نيجيريا، بعد تعهد الرئيس محمد بخاري، بإنهاء ست سنوات من تمردها في البلاد بحلول نهاية عام 2015، ويبدو أنها استجابت بتحريك عملياتها إلى بلدان أخرى في المنطقة، وإصدار تحذير بأنها ستستهدف أي دولة تعتبرها معادية لأهدافها. ونقلت عن مانجي تشيتو، نائب رئيس تحليلات غرب أفريقيا في مؤسسة "تينيو إنتيليجنس" للاستشارات العالمية، قوله: إن "الرسالة التر تريد بوكو حرام أن ترسلها إلى هذه البلدان، وإذا جعلت نفسك عدوًا نشطًا (لبوكو حرام)، ستصبحين هدفًا نشطًا". وأشارت إلى أنه في مارس الماضي، انضمت نيجيرياوالكاميرونوتشاد والنيجر وبنين إلى قوة إقليمية للتصدي للجماعة، ولكن ثمة بلدان أخرى، تجد نفسها الآن على ما يبدو تحت تهديد متزايد. واليوم الأربعاء، قتل 8 مدنيين، وأصيب 9 آخرين في هجوم ل"بوكو حرام" استهدف منطقة أقصى الشمال الكاميروني المحاذية لنيجيريا معقل الجماعة المسلّحة، بحسب مصدر عسكري. وفي أكتوبر الماضي، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها سترسل 300 جندي إلى الكاميرون، للمساعدة في الجهود الإقليمية للتصدي ل"بوكو حرام"، إلا أنه منذ أسبوعين، رغم ذلك، وقع هجومان انتحاريان متشابهان في الكاميرون وبحيرة تشاد - حملت السلطات مسؤوليتهما لبوكو حرام - وهما بمثابة تذكير بوجود المجموعة الغازية. من جانبه، قال عماد مسدوا، وهو محلل سياسي في مؤسسة "أفريكا ماترز" للاستشارات التجارية: إن "بوكو حرام (تنهزم) في نيجيريا التي تضاعف جهودها للقضاء على المسلحين"، موضحًا أن حقيقة وجودهم في أطراف نيجيريا، هي ما دفعهم لشن هجمات يسهل تنفيذها أكثر من أي مكان آخر". وأشارت المجلة إلى أن بخاري جعل من هزيمة "بوكو حرام" أحد الركائز الأساسية لرئاسته منذ انتخابه في مارس الماضي، والجيش النيجيري يشن حملة مستمرة ضد الجماعة منذ ذلك الحين، ما أدى لخسارة بوكو حرام الكثير من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في نيجيريا، وحصارها في مخبأها ومعقلها في غابة "سمبيسا" في ولاية بورنو شمال شرق البلاد. ولفتت إلى أنه في تسجيل صوتي ظهر في مارس الماضي، ونسب إلى زعيم الجماعة المراوغ أبو بكر شيكاو، تعهدت الجماعة بالولاء لأبي بكر البغدادي، زعيم جماعة "داعش"، وهذا ما ساهم في تحول هوية "بوكو حرام" باعتبارها تمرد نيجيري حصري، ومنذ ذلك الحين سمت الجماعة نفسها "ولاية غرب أفريقيا" التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية". ووفقًا ل"مسدوا"، فإن بيعة الجماعة ل"داعش" تسلط الضوء على طموح "بوكو حرام"، لإقامة خلافة إسلامية إقليمية بدلا من مجرد اكتساب الأراضي داخل نيجيريا، و"هذا ما يفسر أيضًا لماذا اتجهوا إلى بلدان أخرى: لقد تغير النهج الفكري والبنيوي للجماعة". واختتم بالقول: "أعتقد أنه سيكون خطأ في التقدير من جانب بخاري أن يقول إنه كانت هناك مكافحة ناجحة للتمرد في نيجيريا، فطالما لدينا بوكو حرام تعمل في منطقة بحيرة تشاد تظل سلامة نيجيريا الإقليمية عرضة تماما لتلك الهجمات". وتقاتل نيجيريا منذ أكثر من 6 سنوات جماعة "بوكو حرام" المتمردة التي حصدت عملياتها أرواح عشرات الآلاف، وشردت أكثر من 6 ملايين شخص، ودمرت البنية التحتية في أجزاء كثيرة من البلاد.