بدأت محافظة أسوان في إصلاح تشوهات تمثال العقاد، ومراجعة أعمال ترميم التمثال الذي أذيح الستار مؤخرًا عنه بمنطقة حي العقاد بمدينة أسوان. وتأتي ذلك استجابة المحافظة للحملة الإعلامية التي قادها المثقفون والفنانين التشكيلين التي طالبت بإعادة ترميم وإصلاح عيوب التمثال. وقال محافظ أسوان مصطفى يسري إنه كلف الفنان التشكيلي رجب سيد مستشار محافظة أسوان الفني بمراجعة وإعادة ترميم وتجديد التمثال النصفي لعملاق الأدب العربي عباس العقاد بما يتناسب مع قيمة وقامة الأديب العربي ابن أسوان وذلك في أعقاب حملة الاعتراضات التي شهدها التمثال مؤخرًا. وأشاد المحافظ بسرعة تجديد التمثال في وقت قياسي من قبل الفنان رجب سيد. وأعرب المحافظ عن تقديره للرؤية الفنية التي انتقدت أعمال التجديد للتمثال دون الرجوع للمتخصصين في النحت أو الفن التشكيلي، وهو الذي تم بدون تعمد حيث كان الهدف من ذلك هو الحفاظ على التمثال بعد تعرضه للكسر عقب رفعه من موقعه القديم. ولفت يسري إلى أن تمثال العقاد تم وضعه في موقع يليق بعملاق الأدب العربي ضمن أعمال التطوير والتجميل الجارية بحي العقاد وسط مدينة أسوان ليمثل ذلك لمسه فنية وإضافة ثقافية وتاريخية للتطوير والتجميل بالمدينة. ومن جانبه، أكد الفنان رجب سيد، أن إعادة تجديد التمثال تمت طبقاً للمعايير الفنية التي يتم بها تلوين مثل هذه الأعمال المنحوتة من "البولستر"، وخاصة أن البروفيل الخاص بوجه الأديب العقاد يعكس شخصية قوية وحازمة. وأشارا رجب إلى أنه بمجرد تكليف محافظ أسوان لإعادة تجديد التمثال تم تنفيذ أعمال فنية على مراحل بدأت بعمل بطانة لإعطاء اللون النحاسي المجنزر، ثم تم تلوين التمثال باللون النحاسي على أن تكون الأجزاء الغائرة في العمل باللون المجنزر الغامق، وأن تكون القطاعات العالية المنحوتة باللون النحاسي حتى يبدو العمل وكأنه قطعة مصبوبة من النحاس. وأضاف أن تمثال العقاد النصفي هو للفنان فاروق إبراهيم حيث قام بنحته عام 1989 خلال فترة محافظ أسوان الأسبق اللواء قدري عثمان وتم وضعه في المدخل الجنوبي للمدينة، وتعرض لبعض التلفيات فقام النحات صلاح حماد بترميمه في عام 1997 بتكليف من محافظ أسوان الأسبق اللواء صلاح مصباح. ولفت إلى أن فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق قام بتكليف صندوق التنمية الثقافية بنحت تمثال جديد للعقاد نفذه الفنان عبد العزيز صعب وتم وضعه بميدان العقاد بدلاً من التمثال النصفي في يوليو 2011 . * * * *