حالة من الغضب انتابت أبناء الإسكندرية بسبب تجاهل المسئولين لاستغاثتهم المستمرة لإنقاذهم من توابع الأمطار التي أغرقت المحافظة على مدار يومين وسط عجز المسؤولين عن تقديم الإمدادات اللازمة والاكتفاء بشفط المياه من الشوارع الرئيسية وطريق الكورنيش وعدم الاهتمام بالشوارع الداخلية. وأصبحت الإسكندرية عبارة عن بحيرات صغيرة بمختلف الشوارع والأزقة خاصة الشوارع الشعبية. ونظم المواطنين وقفات، اليوم الخميس، احتجاجًا على سوء إدارة الأجهزة التنفيذية للأزمة واستمرار غرق الشوارع. ونظم أهالي مساكن طلعت مصطفي بحي العجمي غرب الإسكندرية وقفة احتجاجية بالطريق العمومي ومنعوا السيارات من العبور وانتقدوا موقف هيئة الصرف الصحي والمحافظة والمسئولين وكذلك غياب نواب مجلس الشعب عن المشهد. كما نظم أهالي شارع 45، أحد أهم وأكبر الشوارع العمومية بمنطقة العصافرة، وقفة احتجاجًا على عدم اهتمام المسئولين بأزمتهم وسرعة توجيه سيارات كسح لشفط المياه من الشوارع الداخلية. وقطع الأهالي الطريق ومنعو السيارات من العبور لفترة تجاوزت الساعة وانتقدوا موقف المحافظة والقائمين عليها بداية من الدكتورة سعاد الخولي، محافظ الإسكندرية بالإنابة، وطالبوها بعدم الاكتفاء بالاهتمام بطريق الكورنيش وإلقاء نظرة على شوارع الداخلية التي تعاني بسبب الأمطار. كما قطع أهالي منطقة السيوف الطريق السريع بدوران السيوف ومنعوا عبور السيارات وشددوا على ضرورة إرسال سيارات الكسح والتدخل الحكومي العاجل لإنقاذ منازلهم من الغرق. ونظم الأهالي وقفتين احتجاجيتين قطعوا خلالهما طريق «المطار- محرم بك» ومنعوا عبور السيارات ووقعت مناوشات عديدة مع سائقي المركبات الذين رفضوا مرور السيارات. وقطع أهالي قرية الجزائر والقرى المجاورة، الطريق بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية احتجاجًا على عدم تدخل المسئولين لحل الأزمة التي ألمت بهم. واشتكى سكان مناطق برج العرب والعامرية والدخيلة وكرموز والعطارين واللبان والعصافرة والمندرة وسيدي بشر من عدم حصولهم على الخدمات اللازمة من مأكل ومشرب بعد أن أغلقت العديد من الأفران والمحال التجارية ومحطات البنزين أبوابها لعدم توافر السلع الأساسية واستحالة توصيلها للمناطق المنكوبة، مستنكرين غياب العديد من نواب البرلمان. وباتت الأسواق الشعبية في حالة لا يُرثى لها لصعوبة نزل البائعين وتوفير السلع الغذائية؛ بسبب غرق الأسواق بالأمطار وتلف معظم السلع الأمر الذي تسبب في رفع بعض السلع وغياب البعض الآخر. من جانبها، أعلنت الدكتورة سعاد الخولي أنها تقدمت بطلب إلى وزير الإسكان لمد المحافظة بالعديد من سيارات الكسح والشفط وكذلك مطالبة المحافظات المجاورة بمدهم بمزيد من المعدات اللازمة لشفط المياه. وقالت الخولي، في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، إن كميات الأمطار فاقت كل التوقعات والجميع يعمل على قدم وساق لإذلال كافة العقبات أمام المواطنين، مشيرة إلى أنها تواصلت مع رؤساء الأحياء الذين تشهد أماكنهم تعطل بسبب تجمعات المياه وتعمل على حل المشكلة.