خبراء: «العنف السياسي» الحالة الوحيدة لخروج السيارة من التغطية التأمينية قبل أيام من دخول فصل الشتاء، شهدت شوارع الإسكندرية موجة عاصفة من الأمطار التي أغرقتها في "شبر مية"، وهو ما أدى إلى إغراق آلاف السيارات التي لم يكن لها مأوى آمن من تلك الموجة العاصفة. ورغم أنه لا توجد إحصائيات محددة لعدد السيارات التي تعرضت للغرق، ومن ثم حدوث تلفيات وأعطال داخلية لها، وهو ما يهددها بالتلف، تطرح "التحرير" تساؤلاً تردده ألسنة المتضررين من تلك النوة، هل تعوض شركات التأمين أصحاب السيارات الغارقة المؤمن عليها وتستبدلها بأخرى؟، أم تقع تلك الأمطار ضمن الظواهر الطبيعية التي تخرج من حيز التغطية التأمينية؟. ويقول حنفي محمود، مدير شركة الإسكندرية لوساطة التأمين، إن التأمين التكميلي على السيارات يغطي التلفيات الكلية أو الجزئية التي تصيب السيارة المؤمن عليها وملحقاتها وقطع غيارها، كما يغطي الحريق والسرقة، وتعويض المالك عن أية خسائر تنتج عن فقدان أو تلف جزئي أو كلي للسيارة في حالة الخطر، بالإضافة إلى تعرضها لإعصار أو فيضان وحادث تصادم من أثر قوة الرياح العاصفة على الطريق. ويؤكد "محمود" في تصريح ل"التحرير"، أنه في هذه الحالة، تتعهد الشركة بتعويض مالك السيارة في نطاق الشرط الخاص بتحديد المسؤولية عن كافة المبالغ التي يلزم المؤمن له قانونًا بدفعها بما في ذلك المصاريف القضائية والأتعاب، وذلك بصفة تعويضية عن التلف الذي يُصيب السيارة المؤمن عليها، على حد قوله. غالبًا ما تؤدي المياه إلى أضرار جسيمة في المكونات الإلكترونية بالسيارة وهي تلك المكونات الأساسية التي يصعب إصلاحها، خاصة وأن تكلفة استبدالها باهظة الثمن، فضلاً عن أن المياه وما تحتوي عليه من عناصر كيميائية، يؤدي إلى تآكل الأجزاء غير المرئية من جسم السيارة بمرور الوقت. "عمليات الاستبدال والتعويض لأصحاب السيارات الغارقة تحت المطر ترجع إلى ما اتفق عليه صاحب السيارة وشركة التأمين بحسب ما جاء في وثيقة التأمين، وما إذا كانت تغطي الظواهر الطبيعية أم لا؟".. يوضح أحمد عارفين، العضو المنتدب للشركة المصرية للتأمين التكافلي، أن السيارات التي تعرضت للغرق في مياه الأمطار، يتم تعويض أصحابها من قبل شركات التأمين، بخلاف الفيضانات والظواهر الطبيعية التي تصيب كافة السيارات دون استثناء. لكن الأمر يبدو مختلفًا من جانب الدكتورة أماني توفيق، أستاذ التأمين بكلية التجارة جامعة المنصورة، التي ترى أن الظواهر الطبيعية تخرج من التغطية التأمينية، وأنها تدخل تحت فئة "الأخطار الأخرى". وتشير الدكتورة أماني توفيق، إلى أن الغالبية العظمى من أضرار المركبات التي تتعرض للأعاصير والعواصف الجوية تدخل ضمن تغطية شركات التأمين، لافتة بأنه إذا انقلبت سيارة وتحطمت في الطريق نتيجة الرياح، فإنها تدخل ضمن التغطية التأمينية؛ لأن الوثيقة تشمل كافة الأضرار التي تتعرض لها السيارة باستثناء خطر "العنف السياسي" كما يحدث عبر التفجيرات الإرهابية التي تحدث تلفيات بالسيارات. وتشرح أستاذ التأمين بكلية التجارة جامعة المنصورة، أنه في هذه الحالة يجب على العميل أن يكون قد ابتاع تغطية "العنف السياسي" لتدخل سيارته ضمن الوثيقة التأمينية، مشددة على أنها الحالة الوحيدة التي تخرج من التغطية التأمينية للسيارات. وحتى يتجنب أصحاب السيارات الجديدة الوقوع ضحية بعض شركات التأمين، توجد تطبيقات إلكترونية مجانية متوفرة من قبل منظمة "الصليب الأحمر" تساعدهم على مراقبة الطقس والحالة الجوية، وقوة الرياح على مدار الساعة قبل وقوع الأعاصير وسقوط الأمطار الغزيرة، وتعرض سياراتهم للتلف.