حمَّل الدكتور ياسر برهامي رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية خسارة الحزب في الانتخابات البرلمانية في مرحلتها الأولى. وقال برهامي، في بيانٍ له، السبت: "ما حدث يعد صدمة أصابت الملايين مِن أبناء الدعوة السلفية وحزب النور والمحبين لهم من نتائج الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية، وصدمة أكبر مما حدث قبلها ومعها من تجاوزات فجَّة مِن الإعلام والحرب القذرة التي قادها ليلاً ونهارًا على حزب النور لتشويه رموزه ومنهجه في جميع القنوات الفضائية الرسمية والخاصة وجميع الصحف أيضًا حتى الصحف القومية وغيرها، حتى وصل الحال بالقناة الأولى المصرية التابعة للدولة التي يأخذ العاملون فيها رواتبهم من أموال الشعب أن تخرق القانون في فترة الصمت الانتخابي، وتمارس الدعاية السلبية في وقت في غاية الحساسية عقب خطاب الرئيس". وانتقد برهامي ما أسماها "تجاوزات" وزارة الداخلية مع أعضاء الحزب، قائلاً: "الشرطة زعمت تطبيق القانون على أعضاء حزب النور لمجرد تواجدهم حتى قُبِض أثناء العملية الانتخابية على نحو 60 فردًا بما يُعطي دعاية سلبية أن الدولة ضد الحزب إضافةً للشائعات والتعديات من أفراد حاقدين على هذا الحزب، إضافةً إلى شامتي الاتجاهات المسماة بالإسلامية ذات الانحراف العقدي والمنهجي؛ كل هذا في محاولة أكيدة لدفع الشباب المتدين والسلفي خصوصًا" إلى اليأس". وفي اتهام مباشر للرئيس السيسي بتحمله سبب الخسارة جاء حديث برهامي قائلاً: "كل هذا مع سكوت تام من رأس الدولة الذي نُحَمِّله المسؤولية بلا شك، ونستعير الكلمة التي يقولها لنا ولغيرنا نحاجك عند الله يوم القيامة؛ لأنك تعلم أننا لسنا داعش ولا إرهابيين، وأننا نحب وطننا ونحرص على مصلحته، ونرفض الصدام والعنف والتكفير، وقد ظُلمنا ظلمًا بَيِّنًا في عهدك، ومِن أجهزة دولتك ولم تنصفنا، وقد أرسلنا استغاثات عدة ولم نجد أذنًا صاغية وهذا والله ليس في مصلحة البلاد". ووجَّه برهامي رسالةً إلى أعضاء "النور" قال فيها: "أقول لشبابنا ورجالنا ونسائنا في كل مكان بذلتم كل ما في وسعكم أدعو الله أن يجعله خالصًا لوجهه خذلكم مَن خذلكم، وخالفكم مَن خالفكم، وشمت بكم مَن شمت، وكل ذلك لا يضركم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم: (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) (رواه مسلم)، وقال الله -تعالى: (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)". واختتم برهامي: "الانتخابات البرلمانية وهذه الجولة منها ليستْ نهاية الأمر، ولا هي الوسيلة الوحيدة للإصلاح، ولعل الله قد أراد أن ينزع مِن قلوبنا درجة لا يحبها مِن الركون للأسباب والظن أنَّه لا منجٍ لنا إلا بها، وأن يجعل قلوبنا متوكلة عليه وحده، متوجهة إليه وحده، لا تعتمد ولا تثق إلا به؛ فلا تحسبوه شرًّا لكم، بل هو خير لكم، وكل بهتان اُتهمتم به فهو خير لكم، ولكل امرئ ممن رماكم بالباطل -يدعي أنه إسلامي أو غير إسلامي سلفي أو غير سلفي- ما اكتسب مِن الإثم".