«البقرة المقدسة».. هو المصطلح الذى يطلقه الإسرائيليون على جيشهم، أيًّا كان هدفهم من وراء تلك التسمية، يبدو أن تلك البقرة تعانى الآن من صعوبة فى إنتاج الحليب ونقص شديد به، نتحدّث هنا عن أكبر مشكلة تواجه الكيان الصهيونى، وفقًا لصحيفة «معاريف» العبرية، ألا وهى عدم وجود عددٍ كافٍ من المجندين العسكريين لأول مرة منذ سنوات طويلة. ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن دورة التجنيد فى شهر مارس 2013، كانت ضئيلة جدًّا، فى ما يتعلق بعدد الجنود، لافتة إلى أن الدافع أصبح ضعيفًا للالتحاق بالجيش، والأخير يواجه عجزًا يقدّر بمئات الجنود. الصحيفة، رسمت صورة قاتمة للوضع فى المعسكرات، موضحة أن تلك المشكلة الخطيرة لن تحل قبل عام 2016، لافتة فى تقريرها إلى أن هذا قد يحدث ويدفع الحكومة إلى دمج «اليهود الحريديم»، المعروفين بتطرفهم الدينى فى الخدمة العسكرية. ونقلت «معاريف» عن مصدر عسكرى قوله «هناك فجوة فى دورة التجنيد الأخيرة بين احتياجات المنظومة الحربية، وبين الواقع والمتاح لدينا فى ما يتعلق بالقوة البشرية المطلوبة، تلك الأزمة ستتطلب زمنًا طويلًا لملء النقص والعجز فى صفوف الوحدات القتالية والمحاربة، دورة التجنيد الأخيرة فى شهر مارس الماضى، هى أكبر تحدٍ لنا ونتوقع وفقًا للتقديرات أن تُحل المشكلة عام 2016». تحذيرات المصدر العسكرى الإسرائيلى من وجود أزمة نقص فى عدد الجنود تزامنت مع محاضرة ألقاها اللواء نمرود شفر رئيس شعبة التخطيط بالجيش الإسرائيلى، مؤخرًا خلال حضوره مؤتمر لمجلس الأمن القومى فى تل أبيب. ونقلت «معاريف» عن شيفر قوله «دورة التجنيد الخاصة بشهر مارس الماضى شهدت نقصًا يُقدر ب500 جندى تقريبًا، هذا العجز يعد أمرًا بالغ الحساسية، والانخفاض فى معدلات الالتحاق بالخدمة العسكرية يشكّل تهديدًا لدولة إسرائيل». يُذكر أن المرة الأخيرة التى واجهت فيها تل أبيب نفس المشكلة كانت منذ سبع سنوات، وبالتحديد عام 2007، وقتها أعلن قسم القوى البشرية التابع للجيش أن مستوى التجنيد الحالى وظاهرة التهرب من أداء الخدمة العسكرية يهددان وجود وحدات عسكرية نظامية، ويجبر الجيش الإسرائيلى على تفكيك تلك الوحدات. وصرّح وقتها أفرايم سنيه رئيس لجنة القوى البشرية التابعة للجنة الخارجية والأمن سابقًا، بأن الجيش يواجه مشكلة تجنيد فى الوحدات الداعمة للقتال بسبب تقلّص الموارد البشرية.