نسبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فى خبر مقتضب لها، إلى مصدر مصرى قوله إن الجيش المصرى أحبط خلال الأسابيع القليلة الماضية، 5 محاولات لتهريب السلاح إلى قطاع غزة المحاصر، عبر سيناء. كانت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» قد كشفت فى وقت سابق عن أن وزير الدفاع المصرى عبد الفتاح السيسى، الذى عينه الرئيس المنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسى، فى منصبه بعد الإطاحة بالمشير محمد حسين طنطاوى نهاية العام الماضى، قدم تعهدا بأن لا تستخدم سيناء كقاعدة لتهديد أمن الدولة العبرية، وذلك فى اتصال هاتفى مع وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا. قالت صحيفة «هآرتس» العبرية، فى تقرير لها أمس، إن الجيش الإسرائيلى سينشئ فى أغسطس ونوفمبر القادمين كتيبتين محاربتين إضافيتين من كتائب «الإله» أو «نيتساح يسرائيل» المتطرفة وينشرهم على الحدود مع مصر، كما ستتم نشر كتيبة ثالثة على نفس الحدود، لكن جنودها ليسوا من اليهود المتشددين، دون أن تحدد الصحيفة موعد نشرها. وكتائب «الإله» تتكون من جنود من الحريديم، وهى أكثر التيارات اليهودية المتشددة والمتطرفة فى إسرائيل، ويمثل الحريديم قمة التشدد فى التمسك بالشريعة اليهودية والتعصب ضد العرب عامة والفلسطينيين خاصة، كما يرفضون كل مظاهر التعليم أو التربية البعيدة عن معتقداتهم، ويتحفظون من تبنى تكنولوجيات جديدة مثل التليفزيون، الحاسوب، الهاتف النقال وغيرها. وكانت صحيفة «معاريف» قد أشارت، فى تقرير لها مؤخرا، إلى أن إنشاء الكتائب على الحدود مع شبه جزيرة سيناء، يأتى بسبب كون هذه الحدود «مشتعلة»، لافتة إلى أن الأمر يأتى على الرغم من ارتفاع تكلفة بناء تلك الوحدات العسكرية، حيث إن تكلفة أعداد الجندى الحريدى أغلى من نظيره العلمانى، لافتة إلى أن الجيش الإسرائيلى ينوى أيضا إقامة قاعدة تدريبات عسكرية خاصة للمحاربين الحريديم، الأمر الذى يشكل تكلفة باهظة أيضا. وكانت تل أبيب قد أرسلت فى يونيو الماضى كتيبة كاملة من اليهود المتشددين دينيا للخدمة على الحدود مع سيناء، وفقا لما كشفته القناة السابعة الإسرائيلية، التى لفتت إلى أن وزارة الدفاع بتل أبيب قررت إرسال هذه الكتيبة، على خلفية مناقشات دارت داخل الحكومة حول العمل بقانون «تال» الذى ينظم عمل اليهود المتدينين بالجيش الإسرائيلى. من جانبها، قالت«هآرتس»، فى تقريرها أمس، إن هناك تراجعا فى عمليات التجنيد بالجيش الإسرائيلى لوحظ خلال السنوات الأخيرة، لهذا فإن هناك حاجة إلى عدد كبير من القوى البشرية النوعية، علاوة على الوضع غير الهادئ على طول الحدود بالأخص الحدود المصرية، الأمر الذى يتطلب زيادة القوى البشرية بشكل كبير لعمليات التأمين الروتينية. إلا أن الصحيفة نقلت عن لواء إسرائيلى متقاعد -لم تكشف عن هويته- قوله إن العدو الحالى لإسرائيل ليس الجيش السورى أو المصرى وإنما منظمة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الإسلامية حماس، مضيفا -فى تصريحاته ل«هآرتس»- أنه على الجيش الإسرائيلى إعادة رسم خططه وإعادة تعريف الأولويات دون التقليل من الخطر على جبهتنا الداخلية.