وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موقف الولاياتالمتحدة بشأن تسوية الأزمة السورية بأنه "غير بناء"، خاصةً بعد رفض الأخيرة استقبال وفد روسي رفيع برئاسة رئيس الحكومة الروسي، دميتري ميدفيديف. وقال بوتين "أعتبر موقفهم هذا غير بناء، ويبدو أن ضعف هذا الموقف يعود إلى انعدام أي أجندة يمكن أن يُعتمد عليها، وإلى أنهم ليس عندهم ما يتحاورون حوله". وأعرب بوتين عن دهشته من الانتقادات التي توجهها واشنطن إلى العمليات الروسية لمكافحة الإرهاب في سوريا، علما بأنها ترفض أي حوار مباشر حول التسوية السياسية للأزمة، حسب قوله. وكان بوتين قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي أن روسيا اقترحت على شركائها الأوربيين والأمريكيين عقد لقاء دولي رفيع المستوى حول تسوية الأزمة السورية في موسكو، كما أنها أعربت عن استعدادها لإرسال وفد رفيع برئاسة رئيس الوزراء دميتري مدفيديف إلى واشنطن. وفي اليوم التالي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن واشنطن رفضت استقبال الوفد الروسي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن تخلي واشنطن عن الحوار لا يساهم في الجهود الرامية إلى إنقاذ سوريا والمنطقة برمتها من تنظيم "داعش". واجتزأ الإعلام الروسي وشوه الرد الأمريكي، حيث أرجع رفض واشنطن استقبال الوفد الروسي إلى عدم اهتمامها بالحوار مع موسكو قبل أن "تبدأ روسيا في المساهمة بصورة بناءة في مواجهة داعش بسوريا". لكن تصريحات البيت الأبيض كانت واضحة، إذ ذكر أن طلب روسيا إيفاد رئيس وزرائها إلى الولاياتالمتحدة لمناقشة التعاون العسكري في سوريا يعد بمثابة علامة على "اليأس". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست "نحن لسنا مهتمين بالقيام بهذا الأمر طالما ظلت روسيا غير راغبة في تقديم إسهام بنّاء في جهودنا لمكافحة تنظيم داعش". وأضاف "إن لدى روسيا مخططها الخاص، وهو مخطط يسعون حاليا لتحقيقه بمفردهم، لذلك لا يفاجئني على نحو خاص لجوء الرئيس بوتين في حالة من اليأس لمحاولة إيفاد الرجل الثاني في الحكومة الروسية إلى الولاياتالمتحدة ليحاول إقناعنا بالانضمام إليهم".