"يحكون في بلادنا، عن صاحبى الذي مات، وعاد في كفن"، أصبح ذلك المقطع من قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وصفًا دقيقًا لواقع يعيشه أهل فلسطين يوميًا، ففي أقل من أسبوع استشهد ثلاثة شباب وأصيب المئات، في الضفة الغربية، والقدسالمحتلة، إثر مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي. بعد ارتفاع أعداد المصابين بشكل ملحوظ، أعلنت جمعية الهلال الأحمر حالة الطوارئ للعاملين بها في كلًا من الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، استعدادًا لما هو قادم في ظل تصاعد حالة المواجهات مع جيش الاحتلال. "فادي علوان" زينة شباب القدس "فادى علوان" شاب ذو ملامح هادئة، وصوت عذب، يؤذن به في مسجد قريته، ويشدو به كلمات في حب فلسطين، لم يكمل بعد عامه العشرين، يعيش برفقة والده فى منطقة "العيسوية"، بعيدًا عن أمه وأخيه، حيث يعيشان في الأردن، لعدم استطاعتهما الدخول إلى القدس، ومناطق الضفة الغربية، استشهد غدرًا على يد قوات الاحتلال، التي قتلت معه أحلامه بفلسطين حرة. وأثناء خروجه لصلاة الفجر، في المسجد الأقصى، وبالقرب من المدخل الرئيسي لبلدة القدس القديمة، هاجمته مجموعة من المستوطنيين، فحاول الفرار منهم، إلا أن رصاصاتهم أردته قتيلًا على الفور. لم تكتفي قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص على "فادي"، بل قامت بالتوجه إلى منزله وتفتيشه، والقبض على أبيه، لاستجوابه والتحقيق معه، عن حياة أبنه، حتى تم الافراج عنه. "فادي زينة شباب القدس" هكذا أطلق عليه أهل مدينته، في وداع صديقهم، والذي كتب على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل استشهاده، "اللهم إني نويت الشهادة، أو النصر في سبيل الله". "مهند حلبي" المقاومة حتى النفس الأخير "حسب ما أرى فإن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت، ما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبينا وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أننا شعب يرضى بالذل.. الشعب سينتفض"، هذه الكلمات كانت آخر ما تمناه الشهيد مهند حلبي، قبل استشهاده على يد قوات الاحتلال، بعد تنفيذه لعملية طعن، لإثنين من المتطرفين الإسرائيلين، في البلدة القديمة بالقدس. "مهند شفيق حلبي" ذو ال 19 عامًا، ولد في رام الله، واتخذ من القضية الفلسطينية، هدفًا له، إيمانًا منه، بأن المقاومة هي الوسيلة الأهم في الدفاع عن الوطن، وأهله، الذين رغم حزنهم، شعروا بالفخر بأن فلسطين أنجبت رجالًا مثله. "أموت وسلاحي بيدي لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوي" حكمة آمن بها (مهند) طوال حياته، حتى نفذها في آخر أيامه، فظل مقاومًا للظلم والاحتلال حتى أنفاسه الأخيرة. "حذيفة سليمان" أصغر شهداء "طولكرم" "يا عين لا تحزني يا عين لا تدمعي حن رجالك فلسطين حن ما نخون العهد" بهذه الكلمات ودع أهل القدس شهيدهم الثالث "حذيفة سليمان" 18 عامًا، والذي استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم في الضفة الغربية. أصيب "حذيفة" وهو من أهل بلدة بلعا شرق طولكرم، بالرصاص الحي في البطن، والصدر، وتم نقله إلى المستشفى فور إصابته، لتلقى العلاج، إلا أنه لفظ أنفاسه، وانتقل إلى ربه شهيدًا. "الانتفاضة انطلقت" هكذا هتف أهل فلسطين، في ظل ما يجري من اعتداءات عليهم، ومنع المواطنين من دخول المسجد الأقصى، وبعد إصابة المئات من رجالها وأطفالها، واستشهاد شبابها الثلاثة.