كتب: لانا أحمد - روضة إبراهيم لم يكن يدرى جمال الدرة عند خروجه مع أبنه محمد، لشراء سيارة صغيرة، تساعده على تحمل مشاق العمل، أن ذلك اليوم سيغير حياته للأبد، ففيه، ارتقى ابنه إلى السماء، وخلد اسمه مع رموز القضية الفلسطينية. الحظ لم يحالف جمال ذلك اليوم لشراء ما يناسبه من سوق السيارات بغزة، فقرر العودة إلى بيته بمخيم البريج للاجئين، وفي طريق العودة عند شارع صلاح الدين بقرب مستوطنة "نتساريم" الإسرائيلية بجنوب المدينة، سمع الأب صوت تراشق الرصاصات بطريقة عشوائية بين جنود الاحتلال الإسرائيلي وقوات الأمن الوطني الفلسطيني في احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، ليقررعدم متابعة السير والإاختباء خلف برميل الأسمنت المسلح، لمدة 27 دقيقة، خوفا على أبنه. التفاصيل في الذكرى ال15 لاستشهاده.. محمد الدرة بأى ذنب قتل أكاذيب إسرائيل لم تتوقف على مدار ال15 عاما منذ وفاة الصبى وحتى الآن لكن أكثر الأكاذيب نشرت عاما 2013 عندما أعلن "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء إسرائيل، في صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، «أن الجيش الإسرائيلي بريء من قتل محمد الدرة في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000... للمزيد أكاذيب إسرائيلية حول مقتل «محمد الدرة» الوقوف مع الحقيقة، واجب على كل من أمن بمبادئ الحق والإنسانية والحرية، خاصة لو كانت مهمته توثيق الأحداث ونقل الحقائق، وهو ما حدث مع المصوران الصحفيان شارل أندرلان، وطلال أبو رحمة، الذان رصدت كاميراتهما لحظة استشهاد محمد الدرة، ليفضحوا الكيان الصهيوني ووحشيته أمام العالم كله... هنا رغم اختلاف الجنسية والديانة.. شهادة مصوري مقتل «الدرة» واحدة "محمد الدرة" ليس مجرد شهيد، فطر قلوب العالم، وثارت له جموع العرب والفلسطينين، بل تحول إلى أيقونة للنضال الفلسطينى، وملهم لكثير من الشعراء والفنانين الذين اتخذوا منه رمزًا للتعبير عن المقاومة، واسمًا يهتف به الشعب فى الانتفاضات، ويتغنى به الآلاف فى وداع الشهداء... المزيد «درة الشهداء» ملهم الفنانين في مقاومة الاحتلال بعد استشهاده لم ينسى "جمال الدرة" طفله يوما، فبعد أكثر من عامين من دفن الشهيد"، رزقه الله بهدية من زوجته "أمل"، ولدًا آخر عوضًا عن فقيده، أطلق عليه "محمد" تيمنا بأخيه، فكان مولده رحمة من الخالق، وكمدًا للعائلة بأكملها... اقرأ بالصور| بعد وفاته بعامين.. والد الدرة يرزق بطفل يسميه محمد تيمنا بالشهيد «ملامح طفولية وأحلام بريئة وتشبث بالحياة رغم الدمار والألم» صفات جمعت بين طفلين شاء القدر أن تكون فلسطين موطنهم الأصلى وأن يُقتلا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى.. 15 عاما فاصلة بين موت محمد الدرة وعلى دوابشة تخللهما وفاة مئات من الأطفال الفلسطينيين على يد الاحتلال ليتركوا مرارا فى قلب كل فلسطينى عبر عنه الشاعر محمود درويش بتلك الأبيات "وجدوا فى صدره قنديل ورد.. وقمر وهو ملقى ميتا فوق حجر"... المزيد من الدرة إلى دوابشة.. ويستمر بطش الصهاينة ضد أطفال فلسطين