لم يكن يتوقع المونولوجيست والكوميديان نجاح الموجي، أن تكون نهاية حياته مأساوية على يد رجال الإسعاف، إذ عانى من أزمة قلبية شديدة، في المقابل تأخرت سيارة الإسعاف عن إنقاذه لمدة ساعتين، وتوقف قلبه عن النبض عند حضورهم، رغم متابعة ابنته آيتن الموجي معهم على الهاتف.. اليوم 25 من سبتمبر يوافق الذكرى ال 17 لوفاته.. قدم «الموجي» مجموعة متنوعة من الأدوار، كان لأغلبها تأثير كبير في وجدان المشاهدين، حيث ظلوا يتذكرونها حتى يومنا هذا، منهم «الواد مزيكا» في مسرحية «المتزوجون»، وكان لحواره الذي دار بينه وبينه «جورج سيدهم» حول السياسة صيت واسع، يظن «جورج» أن «نجاح» لا يعي شيئًا عن السياسة، فيحاول أن يختبره ويسأله: «واد يا مزيكا أنت بتفهم في السياسة؟» ليبادره الأخير قائلًا: «أفهم في السياسة.. أنا الشعب!».
ورغم إجادته لشخصية «عباس» زوج «نادية» في فيلم «ليه يا بنفسج»، إلا أن مونولوج «حنكورة حكالنا حكاية»، نال صدى أكبر من دوره، إذ كان للموجي قدرات واضحة في تقديم فن المونولوج، لا يعتمد فقط على جمال وملائمة الكلمات والموسيقى للموضوع الذي يقدمه، إنما كان الجمهور يصدق «الموجي»؛ حيث يحمل وجهه تعبيرات توصل المعنى المرغوب فيه من المونولوج، وبدا ذلك واضحًا أيضًا مع مونولوج «سلم لنا بقى عالتروماي»، الذي قدمه في فيلم «أيام الغضب»، والذي انتقد فيه أوضاع البلد من خلال تجسيده لشخصية رجل ألقى به ظلمًا في مٌستشفى المجانين، والمونولوج ألحان سامي الحفناوي وكلمات سيد حجاب.
وفي «الكيت كات» قدّم شخصية «هرم»، الذي يُحضر الحشيش لأصدقائه في الفيلم الذي أخرجه الكبير داود عبد السيد، وكان للموجي في هذا العمل السينمائي مجموعة من المشاهد والجمل الحوارية التي يستخدمها كثيرون في وقتنا الحالي، منها: «صح بس هنكر»، أيضًا جملة: «بتستعماني يا هرم» التي قالها الكفيف محمود عبد العزيز للموجي عندما أمسك به في شقة صديقهما المريض وهو في جلسة مع زوجة المريض، ليحاول الموجي التخفي مٌعتمدًا على أن عبد العزيز لن يراه، لكن الأخير كشف الأمر وقال له جملته الشهيرة. وبين أدوار الصديق الوفي وصبي المعلم وصديق البطل لمع نجم الموجي، ومع ذلك لم يتمكن من تصدر عمل فني بمفرده، حتى جاءته فرصة مشاركة الراحل كمال الشناوي في بطولة فيلم «طأطأ وريكا وكاظم بيك»، واستخدم في ذلك خفة ظله المعهودة، تلاه بعدة أدوار في أعمال منها فيلم «البحر بيضحك ليه»، ومسرحية «مولد سيدي المرعب»، قبل أن يتوفى في 25 سبتمبر عام 1998 تاركًا رصيد فني كبير شاهد على موهبته.