تيجان، أعقاد، خلاخيل، قلادات، أقراط، أساور، أكاليل، وغيرها من الحلى التراثية الشعبية، التي تزينت بها المرأة في العصور القديمة، متخذة منها أشكالًا جذابة للعين، معبّرة عن أنماط الحياة في ذلك الزمن البعيد، كانت المدخل الأساسي لشيماء الجارحي، لتبدأ مشروعها الخاص، بصناعة الحلى الحديثة المعاصرة من التراث القديم، ولتقديم رسالة الماجستير الخاصة بها تحت عنوان "المتغيرات التعبيرية والتشكيلية في الحلى الشعبية كمدخل لإثراء تدريس أشغال المعادن". بعد تخرجها في كلية التربية الفنية، رأت شيماء أن تستغل دراستها في أمر مفيد، تجد فيه شغفها، فاختارت مجال صناعة الحلى، لكنها قرّرت أن تصنعه بشكل يختلف عن الأشكال التقليدية المعروفة، حيث تقول "حبيت أعمل حاجة مختلفة تجذب الناس وفي نفس الوقت موجودة في تراثنا". استخراج المواد التي تصنع منها الحلى من الطبيعة، هو ما تفعله شيماء، فقديما كان الحلى يتخذ أشكاله من الأحجار والعظام والخرز، والخشب والنسيج والأصداف البحرية، فتقول شيماء "باخرج الأشكال دي من الحاجات القديمة، وأطلع بيها إكسسوارت معاصرة". حب شيماء للفن الفرعونى القديم، هو ما جذبها إلى تلك الفكرة، فتقول: "الفراعنة كانوا أصل الحلى، وعملوا أشكال عظيمة لازم نعيد تشكيلها"، مضيفة أنها لم تكتف بذلك، بل عملت على زيارة أغلب محافظات مصر، لاستخراج أشكال الحلى القديمة منها. "الحلى يعبر عن المخزون الثقافي للبلاد"، هكذا تقول شيماء بعد دراستها للحلى الشعبية، لسيناء وسيوة، والشرقية، والنوبة، وأغلب صعيد مصر، وهو ما شجعها على الاستمرار في فكرتها، وخلق أشكال حلى جديدة، تتسم بالأصالة والبساطة في آن واحد. الحلى والزينة كانا دائمًا موضع انتباه أغلب محبي التراث، وامتلأت بهما الكتب الشعبية القديمة، كونهما جزءا من ثقافة الشعب وتاريخه، وهو ما جذب شيماء، فتقول "أنا باحاول أحافظ على التراث بشكل جديد، وهو هدفي الأساسي". ورشة صغيرة داخل بيت شيماء، تمتلئ بأدوات الزينة والتصنيع، تقضي بها أغلب أوقاتها، لتخرج بأعمال جديدة، فتقول "باحاول أعرض منتجاتي في أماكن مختلفة، وبالفعل في معارض كتير رحبت"، مضيفة أنّ حلمها هو التوسع في منتجاتها بشكل أكبر، وعرضها على نطاق أوسع.