فى تقديمه لأحدث كتبه «ما يعرفه أمين»، الذى يضم مجمل أعماله يقول مصطفى ذكرى: «أخوف ما أخافه هو الإطالة على القارئ، إننى أذكر نفسى دائما بهذا الرهاب، كن غامضًا ولا تكن مملًا». الكتاب الصادر عن «التنوير» يقدم لعشاق القراءة الحقيقيين، نقرأ فيه عن أبطال مترددين وقلقين، يعيشون خارج السياق الاجتماعى المعتاد، بتشرد بعضهم وعزلة بعضهم الآخر، تضمهم جدران ضيقة، وتحوطهم ظلمة عدم اكتراث العالم بهمومهم. يسلط عليهم مصطفى ذكرى كاميرا بوليسية تستطيع تتبع أدق حركاتهم وسكناتهم. هدف ذكرى الدائم هو كسر التوقع، ومفاجأة القارئ بالدراما، وبما يغزله داخل الدراما من تمرد عليها. ■ هل من طريق إلى الجنة؟ يستحضر حسن داوود رجل الدين ودوره فى مجتمع قروى تقليدى، ويقف عند بطله الشيخ الشاب المسربل بالأغلال الاجتماعية، لنلمس فى تحولاته العاطفية والذهنية مسار التبدلات التى حصلت فى الحياة والثقافة بتأثير الزمن. الزمن الذى يختمر دائما بإيقاعه البطىء. قرّر أن يخلع عنه جبّته وعمامته. هكذا من دون أن يعرف كيف سيكون بعد ذلك وماذا سيفعل. هل هو موت والده الذى حرّره؟ هل هى إصابته بمرض السرطان وخوفه على حياته؟ أم ملله من البيت ومن زوجته ومن ذهابه إلى الجامع؟ أم رغبته الجامحة فى امرأة أخيه المتوفّى؟ لا ينبغى له أن يتردّد، أو يؤجّل. فذلك سيبقيه حيث هو، وكما هو، ماكثًا فى غرفته، لا شىء يفعله إلا انتظاره الشمس يتقدّم خطّها على البلاط تحته. «لا طريق إلى الجنة»، صدرت عن الساقى. ■ الصورة عند الجاحظ خاض الباحث محمد العناز فى كتابه الجديد الصادر عن دار العين «مفهوم الصورة فى كتاب البيان والتبيين عند الجاحظ» فى إشكال دقيق، جعله يحفر عميقا فى النص التراثى لفهم الأسس التى تحرك المفهوم عند مفكر عربى كبير. حيث تعقب الباحث مصطلح «الصورة» وتأمل مواضيعها،. ومن خلال هذا التأمل حاول معرفة إن كان عند الجاحظ وعى بمصطلح الصورة أم لا. ثم النظر إلى كيفية استعمال مصطلح الصورة فى ضوء اجتهادات الباحث محمد العناز حول هذا المصطلح، والطريقة التى قرأ بها النصوص. ثم انتقل الباحث إلى تناول الفعل اللغوى البلاغى والتصوير الخطى. ويقصد بالفعل اللغوى البلاغى ما ينجزه الفرد حين يتكلم بلسان عربى أو غيره وما يرتبط بها من أشكال الفصاحة.